حينما تظهر في برنامج تلفزيوني للحديث عن هموم الوسط الرياضي فبالتأكيد يهمك أن تعرف ماهية ونوعية المذيع وإذا ما كان يملك من المهنية والمصداقية ما يؤهله لأن يحاورك ويخرج وإياك بحوار ثري مفيد موضوعي يقدم فيه الضيف رأيه بكامل حرية دون المساس بأحد ويملك فيه المقدم حق إدارة الحوار وهذا ما تربينا عليه في الإعلام بل هو من بديهيات الإعلام .. في برنامج «كورة» يوم الأحد الماضي ظهرت مع الزميل تركي العجمة الذي لم أكن أشك للحظة أنه يملك هذه المهنية والقدرة على إدارة الحوار بشكل موضوعي دون أن يملي على أحد ما يقول وما لا يقول ودون أن يميل لأحد الطرفين حتى وإن كان غائبا ولاسيما وهو يملك في برنامجه فقرة اسمها «حق الرد»! في منتصف الحديث المتعلق بالهلال وعنوان صحيفة الشرق بدا الزميل هادئا لكنه انقلب فجأة ولبس الثوب الأزرق بشكل لا مهني وبعيد عن الموضوعية وأراد أن يحقق بطولة إعلامية على حسابي لم يقدر هو عواقبها بينما كان الأجدر به أن ينتظر لأكمل وجهة نظري ومن ثم يحفظ للغائب حق الرد.. تركي مذيع متمكن لكنه سقط مهنيا في هذه الحلقة بشهادة الجميع وأغراه المد الأزرق الذي سينبري طبعا للإشادة به والدفاع عنه كونه قاطع من أراد المساس بالأزرق ولم يسمح له بالتجاوز.. عندما يتحول المذيع من شخص مهني محايد إلى قلب دفاع! فتلك كارثة مهنية وإعلامية وتدل على أن النفوذ الهلالي وصل لذروته حتى سقط آخر معاقل الحياد في أيدي من اؤتمن على إيصال صوت الجميع.. هناك من التفاصيل التي حدثت خلال الحلقة ما لا يعرفه إلا من كان على الطاولة ولكني لست ممن يحب كشف الخفايا حتى لا تفسر بغير معناها الحقيقي وسأكتفي بما ذكرت إلى أن أجد بداً من إظهارها وسأظل «أصفق» لكل من يلقي لنا محاضرات عن الأخلاق والشرف لأنني أعرف جيدا أنهم «ما يمشون» إلا «بالتصفيق»!!
وللناس فيما يكتبون مذاهب
وللناس فيما يكتبون مذاهب