أحال الدفاع المدني شكوى تقدمت بها إحدى الأسر ضد منتجع سياحي في محافظة جدة إلى المحكمة العامة للنظر في ملابسات القضية، التي اتهمت الأسرة من خلالها إدارة المنتجع بالإهمال والتسبب في وفاة طفلها «يزن» ذي الأربعة أعوام غرقاً في المسبح التابع للمنتجع خلال غياب المنقذين لانشغالهم بمشاهدة مباراة المنتخب السعودي ضد نظيره الأرجنتيني.
وفي هذا الإطار قالت جدة الطفل «يزن» السيدة أفراح صالح: قضت الأسرة ليلة داخل المنتجع السياحي وكان الصغار يلهون حول المسبح وبرفقتهم «يزن» ، وأثناء ذلك طلبت والدته من أحد العاملين مراقبة الأطفال أثناء السباحة على أن تعود بعد فترة وجيزة.
وأضافت تجاوز «يزن» المنطقة المخصصة لسباحة الأطفال إلى مسبح الكبار في غفلة من المنقذين الذين انشغلوا أثناء غرق الطفل بمتابعة المباراة.
وذكرت أن المنقذ غاب بعد الحادثة فترة تتجاوز الأسبوع - وفقا لقولها -
من جانبه شكك مستثمر المنتجع صحة رواية جدة الطفل«يزن»، محملا أسرته مسؤولية الحادث نتيجة تركهم له دون مراقبة بالرغم من أن عقد التأجير الموقع مع الأسرة يشترط عدم ترك الصغار دون مراقبة، وخاصة جوار أحواض السباحة.
وأكد براءة العاملين في المنتجع من تهمة الإهمال، واستند في ذلك إلى أن التحقيقات أثبتت إهمال الأسرة للطفل الغريق.
وفي المقابل أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة المقدم سعيد سرحان، أن الدفاع المدني ينفذ من وقت لآخر جولات تفتيشية على المواقع والمنتجعات السياحية وتم إغلاق عدد كبير منها لغياب اشتراطات السلامة ومن بينها الاشتراطات التي يتوجب وجودها على أحواض السباحة التي تقتضي وجود سياج مانع للأطفال حول المسابح وتوفير منقذين مؤهلين وأطواق للنجاة.
لافتاً إلى أن الدفاع المدني يواجه صعوبة في متابعة الاستراحات غير المصرحة والمجهولة، مشيراً إلى أن المسؤولية لا تقع على المنشآت فقط فالأهل يتحملون مسؤولية كبرى لإهمالهم متابعة أبنائهم في أماكن التنزه.
فريق التحقيق في القضية أكد لـ«عكاظ» تحويل الحادثة إلى القضاء للنظر فيها بعد أن طالب والد الطفل الغريق بذلك، مشيرين إلى أن المنتجع وأسرة الطفل يتحملان المسؤولية بعد أن أثبتت التحقيقات غياب وسائل السلامة عن الموقع وغفلة العائلة عن ابنها وقت وقوع الحادثة.