يستعجل بعض هواة الأدب في السرد والشعر والكتابة نشر نتاجهم دون عناية ودون تقديم صورة مضيئة عنهم، فمن يكتب دون وعي إملائي يقع في مزالق اللغة فيكشف عوار أدواته، ومن يكتب دون نضج أسلوبي يقع في اختلال الصياغة فيفضح ضعف إمكاناته، ومن يكتب دون تمحيص معرفي يقع في فساد المعلومة فيهتك ستر ثقافته، ومن يكتب دون فهم نحوي يقع في وهدات الإعراب فينم عن فقر في تراكيبه، ومن يكتب نصا شعريا منسوبا للوزن العروضي دون ضبط للقيم الفنية أو للمعايير الإيقاعية يكشف عن أحد أمرين: إما عن موهبة مبتورة، أو موهبة مستعارة، فالموهبة المبتورة قدمت قبل أوانها، والموهبة المستعارة ظن صاحبها أن كتابة النص عن طريق وسيط يطيل بقاءه في المشهد الشعري، وهو أمر يشبه المستحيل لأن ذلك دونه خرط القتاد، فالموهبة لاتباع ولا تؤجر، ولا تمنح لمن أرادها وإنما هي استعداد فطري، والمبدع الحقيقي ذو نفس طويل لا نفس ينقطع بانقطاع السبل، ولا إبداع يتوكأ على عصا الآخرين، ما يلبث أن ينفضح بسقوط تلك العصا، ولذلك من الذكاء أن يتوقف المستعير عن الكتابة بعد سقوط العصا أو غيابها أو بعد انتهاء فترة التدريب والمساعدة؛ لأن من يكتب قصائد موزونة فترة من الزمن ثم بعد فقدانه للوسيط يكشف نفسه على الملأ بتقديم عبارات ينسبها للشعر وهي مصابة بالتوعك والكسور والضعف في التركيب، فخير له أن يتوقف حتى لا ينفضح أمره؛ لأن الاستمرار بهذه الطريقة رعونة وتخلف وتهور يؤدي إلى إضحاك كل أولئك الذين زفوه وباركوا له ظهوره على مسارح الشعر ليكتشفوا بكل خيبة ــ فيما بعد ــ أن هذا الموهوب الكاذب إنما كان في حقيقة الأمر يمضي في سياق تاريخ متشعب وطويل من الأكاذيب ابتلي به وأودى به في مزالق ومنحنيات خطيرة، ومن يكذب على أمة بأكملها في قصيدة ليس أسهل عليه من أن يكذب على بطانة من حوله!!.
إني أنصح الشباب المتحمسين والفتيات المتحمسات للكتابة شعرا ونثرا التريث في النشر، سواء عبر الصحف أو الإصدارات أو حتى وسائل الاتصال الاجتماعي، والتريث لا يعني الانتظار الطويل، وإنما عرض المشاركة على ذوي الإبداع والخبرة قبل التورط في كتابة ضعيفة أو عبارة متهتكة أو جملة مرتبكة أو بيت شعري مكسور كسرا مضاعفا ومضحكا بطريقة تدعو للشفقة!! والأعجب من ذلك قيام صاحبها بالافتخار والتباهي بهذا النص المخجل، وكأنه إنجاز فريد.
وقفة:
لست ضد ما يكتب في تويتر من (إبداعات)، لكن ضد ما يقدم فيها من (إضاعات) على مستوى اللغة والأسلوب والدلالة والمعنى، وما يقدم فيها على أنه شعر والشعر منه براء.
محطة:
خلا لك الجو وامتدت لك الصور
وما تبينت أن خطاك تحتضر
إن كان من هان لم يرقبك عن كثب
فليس شيء عن الجبار يستتر
nrshdan@gmail.com
إني أنصح الشباب المتحمسين والفتيات المتحمسات للكتابة شعرا ونثرا التريث في النشر، سواء عبر الصحف أو الإصدارات أو حتى وسائل الاتصال الاجتماعي، والتريث لا يعني الانتظار الطويل، وإنما عرض المشاركة على ذوي الإبداع والخبرة قبل التورط في كتابة ضعيفة أو عبارة متهتكة أو جملة مرتبكة أو بيت شعري مكسور كسرا مضاعفا ومضحكا بطريقة تدعو للشفقة!! والأعجب من ذلك قيام صاحبها بالافتخار والتباهي بهذا النص المخجل، وكأنه إنجاز فريد.
وقفة:
لست ضد ما يكتب في تويتر من (إبداعات)، لكن ضد ما يقدم فيها من (إضاعات) على مستوى اللغة والأسلوب والدلالة والمعنى، وما يقدم فيها على أنه شعر والشعر منه براء.
محطة:
خلا لك الجو وامتدت لك الصور
وما تبينت أن خطاك تحتضر
إن كان من هان لم يرقبك عن كثب
فليس شيء عن الجبار يستتر
nrshdan@gmail.com