الآخر مصطلح جديد نسبيا على ثقافتنا المحلية، ولذلك كثيرا ما نذهب بهذا المصطلح إلى حدٍ بعيد جدا يصل في الغالب إلى جعل هذا المصطلح موازيا للعداء والخلاف الكلي، أو أنه ــ على الأقل ــ كائن مختلف عنا، ويحتاج إلى طريقة معينة في التعامل معه دون أن ندرك أنه ربما كنا نحن المعنيين بالأمر، فكل شخص يعتبر (آخر) بالنسبة لغيره، وكل مجتمع وثقافة وحضارة تعتبر كذلك بالنسبة لما يقابلها في المجتمعات (الأخرى)، والأصل أن هذا الآخر مختلف معك بتفاصيل صغيرة أو عناوين كبيرة، لكن المهم في الأمر هو أن يكون هذا الاختلاف اختلاف تنوع وتكامل، وليس اختلاف تضاد وتحارب، إلا في الحالات التي يكون فيها فهم خاطئ أو منطلقات خاطئة، كالتي كانت عند (سارتر) الذي توقف كثيرا أمام القاعدة الأخلاقية والقانونية التي تقول: تنتهي حريتك حيثما تبتدئ حرية الآخرين، ووجد أن هذا التحديد لحريته يعتبر كبتا لها، فقال جملته الشهيرة: «الآخرون هم الجحيم»!
أن تتقبل الآخر، وتتواصل معه، لا يعني أن تتقبل أفكاره وتقتنع بها، فلك ما يخصك ويميزك مثلما له ذلك، لكن هناك قواسم مشتركة مع الآخرين لا يمكنك القفز عليها أو رميها خلف جدران التجاهل والرفض المطلق.
الآخر ــ على كل المستويات ــ نحتاجه كثيرا لنرى المشهد من كافة زواياه، بدلا من النظر من زاوية واحدة تغيب بقية زوايا النظر، واللغة الوحيدة القادرة على تلبية هذا المطلب المعرفي الهام هي لغة الحوار، ابتداء من مراجعة النفس بالحوار مع الذات، ولا انتهاء له لأنه لا انتهاء للآخر على الإطلاق.
أن تتقبل الآخر، وتتواصل معه، لا يعني أن تتقبل أفكاره وتقتنع بها، فلك ما يخصك ويميزك مثلما له ذلك، لكن هناك قواسم مشتركة مع الآخرين لا يمكنك القفز عليها أو رميها خلف جدران التجاهل والرفض المطلق.
الآخر ــ على كل المستويات ــ نحتاجه كثيرا لنرى المشهد من كافة زواياه، بدلا من النظر من زاوية واحدة تغيب بقية زوايا النظر، واللغة الوحيدة القادرة على تلبية هذا المطلب المعرفي الهام هي لغة الحوار، ابتداء من مراجعة النفس بالحوار مع الذات، ولا انتهاء له لأنه لا انتهاء للآخر على الإطلاق.