جمعني لقاء ثقافي، قبل سنوات، مع الأديب الراحل الفريق يحيى المعلمي ــ رحمه الله، وهو أحد أهم الأسماء التي كانت تعنى بأمر اللغة والشأن العلمي لحماية الفصحى، مع الراحلين حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وأبي تراب الظاهري وحسن القرشي ــ رحمهم الله، والباقين الدكتور أحمد الضبيب وأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ود محمد الربيع ود محمد الهدلق و د. ناصر الرشيد، وهم جميعا ممن حظيت المجامع العربية بالتواصل معهم إما أعضاء أو مستشارين.
وأذكر أن الفريق المعلمي كان قبل تسعة عشر عاما ــ في بداية عملي بالتحرير الثقافي ــ قد جاء بالبشرى، وزف لنا قرب إنشاء مجمع لغوي بالرياض على غرار المجمع اللغوي بالقاهرة وبغداد ودمشق والخرطوم والرباط، وظللنا نرتقب إطلالة ذلك الخبر المفرح، فما أجدر بلادنا بوجود الحصن اللغوي، ولا سيما أن مشهدنا العلمي وحقلنا التعليمي مؤهلان لإنجاح كل فعالياته ومناشطه وبحوثه ودراساته وتطوير معطياته ومرونة استقباله وقدرته على التفاعل مع متغيرات العصر، وذلك بوجود نماذج إبداعية وكوادر مميزة قادرة على العمل والعطاء والتميز.
رحل الفريق المعلمي، ولم تتحقق أمنيته ولا أمنية أصحابه ممن رحلوا ومن بقوا أولئك الذين أنستهم العراكات الثقافية والمرتكضات السياسية والوجاهة الاجتماعية حق المملكة القديم في إنشاء مجمع لغوي بالرياض وجدة والمدينة، وذلك بالنظر إلى القفزات العلمية المتحققة على كافة المستويات في الدرس الأكاديمي والبحث العلمي والتأليف والنشر والإبداع، ووجود هيئات وجمعيات تعنى باللغة... وغيرها، إلى جانب وجود كوادر متميزة وكفاءات علمية متمكنة من أدواتها اللغوية وكوادر إدارية متمكنة ومهيأة في مجال البحث العلمي والمتابعات اللغوية، فهذه الأرض هي مهد الرسالة المحمدية ومهبط الوحي الكريم، ولغة القرآن هي لغة العرب ولغة الكتابة والعمل، وسلامتها وفصاحتها جزء من العمل بالقرآن والعمل بها، ثم إن الحرمين الشريفين يحتضنان طلاب علم بالآلاف.. قدموا من أقاليم وبلدان عربية وغير عربية.. وفدوا لتعلم اللغة الصافية في مهدها الأمين؛ ليأخذوا لغة القرآن عن قراء بارعين وعلماء مؤصلين ولغويين جدراء. أعتقد أنه من المهم أن يتم تفعيل وجود هذا المجمع الذي يمثل حضورا مؤثرا للمؤسسة العلمية الجادة؛ مترجما حضور الجهد الوطني في أكثر من محفل ومنشط في ظل النجاحات والإمكانات المتاحة.
إن العدد الكبير من الجامعات والمؤسسات التعليمية والعلمية العليا ومراكز الأبحاث العلمية والهيئات الثقافية.. كلها تعاضد جدارة الرياض باحتضان مجمع لغوي سيجد العناية والاهتمام والتطوير لتحقق المبررات الكافلة للنجاح.
قرابة العشرين عاما مرت على فرحة موءودة وبشرى يتيمة زفها الفريق المعلمي، واليتيمة نفسها ماتت ولم يسع في جنازتها أحد، ولم يبكها أحد، ولم يحقق في موتها أحد، والأعجب من ذلك أنه لم يدرِ عن قاتلها أحد، والأكثر عجبا من ذلك أنه لو عرف قاتلها فلن يعاقبه أحد!!
سأكون متفائلا، وأقول إنها ابنة مفقودة ولم تمت، لكنها ظلت مفقودة دون أن تحظى بمن يبحث عنها؛ لأن الهمة أمست مفقودة!!
nrshdan@gmail.com
وأذكر أن الفريق المعلمي كان قبل تسعة عشر عاما ــ في بداية عملي بالتحرير الثقافي ــ قد جاء بالبشرى، وزف لنا قرب إنشاء مجمع لغوي بالرياض على غرار المجمع اللغوي بالقاهرة وبغداد ودمشق والخرطوم والرباط، وظللنا نرتقب إطلالة ذلك الخبر المفرح، فما أجدر بلادنا بوجود الحصن اللغوي، ولا سيما أن مشهدنا العلمي وحقلنا التعليمي مؤهلان لإنجاح كل فعالياته ومناشطه وبحوثه ودراساته وتطوير معطياته ومرونة استقباله وقدرته على التفاعل مع متغيرات العصر، وذلك بوجود نماذج إبداعية وكوادر مميزة قادرة على العمل والعطاء والتميز.
رحل الفريق المعلمي، ولم تتحقق أمنيته ولا أمنية أصحابه ممن رحلوا ومن بقوا أولئك الذين أنستهم العراكات الثقافية والمرتكضات السياسية والوجاهة الاجتماعية حق المملكة القديم في إنشاء مجمع لغوي بالرياض وجدة والمدينة، وذلك بالنظر إلى القفزات العلمية المتحققة على كافة المستويات في الدرس الأكاديمي والبحث العلمي والتأليف والنشر والإبداع، ووجود هيئات وجمعيات تعنى باللغة... وغيرها، إلى جانب وجود كوادر متميزة وكفاءات علمية متمكنة من أدواتها اللغوية وكوادر إدارية متمكنة ومهيأة في مجال البحث العلمي والمتابعات اللغوية، فهذه الأرض هي مهد الرسالة المحمدية ومهبط الوحي الكريم، ولغة القرآن هي لغة العرب ولغة الكتابة والعمل، وسلامتها وفصاحتها جزء من العمل بالقرآن والعمل بها، ثم إن الحرمين الشريفين يحتضنان طلاب علم بالآلاف.. قدموا من أقاليم وبلدان عربية وغير عربية.. وفدوا لتعلم اللغة الصافية في مهدها الأمين؛ ليأخذوا لغة القرآن عن قراء بارعين وعلماء مؤصلين ولغويين جدراء. أعتقد أنه من المهم أن يتم تفعيل وجود هذا المجمع الذي يمثل حضورا مؤثرا للمؤسسة العلمية الجادة؛ مترجما حضور الجهد الوطني في أكثر من محفل ومنشط في ظل النجاحات والإمكانات المتاحة.
إن العدد الكبير من الجامعات والمؤسسات التعليمية والعلمية العليا ومراكز الأبحاث العلمية والهيئات الثقافية.. كلها تعاضد جدارة الرياض باحتضان مجمع لغوي سيجد العناية والاهتمام والتطوير لتحقق المبررات الكافلة للنجاح.
قرابة العشرين عاما مرت على فرحة موءودة وبشرى يتيمة زفها الفريق المعلمي، واليتيمة نفسها ماتت ولم يسع في جنازتها أحد، ولم يبكها أحد، ولم يحقق في موتها أحد، والأعجب من ذلك أنه لم يدرِ عن قاتلها أحد، والأكثر عجبا من ذلك أنه لو عرف قاتلها فلن يعاقبه أحد!!
سأكون متفائلا، وأقول إنها ابنة مفقودة ولم تمت، لكنها ظلت مفقودة دون أن تحظى بمن يبحث عنها؛ لأن الهمة أمست مفقودة!!
nrshdan@gmail.com