-A +A
عبدالعزيز معافا ( ضمد )

أكثر من مائة طفل مصابين بالتوحد في منطقة جازان يحتاجون مراكز تأهيلية وخدماتية وعيادات تشخيصية لحالاتهم، ولعدم وجود هذه المراكز اضطر آباء بعضهم للسفر بهم إلى الخارج لتلقي العلاج اللازم.

وأكد الآباء أن أبناءهم المصابين يمتازون بدرجة ذكاء عالية ويحتاجون لأسلوب تعليمي معين ومميز وخدمات الصحة والتعليم ومراكز التأهيل والتنمية الاجتماعية، مطالبين بإنشاء مراكز تعليمية وتشخيصية تحتضن أبناءهم وأطباء متخصصين في علاج مثل هذه الإعاقات.

وكشفت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود رئيسة جمعية أسر التوحد الخيرية، أن 8400 مصاب بمرض التوحد يتلقون العلاج خارج المملكة، مشيرة إلى أن المؤسسات المتخصصة في تقديم الرعاية لأطفال التوحد لا تف بالغرض المطلوب، مؤكدة أن الجهود المبذولة في مكافحة التوحد والوقاية منه لا توازي المشكلة نفسها كون الخدمات المقدمة لا تخدم سوى 1 في المائة.

وبين مفلح الغالطي مدرس تربية خاصة أن في المنطقة 100 حالة توحد دون أن تقدم لهم أية خدمة، وقال يلاحظ عدم وجود أطباء متخصصين في المنطقة لإجراء التشخيص السليم لهذه الحالات، بل للأسف هناك أطباء نفسيين ينكرون وجود التوحد أساسا ويعتبرونه وهما، وهذا ما يشكل معاناة للأسر التي لا تستطيع التعرف على تشخيص هذه الحالات إلا بعد الذهاب لأكثر من طبيب، وكل طبيب يختلف تشخيصه عن الآخر، ثم يضطر الآباء للسفر إلى خارج المنطقة وخارج المملكة من أجل معرفة مدى إصابة أبنائهم يهذه الحالات.

وأضاف ليست هناك أية مراكز تأهيل بالمنطقة تهتم بهذه الفئة وتوفر لهم الأخصائيين، كما أن البرنامج الذي تقدمه إدارة التربية والتعليم لهذه الفئة ضعيف جدا لعدم توفر أخصائية نطق للبنات وغياب العلاج الوظيفي والطبيعي، مبينا أن مبنى معهد التربية الفكرية للبنين بجازان غير صالح حسب تقرير الدفاع المدني.

أما معاذ عايل سهلي والد لؤي أحد الأطفال المصابين بالتوحد ويبلغ من العمر 6 سنوات، فقد أشار إلى أن ابنه قد تسبب في حرمان أمه من مواصلة الدراسة بالمرحلة الجامعية رغم تفوقها دراسيا لخوفها على ابنها لعدم توفر مراكز خاصة بحالات التوحد تحتضن المصابين وتهتم بتأهيلهم وتعليمهم وصحتهم.

من جهته يقول والد الطفل مجاهد لم أترك مستشفى خاصا إلا وراجعته بابني حتى وصل عمره ثلاث سنوات، وعندما اكتشفت إصابته بالتوحد بدأت المعاناة ورحلات السفر المتواصلة إلى جدة من أجل إخضاعه لجلسات علاجية، رغم طبيعة عملي كوني معلما، إضافة للإمامة والخطابة التي تنازلت عنها مجبرا بسبب المراجعات الأسبوعية وقطع المسافات.

وعندما اكتشف موسى عواجي أن ابنه رضوان يعاني من التوحد عرضه على الأطباء في جازان وأبها وجدة والرياض على حسابه الخاص، حتى وصل عمره 7 سنوات، بدون أية فائدة تذكر، وقال لاحظت أن تشخيص كل طبيب يختلف عن الآخر، وبسبب عدم توفر مراكز تأهيلية بالمنطقة اضطررت أن أتركه في المنزل، وأفكر الآن بالذهاب به إلى مصر والحاقه بمركز علاجي وتدريبي، ولكن ما ذنب أب يترك ولده بمصر وما ذنب أم تبكي ألما على فراق ابنها في ظل عدم توفر أي اهتمام بطفل التوحد في المنطقة.

وعند عرض المشكلة على إدارة تعليم جازان جاء ردها على لسان ناطقها الإعلامي محمد الرياني بقوله: يوجد مركز للسمع والكلام بالمنطقة وهناك جهود حثيثة لتحويله إلى مركز لخدمات التربية الخاصة خلال العام المقبل، مضيفا أنه تم الرفع في ميزانية العام المقبل لافتتاح برنامج بالجرادية وصقر الجزيرة بالأحد، مشيرا إلى أن خدمات التربية الخاصة فكري وتوحد وسمعي وبصري وصعوبات منتشرة في جبل العقبة وجزيرة فرسان.

وتساءل إبراهيم قميعي أبو ضي المصابة بالتوحد: أين نذهب بأبنائنا وبناتنا المصابين إذا كانت المنطقة تفتقد لخدمات الرعاية الخاصة بهم خصوصا المتعلقة بالتأهيل؟ مضيفا أن إنعدام المراكز والمستشفيات الحكومية والأهلية جعل البعض يعيشون مع أطفالهم المصابين بالتوحد خارج المملكة من أجل علاجهم.

من جهته أوضح على عبدالحق والد المريض عمر 7 سنوات أنه بسبب افتقاد المنطقة لمراكز الخدمات العلاجية والتعليمية والصحية لمصابي التوحد اضطر للسفر بابنه إلى مصر، وكانت التكاليف في البداية على نفقته الخاصة ثم حصل على بعثة، وقال يقيم ابني حاليا في مصر لوحده منذ أكثر من عام من أجل العلاج وأتمنى توفير مراكز بالمنطقة أو في أية منطقة داخل المملكة حتى تنتهي معاناتنا ومعانات الأسر التي لديها أطفال مصابين بالتوحد، متسائلا: ما ذنب أمه التي افتقدت ابنها كل هذه الفترة وكذلك والده ولماذا لا تتوفر المراكز الخاصة والمؤهلة لهذه الفئة من المجتمع الذي ينتظر حقوقه؟

علي محزوم لديه ولدان عاصم 5 سنوات وعمار 4 سنوات أصيبا بمرض التوحد، يقول: عجزت في أن أجد أية عيادة لتشخيص حالتهما سافرت بهما إلى مركز العيادات الشاملة في الرياض فتم تشخيص حالتهما وكانت النتيجة إيجابية ولكن بحاجة إلى التحاليل وتذاكر سفر وشراء المكملات والأكل الخاص بهما، مطالبا بتوفير كافة احتياجات أطفال التوحد من مراكز تعليمية وتأهيلية شاملة بالمنطقة.

أم عمار وعاصم المصابين بالتوحد قالت: نعاني من تواضع الخدمات المقدمة للمصابين بالتوحد، ونطالب بدعم أسرهم وإيجاد مراكز متخصصة للعناية بهم بدلا من السفر بهم إلى الخارج.

وأكد حمود على محمد والد الطفل على 3 سنوات، أهمية تكثيف الرعاية بمرضى التوحد وتأمين متطلباتهم العلاجية.

أما محمد حلوش والد الطفل التوحدي أحمد فقد أكد وجود نقص حاد في كثير من الخدمات الحكومية التي يحتاجها المصابون بالتوحد، مشيرا إلى أنه بسبب هذا النقص اضطرت بعض الأسر للسفر إلى بعض الدول العربية التي تقدم الخدمات المطلوبة.