الميزانية العامة لسنة 2013 أعلنت في جلسة مجلس الوزراء السعودي الأخيرة، والجلسة كانت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونشرت الصحافة المحلية بأنها تجاوزت في أرقامها أول ميزانية رسمية عرفتها المملكة قبل 81 سنة، وقدرت الزيادة بـ 88 ألف مرة في الإجمالي و 61 ألف مرة في حجم الإنفاق المتوقع، وقال، يحفظه الله، في كلمة وجهها لكل الوزراء بأن الأعذار لن تقبل بعد اليوم، والكلام جاء في محله وتوقيته المناسب، خصوصا وأن الميزانية الجديدة تعتبر الأضخم في تاريخ المملكة منذ تأسيسها، وقد خصص ربعها لقطاع التعليم وبارتفاع وصل إلى 21 في المئة مقارنة بسنة 2012، وفيما ذكر إشارة واضحة لاهتمام الدولة بالاستثمار في العقول، وأتمنى أن تكون الأولويات القادمة لحل مشكلات السعوديين الخاصة بالبطالة والرواتب وامتلاك المساكن وتمكين المرأة إضافة للتعليم، وكلها جروح مفتوحة تحتاج إلى حلول عاجلة ومتوازنة، وإلى عمل مشترك بين رجال الدولة والدين.
هذا الحدث الاستثنائي يفترض أن يضع حدا للمزايدات وحملات الترف الفكري والانتصار للذات، والواجب أن يكون التركيز في الوقت الحالي على الأهم وما يخدم الصالح العام والمجتمع السعودي، ويؤثر عليه بشكل مباشر، فلم أستوعب المبالغة في التحذير من خطورة محطة فضائية تستهدف الأطفال وبطريقة لا تختلف عن تحريم «الدش» في فترة مضت أو رفض تعليم المرأة أيام الملك فيصل بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ولا حتى تهديد 200 محتسب لوزير العمل بالدعاء عليه ليصاب بالسرطان، واستخدام وزير العمل السابق الدكتور غازي القصيبي، صاحب القامة الفكرية الممتدة كمثال لمفعول دعواتهم، في مخالفة صريحة لأبسط القواعد الشرعية في المناصحة، والعجيب أنهم أعطوه مهلة شهر ليتراجع عن قرار توظيف المرأة في محال بيع الملابس النسائية، وإلا فالسرطان سيكون مصيره المؤكد، أو قول أحدهم بأن كرة القدم لعبة ماسونية وتحريمها، ولن أدخل في التفاصيل، ولكن وبصدق لا أتصور أن مقاطعة محطة فضائية أو الوقوف ضد عمل المرأة المقنن والمنضبط أو تحريم كرة القدم، سيحدث فرقا كبيرا في سلوك الناس أو أسلوب تفكيرهم، لأن الأخلاق تبدأ في البيت ومن الأسرة وبالثقة والرقابة الذاتية والخوف من الله سبحانه وتعالى، والانحراف وقع في المجتمعات البدائية والمتدينة وفي زمن لم يعرف التلفزيون أو غيره، وهو بالتأكيد يقع يوميا ولأسباب كثيرة قد لا تكون قائمة الممنوعات السابقة من بينها، ولولا الخطأ والمعصية لما وجد الثواب والعقاب ولا الجنة والنار ولما وجد الإنسان أصلا، فقد قال الرسول الكريم في حديث صحيح: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
من يبحث عن المحرمات سيجدها منتشرة في كل مكان، والأخطر أن ممارسة الوصاية باسم الدين قد تؤدي إلى نتائج كارثية، وفيها تغييب لسعة الإسلام وتسامحه، وعلى سبيل المثال، المحرمات والمخالفات الشرعية موجودة في ألعاب «إكس بوكس» و «ننتندو» وليس في المحطات الفضائية وحدها، ومنع المرأة من العمل الشريف فيه تضييق غير مبرر وإجبار على المعصية والمهن المنحطة، وكرة القدم لعبة شعبية ولها جماهيرية واسعة في المملكة وتاريخ ومؤسسات حكومية، والملتزمون يقبلون عليها ويفضلونها، والرأي الشاذ والغريب لن يلتفت إليه عمليا مهما كان وزن صاحبه في الأوساط الدينية، وحفلات التصفيق لفريق ضد آخر لا تعني شيئا، وكما قلت وأقول دائما، المجتمع الملائكي واليوتوبيا والمثالية، ورغم يقيني بأنها أفكار نبيلة، لا يمكن، بأي حال، تحقيقها في مجتمعات أرضية تتنازعها الرغبات والمصالح، والتناطح حولها لن يقدم أو يؤخر إلا في حسابات المتناطحين والمتابعين لهم.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة
هذا الحدث الاستثنائي يفترض أن يضع حدا للمزايدات وحملات الترف الفكري والانتصار للذات، والواجب أن يكون التركيز في الوقت الحالي على الأهم وما يخدم الصالح العام والمجتمع السعودي، ويؤثر عليه بشكل مباشر، فلم أستوعب المبالغة في التحذير من خطورة محطة فضائية تستهدف الأطفال وبطريقة لا تختلف عن تحريم «الدش» في فترة مضت أو رفض تعليم المرأة أيام الملك فيصل بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ولا حتى تهديد 200 محتسب لوزير العمل بالدعاء عليه ليصاب بالسرطان، واستخدام وزير العمل السابق الدكتور غازي القصيبي، صاحب القامة الفكرية الممتدة كمثال لمفعول دعواتهم، في مخالفة صريحة لأبسط القواعد الشرعية في المناصحة، والعجيب أنهم أعطوه مهلة شهر ليتراجع عن قرار توظيف المرأة في محال بيع الملابس النسائية، وإلا فالسرطان سيكون مصيره المؤكد، أو قول أحدهم بأن كرة القدم لعبة ماسونية وتحريمها، ولن أدخل في التفاصيل، ولكن وبصدق لا أتصور أن مقاطعة محطة فضائية أو الوقوف ضد عمل المرأة المقنن والمنضبط أو تحريم كرة القدم، سيحدث فرقا كبيرا في سلوك الناس أو أسلوب تفكيرهم، لأن الأخلاق تبدأ في البيت ومن الأسرة وبالثقة والرقابة الذاتية والخوف من الله سبحانه وتعالى، والانحراف وقع في المجتمعات البدائية والمتدينة وفي زمن لم يعرف التلفزيون أو غيره، وهو بالتأكيد يقع يوميا ولأسباب كثيرة قد لا تكون قائمة الممنوعات السابقة من بينها، ولولا الخطأ والمعصية لما وجد الثواب والعقاب ولا الجنة والنار ولما وجد الإنسان أصلا، فقد قال الرسول الكريم في حديث صحيح: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
من يبحث عن المحرمات سيجدها منتشرة في كل مكان، والأخطر أن ممارسة الوصاية باسم الدين قد تؤدي إلى نتائج كارثية، وفيها تغييب لسعة الإسلام وتسامحه، وعلى سبيل المثال، المحرمات والمخالفات الشرعية موجودة في ألعاب «إكس بوكس» و «ننتندو» وليس في المحطات الفضائية وحدها، ومنع المرأة من العمل الشريف فيه تضييق غير مبرر وإجبار على المعصية والمهن المنحطة، وكرة القدم لعبة شعبية ولها جماهيرية واسعة في المملكة وتاريخ ومؤسسات حكومية، والملتزمون يقبلون عليها ويفضلونها، والرأي الشاذ والغريب لن يلتفت إليه عمليا مهما كان وزن صاحبه في الأوساط الدينية، وحفلات التصفيق لفريق ضد آخر لا تعني شيئا، وكما قلت وأقول دائما، المجتمع الملائكي واليوتوبيا والمثالية، ورغم يقيني بأنها أفكار نبيلة، لا يمكن، بأي حال، تحقيقها في مجتمعات أرضية تتنازعها الرغبات والمصالح، والتناطح حولها لن يقدم أو يؤخر إلا في حسابات المتناطحين والمتابعين لهم.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة