-A +A
إعداد: عبدالقادر فارس (غزة) -مصطفى اللداوي
تنافست الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات، أيها يكون أكثر تطرفا وأشد عنصرية وتشددا تجاه الفلسطينيين، من أجل كسب صوت الناخب الإسرائيلي، حيث بدأ المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو اليمينية العنصرية، في الوقت الذي يعيب فيه الغرب على الفلسطينيين تمسكهم بحقهم، ومقاومتهم الاحتلال، ويسمون ذلك «إرهابا» فلسطينيا. أما التطرف الإسرائيلي فهو في نظر الغرب تطرف محمود، ولا يمكن وصفه بأنه إرهابا. اليوم تنعقد الانتخابات الإسرائيلية .. والسؤال ما هو شكل التطرف الإرهابي الذي سيطل على الفلسطينيين بعد ظهور نتائج الانتخابات؟
التطرف الإسرائيلي أمام التسامح الفلسطيني

يسكت الغرب عن دعوات قتل الفلسطينيين التي ينادي بها مسؤولون إسرائيليون كبار يوميا، وإجراءات الطرد والتهجير التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية المختلفة، وتؤيد محاولات خلق دولة يهودية نقية، لا وجود فيها للفلسطينيين، وتطالب الفلسطينيين أن يقبلوا بهذا الطرح، ويعترفوا بحقهم في دولة خاصة بهم خالصة لهم دون غيرهم، في الوقت الذي لا تعترف للفلسطينيين بحق، ولا تقبل لهم بوطن، حيث حرمان الفلسطينيين من حقهم المشروع، أمر مباح ومشروع، ولا يدان بسببه الإسرائيليون، ولا ينكر سلوكهم العدواني والعنصري، ولا يوصف بأنه تطرف واعتداء.
ويجب محاكمة الفلسطينيين بسبب دفاعهم عن حقوقهم الشرعية، ومعاقبتهم جميعا، وقتل الفلسطينيين بالمئات وطردهم من بيوتهم، والاستيطان في أرضهم وإقامة الأسوار العازلة، وقصفهم بالصواريخ والطائرات، فإنه أمر مباح ومشروع، فهو دفاع عن النفس، ومحاولة لاستباق الخطر ومنع وقوعه، ما يعني أنه ليس جريمة وليس إرهابا وليس تطرفا وليس عنصرية، فلا عقاب لفاعلها، ولا مسؤولية على مرتكبها، ولا قانون يمنع أو يلاحق من كان سببا بها.
إنه العمى الغربي والصلف الأمريكي الذي يرى التطرف الإسرائيلي واليهودي ويسكت عنه، ويدرك الحق الفلسطيني ويضج منه، إنها معايير باطلة وموازين ضالة، وإنهم أصحاب مبادئ زائفة وشعارات كاذبة، إنهم والإسرائيليين واليهود معا، المتطرفون والعنصريون والمتشددون، الذين يمارسون العنف، ويعتمدون الإرهاب، ويقتلون الإنسان والنبات والحيوان، فلا يخيفنا ضجيجهم، ولا يرعبنا وصفهم، ولا يسكتنا عن حقنا جعجعتهم، ولنواصل مقاومتنا لأنها حق مشروع كفلته كل الشرائع والقوانين، ولأننا أصحاب حق، ولسنا إرهابيين أو متطرفين، فالتطرف والإرهاب هو ما تمارسه إسرائيل، وما ينحو إليه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمينية والتطرف والعنصرية، وتدمير السلام بحجة الأمن، ولنكمل مسيرتنا النضالية لأنها حق وواجب، ولا نركن إلى هذا المجتمع الدولي المنحاز والضال والكاذب، والذي يكيل بمكيالين، ولا يرى إلا بعين واحدة. إن العالم اليوم يقف أمام التسامح الفلسطيني بين غزة ورام الله وأجواء المصالحة بين فتح وحماس والأجواء الإيجابية والوحدة الوطنية الفلسطينية وبين التطرف اليهودي القادم بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي من المؤكد ستتمخض عن مزيد من التشدد والتطرف اليهودي.. فهل سيسكت المجتمع الدولي عن التطرف اليهودي كعادته؟