في مثل هذا الوقت من كل عام تبدأ أزمة الامتحانات للطلاب والطالبات. ورغم محاولات وزارة التربية والتعليم -مشكورة- تخفيف رهبة الطلاب منها بالتركيز على مسمى «اختبار» الذي اعتبرته أخف وطأة من «امتحان»، إلا أن بعبع الرعب من «الامتحانات» ما زال يطاردهم بكل ما يتسبب به من توتر، وارتفاع لمعدلات المغص والصداع أحيانا، والقيء والغثيان في أحيان أخرى، والكوابيس الليلية في أحيان ثالثة.
أعتقد أن أكبر المشكلات التي يعانيها الطلاب في هذه الفترة، ولا سيما طلاب المدارس الثانوية، هي اعتماد التعليم لدينا على مبدأ «الصم»، وأعني بذلك مبدأ «الحفظ عن ظهر قلب» لكل المعلومات. وحتى في الأقسام العلمية من المدارس الثانوية العامة التي يهرب إليها أكثر الطلاب ظنا منهم أنها تعتمد على «الفهم» وليس «الحفظ»؛ يصدمون باحتياجها لحفظ كم هائل من المعلومات والقوانين والرسومات والمخططات البيانية في الأحياء والفيزياء والكيمياء وحتى الرياضيات، بل وقد لا يصدق من لم يجرب منكم أن هناك معادلات حسابية عويصة لا يستطيع الطالب حلها وإن كان «فيثاغورث» أو «إقليدس» بذاته دون حفظها عن ظهر قلب لأجل صبها على ورقة الامتحان ثم نسيانها فورا بعد الخروج من قاعته!
والحقيقة الأكثر مرارة أن الدرجات ليست مقياسا حقيقيا لقدرات الطالب ومواهبه، فهناك شديدو الذكاء يفقدون درجات كثيرة لأسباب عديدة، وهناك «بعض» محدودي الفكر والموهبة يحصدون الدرجات التي تطلبها جامعاتنا بأسلوب «الحفظ الكومبيوتري»، فتقبل بهم يدرسون فيها على هذا الأساس، ثم يتخرجون بشخصيات لا تستحق الوظائف التي ينالونها بالفعل، لذا نعتقد أنه قد حان الوقت لإيجاد مقاييس أخرى لمواهب الطلاب وقدراتهم التحصيلية بعيدا عن مبدأ «الحفظ» و«الكتابة».
zainabahrani@gmail.com
أعتقد أن أكبر المشكلات التي يعانيها الطلاب في هذه الفترة، ولا سيما طلاب المدارس الثانوية، هي اعتماد التعليم لدينا على مبدأ «الصم»، وأعني بذلك مبدأ «الحفظ عن ظهر قلب» لكل المعلومات. وحتى في الأقسام العلمية من المدارس الثانوية العامة التي يهرب إليها أكثر الطلاب ظنا منهم أنها تعتمد على «الفهم» وليس «الحفظ»؛ يصدمون باحتياجها لحفظ كم هائل من المعلومات والقوانين والرسومات والمخططات البيانية في الأحياء والفيزياء والكيمياء وحتى الرياضيات، بل وقد لا يصدق من لم يجرب منكم أن هناك معادلات حسابية عويصة لا يستطيع الطالب حلها وإن كان «فيثاغورث» أو «إقليدس» بذاته دون حفظها عن ظهر قلب لأجل صبها على ورقة الامتحان ثم نسيانها فورا بعد الخروج من قاعته!
والحقيقة الأكثر مرارة أن الدرجات ليست مقياسا حقيقيا لقدرات الطالب ومواهبه، فهناك شديدو الذكاء يفقدون درجات كثيرة لأسباب عديدة، وهناك «بعض» محدودي الفكر والموهبة يحصدون الدرجات التي تطلبها جامعاتنا بأسلوب «الحفظ الكومبيوتري»، فتقبل بهم يدرسون فيها على هذا الأساس، ثم يتخرجون بشخصيات لا تستحق الوظائف التي ينالونها بالفعل، لذا نعتقد أنه قد حان الوقت لإيجاد مقاييس أخرى لمواهب الطلاب وقدراتهم التحصيلية بعيدا عن مبدأ «الحفظ» و«الكتابة».
zainabahrani@gmail.com