-A +A
حمود أبو طالب
قبل أيام كنت أقرأ كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل «مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان»، وفي فصل من الكتاب تحدث عن السرية البالغة التي كانت تحيط بصحة الرئيس السابق حسني مبارك أثناء رحلاته العلاجية إلى الخارج، وكيف كان الحرص شديدا على ألا يعرف أحد حقيقة الوضع لاعتبارات وحسابات لا يمكن أن يستوعبها عقل. وقد ذكرني ذلك الفصل بقصة إيقاف أحد أشهر الكتاب المصريين، فقط لأنه كتب مرة عن الوضع الصحي لمبارك.. أنا لا أقصد الرئيس مبارك تحديدا، وإنما أحاول الإشارة إلى إخراج بعض الحكام من كونهم بشرا وتحويلهم إلى مخلوقات لا تمرض ولا تصاب بما يصاب به البشر.. كثيرون من الحكام لو راجعنا سيرة حياتهم لوجدنا أن إعلامهم يحرص على ترسيخ صورة عنهم تشبه صورة السوبرمان؛ لأن العلاقة بينهم وبين شعوبهم ليست مبنية على الحب والثقة والود، وإنما على معادلة القوة والضعف، إذا كان الحاكم في كامل صحته وقوته فإنه يعتقد أنه مسيطر على الأمور، أما إذا تعرضت صحته لأي عارض فإنه لم يعد في موقف الذي يخيف الناس بقوته..
علاقة الخوف والقوة والجبروت لا يمكن أن تؤسس لعلاقة إنسانية سوية بين حاكم وشعبه، لكن الحاكم المؤمن بالله، الذي يعرف أنه كغيره من البشر، لا يقلقه أبدا أن يعرف شعبه كل تفاصيل حياته، لأنه متأكد أن علاقته بهم هي علاقة حب ووفاء وشفافية وصراحة.. المجتمعات الأخرى لا تعرف متى يمرض حاكمها ولا متى يدخل مستشفى. صحته منطقة محرمة على الجميع، لكننا هنا نعرف ماذا يجري لوالد الشعب وحبيبه..
في رحلته العلاجية السابقة خارج المملكة، وفي دخوله المستشفى هذه المرة، كل التفاصيل كانت معلنة، حتى الإجراء الطبي الذي سيتم عرفه الشعب بالتفاصيل. لا أسرار ولا توجس ولا شكوك ولا خوف.. قلوبنا معك يا أبا متعب.. دعواتنا لك يا أبا متعب.. ونسأل الله أن تخرج سليما معافى ومشافى، لأن كل فرد من شعبك لا تربطه بك غير علاقة الحب..
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة


habutalib@hotmail.com