-A +A
أيمن باهي (القاهرة)

استحوذت الأزمة السورية ومجازر نظام الأسد بحق الشعب السوري على كلمات قادة الدول الإسلامية في قمة القاهرة الثانية عشرة، إذ دعا الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي النظام الحاكم في سورية إلى أن يقرأ التاريخ ويستوعب دروسه.

وقال إن الشعوب هي الباقية، وأن من يعلون مصالحهم على مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة، مهيبا في كلمته الافتتاحية للقمة أمس بالسوريين أن يسارعوا ليكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية السياسية حتى يتم التغيير، مؤكدا في كلمته أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت حجر الزاوية لتحديد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع، داعيا إلى العمل المشترك لمواجهة الاستيطان ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته لوقف الاستيطان على الفور وبدون تأخير، وأكد أنه لا سلامة دون حصول الفلسطنيين على حقوقهم.

وثمن الرئيس المصري ما اتفق عليه خلال قمة مكة الاستثنائية بإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض. واقترح تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية والتعامل مع كافة الأزمات في عالمنا الإسلامي وتمنع التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في شئوننا.

ومن جانبه، حيا الرئيس السنغالي مكاي سال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز بإنشاء مركز للحوار بين الثقافات والحضارات، مطالبا القمة بدعم هذه المبادرة التي وصفها بأنها «حميدة» لنشر ثقافة التسامح والحوار في مواجهة ثقافات الكراهية والتمييز.

من جهة ثانية، دعا أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدول الأعضاء إلى عقد مؤتمر مانحين خاص بمدينة القدس الشريف على أساس الخطة الاستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية، كما دعا في كلمته أمام القمة إلى تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية؛ لتلبية الاحتياجات الرئيسية للشعب الفلسطيني في أعقاب تصعيد إسرائيل إجراءاتها وحجز أموال الضرائب الفلسطينية.

وفي معرض حديثه عن الإصلاحات والإنجازات التي شهدتها المنظمة، قال إحسان أوغلى إنه يقدم للدول الأعضاء منظمة متجددة تقف على دعائم قوية، وأكثر قدرة على تلبية تطلعات شعوبها، وتحفيز الأمل لديها، مؤكدا أنها أضحت أداة فاعلة يعول عليها الجميع، ويترقب العالم تحركاتها، ليرتفع سقف الطموحات المنتظرة منها متوازيا مع نجاحاتها، ويصبح المرجو منها أعظم، ومسؤولياتها أكبر.

وفيما يتعلق بالشأن السوري، قال إحسان أوغلى إنه ناشد شخصيا القيادة السورية لوضع المصلحة العليا لبلدها ووحدة شعبها فوق كل اعتبار والتضحية، باعتبار أن الحكومات يجب أن تكون في خدمة الشعوب وأن تستجيب لمطالبها وتطلعاتها، لا أن تكون الشعوب في خدمة الحكومات. وعبر عن استياء شعوب الأمة الإسلامية من عجز مجلس الأمن الدولي.

وفي ختام كلمته، قال الأمين العام إن التحديات التي تواجه المنظمة تؤكد الحاجة إلى إيمان أعمق فيما تقدمه لرفعة وازدهار أمتها، مؤكدا أنها الأفق الواعد، والفرصة السانحة، والمصلحة القائمة، بين دول تتشارك أسمى قيم الأرض، وأرفعها شأنا. واختتم إحسان أوغلى كلمته بقوله إن «المنظمة أمانتكم ووديعتكم التي تحيا بدعمكم، وتعلو بتضامنكم، وتكبر بوحدتكم».