-A +A
محمد المصباحي «جدة»
لم تعد الأصوات النسائية الدعوية ذات صدى كما كانت عليه في سابق العهد لأسباب أرجعتها مختصات ومهتمات بالشأن الدعوي إلى استمرار الداعيات على نهجن التقليدي القديم الذي لا يتواكب مع الأساليب العصرية الحديثة المتوافقة مع رغبات الجمهور، أو استعلائهن على المتلقيات، كما أرجع بعضهن الانصراف عن الداعيات إلى أسباب مجهولة، في حين رأى بعضهن أن عدم انخراط الداعيات في دورات لفن الإقناع والتشويق زاد من وجود الفجوة بينهن وبين المتلقيات.
وأوضحن أن اهتمام البعض بالتقنية والانفتاح صرف الكثيرين إلى الانشغال بهذه المجالات التي تبعد أحيانا عن أساليب ونهج الداعية ووصفت إحدى المشاركات الدعوة النسائية بأنها تحتضر.

ونفت الداعية الدكتورة فاطمة علي كافة مبررات انصراف البعض عن الداعيات، معتبرة أن القبول والجماهيرية للداعية مازال موجودا، قائلة الابتعاد يرجع أحيانا إلى قلة المناشط الدعوية أو الإعلان عليها في الآونة الأخيرة لا ما يرميه البعض من تهم على ممارسات الدعوة.
وبينت أن سرعة التقنية وتنوعها صرفا الاهتمام عنهن إلى أمور مختلفة متنوعة لكن أساليب الداعيات فمازال ذا مستوى طيب.
ونوهت بأنه متى وجدت المناشط وفتح الباب أمام الداعيات وكثفت الإعلانات فسيعود وهج الدعوة النسائي إلى سابقه.
قلة العلم الشرعي
الداعية سوسن خالد أبانت أن قلة العلم الشرعي لدى بعض الداعيات قلل من الإقبال عليهن، كما جعل بعض الداعيات يتنحين عن المنبر الدعوي لقلة رصيدهن العلمي والمعرفي.
ولفتت إلى أن عقبة قلة العلم والمعرفة موجودة وبصورة واسعة في المجتمعات النسائية، تسبب في تعطيل كثير من الأعمال الدعوية، وفتور الداعيات، وجعل الدعوة النسائية تحتضر، مشيرة إلى أن عدم وجود رؤى واضحة مثلما عليه حاليا الدعوة النسائية، يسهم في إفلاس كافة المشاريع.
ونادت بضرورة التركيز على تعليم الداعية للعلوم الشرعية، وضرورة حرصهن على قراءة أمهات الكتب، والتنقل في المكتبات الخاصة بالنساء للمطالعة والتفقه والتعرف على أساليب الدعوة الجديدة حتى تصل إلى المستوى المطلوب.
فن الإقناع
من جانبها، بينت الشابة سامية حمود والتي كانت ترتاد المحاضرات النسائية أن الانصراف الملحوظ عن الداعيات يرجع لعدم التحاق الداعية بدورات تعزز من أساليبها وقدراتها وتدعمها بفن الاقناع، أو تكسبها أساليب التشويق التي يعتمد عليها كثير من الدعاة الرجال.
وبينت أن هذه الدورات لا يستهان بها فبعضها تخضع لمبالغ مرتفعة لقيمتها التي تعود على الداعية، لافتة إلى أن كل شخص معرض للقصور وما لم يلتحق بمثل هذه الدورات فلن يتبين له مواطن الخلل. وذكرت أن اعتماد المرء على أساليبه يعني استمراره على نهجه القديم أو ما يعرف بين فئات الشابات بالنهج التقليدي. ونادت بضرورة ألا تحاصر الداعية المقصرات لئلا تنفرهن، لأن الله لم يأمرنا بتتبع قلوب الناس أو أن نشق عليهم، أو أن نتصور فسادا مستورا.
وأضافت: لا أعرف أحيانا أسباب الانصراف عن الداعيات. وطالبت بضرورة حرص الداعية أثناء دعوتها على أساليب الالتماس والتلميح وأن تبتعد عن المواجهة قدر الإمكان، وألا تشعر الأخريات باستعلائها عليهن، أو أنها فوقهن، أو متسلطة عليهن أو تحاول تتبع عثراتهن وزلاتهن وإنما عليها تتبع نهج النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يمدح ويثني عليه السلام المرء بخصال الخير الموجودة فيه دون إفشاء مساوئه.