حيث إن الموضوع يمس حياة الإنسان رأيت من واجبي حسب قدرتي المتواضعة أن أستمر في التوضيح للقراء الكرام العلوم والمعايير الصحية التي تتعلق بالموضوع معتمدا في مراجعي على المصادر العالمية المعترف بها. فقلمي هنا لا يمدح ولا ينتقد ولا يحكم ولا يصرح بل يضع الحقائق العلمية حسب مصادرها ويترك الحكم والمدح والانتقاد لأصـحـابـه. أطمع عبر هذه السطور أن أضع سؤالا واحدا مهما جدا للقراء ولمن يهمه الأمر وهو: هل كان قرار الإغلاق الفوري لكامل مستشفى باقدو والدكتور عرفان العام بجدة قرارا صائبا يصب في مصلحة سكان الحي وسكان مدينة جدة؟. ليس من مكاني أن أجيب عن هذا السؤال فهذا يستنتج على ضوء الحقائق والمعايير الصحية العالمية لا غير. في بداية الأمر كنت ممن كان داعما للإغلاق ولكن عندما عرفت الحقائق بدأت في إعادة النظر. دعنا أولا ننظر للموقع الجغرافي للمستشفى المعني. لو نظرنا شرقا للمستشفى نرى أن أقرب مستشفى عام هو مستشفى الجدعاني في حي الصفا أي على بعد لا يقل عن ثلاثة كيلو مترات وغربا نجد أن أقرب مستشفى هو الألماني وغسان فرعون على بعد لا يقل عن أربعة كم وشمالا لا يوجد أي مستشفى وجنوبا هناك مستشفى بقشان وسليمان فقيه على بعد أربعة كم. هذه حقائق لا شكك فيها. معنى هذا في الأربعة الاتجاهات على بعد ثلاثة كم لا يوجد مستشفى لسكان المنطقة أي تقريبا حوالي نصف مليون نسمة حرمناهم من أهم جهاز خدمة أي الخدمة الصحية المجاورة. والجدير بالذكر حسب جميع المراجع السالف ذكرها متفق عليه أن العامل الرئيس الوحيد الذي يحدد جدوى إسعاف حياة الإنسان، بعد الله، هو قرب المستشفى المجاور للسكن. ولا جدل في هذا القانون الصحي متفق عليه بالإجماع. ثانيا في حوزتي شهادة بعنوان شهادة اعتماد Accreditation Certificate، نصها: يشهد المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية بأن مستشفى باقدو والدكتور عرفان العام قد اجتاز عملية التقييم ونجح في تطبيق المعايير الوطنية للمستشفيات في الجودة ولذا تم منحه هذه الشهادة وذلك لمدة ثلاث سنوات والتي تنتهي بشهر رمضان 1436هـ، ختم وتوقيع أمين عام المجلس ورئيس المجلس. فالشهادة مدتها ثلاث سنوات وليس ثلاثة أشهر. فهنا تناقض، قبل ثلاثة أشهر اعتمد هذا المستشفى من حيث الجودة ثم الآن أغلق لعدم جودته؟ وضع لا يقبله العقل. فعلينا أن نعيد النظر في برنامج التقييم والمسؤولين عليه. ثالثا أين القوانين والنظم المتبعة في التحقيق من حيث الحق العام والحق الخاص وإصدار الأحكام التشريعية وحق الاستئناف في أمور تتعلق بحياة الإنسان. ثم يعد درء المفسدة مقصدا شرعيا لا يمكن الاستغناء عنه إذ أن المصلحة لا تتحقق بجلب المنفعة فحسب. بل إن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة في حال التعارض والتزاحم المستمدة من كتاب الله المجيد، وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فما هي المضرة في إغلاق فوري لكامل المستشفى وما هي المنفعة؟ فهذا هو المهم في السؤال الذي بدأت به. علينا معرفة المفسدة والمصلحة أولا وتحديد مداه والعمل على «درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة» في جميع قراراتنا والله خير المقر، فالشر يخص والخير يعم وليس العكس. والله من وراء القصد.
للتواصل فاكس 6079343
للتواصل فاكس 6079343