-A +A
أسماء المحمد
القنوات المتخصصة مهما هربنا منها، ستكون قدرا وحتمية، واليوم هي ضرورة، وضع الإعلام المرئي وركوده لا يسر غيور، ولمن يحاجج بأن الشباب لهم قنوات رياضية، أعتبرها حاصرت الشباب لتسطح تفكيرهم وتجعل فكرة الرياضة مصدرا وحيدا للتسلية والمتابعة، وأحيانا هي مسؤولة عن التعصب الرياضي المقيت ومدينة بإجابة للمجتمع عن ما منحته من قيم حقيقية للأجيال التي تابعتها، ومسؤولة أمام الوطن للثقافة التي زرعتها.
لا يوجد لدينا سياسة واضحة في إدارة القيم والأخلاق من تلك الفضائيات، ولا نلمس لها تأثيرا إيجابيا معنويا في المجتمع وتغيير لتوجهات الشباب، وتفتقر لمواكبة عالمهم ومناقشة همومهم والارتقاء بهم.
** من جانب آخر لدينا برامج مخصصة للفئات المنتمية لعالم القدرات الخاصة ومن كافة أشكال الإعاقة.. لكنها لا تكفي، وما يطرح فقير المحتوى ومتدني الموضوعية، وهم خارج مشهد الإعداد والتقديم والمشاركة.. مجرد متلقين.
أتمنى فضائية تحتوي إبداعاتهم وتطرح قضاياهم من وجهة نظرهم، تترجم لعدة لغات لتوعية الطبيعيين، يفترض أن يؤسس ويقود هذه الفضائية أهل الشأن أنفسهم وأن تكون الترجمة للغة الإشارة للصم أولوية وهاجسا حتى تصلهم كافة البرامج ولا يخصص برنامج يتيم أو نشرة أخبار في الأسبوع.
** فضائية للدراما الخليجية حان وقتها، لاحتواء المبدعين، وتبني كوادر إعلامية في المهن الفنية، وإطلاق جمعية متخصصة لهم، وتكوين بنية تحتية لقطاع الدراما، تليق بالمشاهد الخليجي وتنقل صورة حقيقية عن مجتمعات الخليج، وعندما تطرح ظاهرة سلبية تقدم خلال الطرح أساليب تعتبر جزءا من الحل، وتساهم في التأثير إيجابيا على الأمزجة وترسم واقعا يتمناه الإنسان لتحفيزه. دراما اليوم سوداء قاتمة تمنحنا انطباعات غير سوية عن مجتمعاتنا وتحتاج قالبا توضع فيه، وقناة تواكب وتنافس لعلها ترتقي إلى طموحاتنا.

kalemat22@gmail.com