-A +A
جوزيف حرب (الترجمة) رياض سهيل (بغداد) الوكالات (عواصم)
يعترف صانعو السياسة الامريكية وكبار المسؤولين في العراق، بان الشرط الاساسي لوقف الحرب المذهبية في العراق، هو تفكيك وحل الميليشيات السنية والشيعية. غير ان الوصول الى هذا يعني تفكيك الميليشيا التابعة للشيخ مقتدى الصدر وتدعى “جيش المهدي” وهي من اقوى المليشيات العراقية واوسعها منفذاً. صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” ذكرت امس ان العمليات القتالية التي جرت خلال الاسبوعين الماضيين تشير الى ان جهود رئيس الوزراء نوري المالكي، لنزع سلاح المليشيات يمكن ان تؤدي بالعراق الى حرب اهلية بين الشيعة داخل الحكومة، والشيعية في الشارع. واضافت ان المعارك التي جرت الاسبوع الماضي في مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان هي مؤشر واضح على مدى التنافس على السلطة بين الاطراف والفرقاء من ابناء مذهب واحد. ونقلت الصحيفة عن شيخ شيعي في “العمارة” رفض ذكر اسمه وهو من انصار مقتدى الصدر قوله: يبدو ان الامريكيين وحكومة المالكي يخشون من العراقيين الموالين مثلنا اكثر مما يخافون من الارهابيين الذين يدمرون البلاد, ويبدو ان الحكومة تعمل لما فيه المصلحة الامريكية، ولا تريد السماح بقيام حكومة شيعية قوية.
من جانب آخر ذكرت صحيفة تايمز اللندنية امس ان القوات الامريكية عرضت اصدار عفو عام عن المقاومين السنة في العراق، في محاولة منها لنزع فتيل الحرب الاهلية التي بدأت تذر قرونها، ولتمهيد الطريق امام نزع اسلحة الميليشيات الشيعية. واوضحت الصحيفة ان الخطة الامريكية التي لا تزال قيد التنقيح بالرغم من عرضها خلال المفاوضات السرية مع مسؤولين في المقاومة العراقية تهدف الى عزل المقاتلين العراقيين عن تنظيم القاعدة وذلك عبر عرض العفو مع جدول زمني للانسحاب والاستفادة من الشبكة المعقدة لاستخبارات المقاومة، من اجل الاطباق على المقاتلين الاسلاميين الاجانب، وعلى العصابات الاجرامية.

من جهة ثانية اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أمس انه يعود الى العراقيين ان يتخذوا على المدى البعيد قرارا حول احتمال تقسيم العراق.
وقالت بيكيت لاذاعة «بي بي سي 4» انه يعود الى العراقيين ان يعلنوا تأييدهم لدولة موحدة او لا واضافت «انها حقا قضية العراقيين، لقد قاسوا الامرين من الجهات الخارجية التي ترسم حدودا تعسفية وتتخذ قرارات تعسفية».
واضافت الوزيرة التي التقت نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح في لندن «لا شك في ان العراقيين يحتاجون في المرحلة الاولى الى الوحدة اكثر من اي امر اخر، ويحتاجون ايضا الى دعم حكومتهم المنتخبة لانها الخيار الافضل، ان لم يكن الوحيد».
وقال برهم صالح ان العراق يأمل في ان يتمكن من تولي السيطرة الامنية على نصف محافظاته بنهاية العام الحالي.
ولكن ورغم هذه التقديرات التي تأتي وسط تدهور اعمال العنف في العراق المضطرب، قال صالح ان بلاده لا تزال تحتاج الى مساعدة ودعم المجتمع الدولي، وحث القوات الاجنبية على عدم التسرع بالخروج من البلاد.
ميدانيا قتل ستة جنود امريكيين السبت والاحد وأصيب 4 آخرون في اعمال قتالية في بغداد، على ما ذكرت القيادة الامريكية أمس.
وقتل 28 عراقيا وأصيب ما لا يقل عن 66 آخرين غالبيتهم من الشرطة في حوادث متفرقة أمس وعثر على 8 جثث قتل أصحابها بالرصاص.
كما فرضت السلطات العراقية حظرا للتجوال منذ صباح أمس وحتى اشعار اخر في مدينة العمارة.