كم من قيمٍ تعلمناها صغارا وباتت اليوم استثناء بعد أن كانت قواعد وأصولا يتوارثها الأجيال، كان الصغير يحترم الكبير، كان المعلم يضرب الطالب ليؤدبه لا لأن ينتقم من عقدة نقص لديه، كانت الجيرة تتجاوز مسمى جيران لتكون العوائل بحميمية تشابه صلة الأهل والإخوان، كانوا يقولون قديما الأقارب عزوة واليوم تتردد جملة الأقارب عقارب، كانت الحياة أسهل رغم الصعوبات واليوم أضحت أصعب رغم كل التساهيل التقنية والتكنولوجية، كان للكلمة وقع عند الرجال أوثق من كل العهود والعقود واليوم حتى العقود والعهود المكتوبة لا تحترم، كان الستر ديدن الكل ورغم فقرهم حياتهم سهلة وزي (الفل)، كانوا بلا تكييف لكن المحبة تبرد قلوبهم، كانوا بلا تكبر كانوا بلا تجبر كانوا يقومون بالواجب دون أوامر تسن وتصدر، كان الجار يربي أبناء جيرانه إن صدر منهم الخطأ. واليوم قد نرتكب جناية إن حاول أحدهم توجيه أو تأديب الصغار!، وأكاد أجزم أن كل قديمٍ جميل حتى في المأكل والمشرب، فالشاي اليوم مهما أجاد صانعه حبكه لن يكون ألذ من شاي (السيموار )، حتى المسميات لم تكن ذات أهمية (تجميلية) فالمطبخ كان (مركب) واللحاف (دقديق) بل وتذكرون أنهم كانوا بلا مصابيح كهربائية ومع ذلك أفعالهم الطاهرة تشِع نورا.
كم نفتقد هذه الأخلاقيات اليوم ؟ كم نعجب مما نسمعه في هذا الزمان من هوائل يشيب لها رأس الوليد بعد أن كانت من المستحيلات في الماضي، ألم تسمعوا بمن ضرب أمه! ألم تسمعوا بمن عضل بناته وحرمهن من الزواج طمعا في رواتبهن؟ ألم تسمعوا بمن تخلى عنه أقرب الأقربين ووقف معه وسانده أصدقاؤه المقربون؟ .. لا أملك إلا أن أردد العنوان أعلاه.
bfatiny@gmail.com
كم نفتقد هذه الأخلاقيات اليوم ؟ كم نعجب مما نسمعه في هذا الزمان من هوائل يشيب لها رأس الوليد بعد أن كانت من المستحيلات في الماضي، ألم تسمعوا بمن ضرب أمه! ألم تسمعوا بمن عضل بناته وحرمهن من الزواج طمعا في رواتبهن؟ ألم تسمعوا بمن تخلى عنه أقرب الأقربين ووقف معه وسانده أصدقاؤه المقربون؟ .. لا أملك إلا أن أردد العنوان أعلاه.
bfatiny@gmail.com