-A +A
عبدالله عبيان
أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تنامي الظواهر السلبية في المجتمع الخليجي، وأصبح الفضول والتطفل على حياة الآخرين ظاهرة تنغص حياة الكثيرين وخصوصا النجوم منهم، إلا أن هؤلاء النجوم رغم انزعاجهم من تلك السلوكيات التي تحاول اختراق خصوصياتهم، هم السبب الرئيس في ذلك، من خلال نشر أدق التفاصيل عن حياتهم اليومية والاجتماعية عبر وسائل الإعلام، وبالتالي تمهيد الطريق أمام هؤلاء المتطفلين لاقتحام حياتهم الخاصة وتناولها بالنقد الذي لا يتجاوز، في الغالب، محيط السخرية والتندر.
إن قصة خطوبة اللاعب نايف هزازي التي بدأت عبر البلاك بيري على حد قوله، وانتهت عبر تويتر بتغريدة لخطيبته بلقيس البارحة الأولى، وما صاحب تلك القصة في البداية والنهاية من إثارة وتعليقات وجدل، ليست سوى شاهد حي على أهمية كتم النجم لأسراره وضرورة تحفظه على تفاصيل حياته الاجتماعية الخاصة جدا، لحماية شؤونه الحياتية من تدخل الفضوليين، وهذا لا يعني أنني ضد إعلان هزازي وبلقيس لخطوبتهما، ولكني ضد سردهما التفاصيل الدقيقة في حياتهما عبر وسائل الإعلام.

أنا على يقين بأن زواج النجوم لا يدوم في مجتمعاتنا الشرقية، وإن استمر في بعض الحالات النادرة جدا، فإنه يواجه تحديات كبيرة تتطلب كسر النجمين للكثير من القيود الاجتماعية والثقافية التي تسيطر عليهما بكل مفاهيمها، وهذا أمر يحتاج إلى تضحية شخصية واجتماعية قد لا يستطيع الإنسان الشرقي تنفيذها أو التعايش معها.
ولو استحضرنا بعض النماذج من حياة النجوم فسنجد العديد من الحالات المماثلة لانفصال هزازي عن بلقيس، ومنها خلال العام الماضي فقط، انفصال كل من هيفاء وهبي عن رجل الأعمال المصري المعروف أحمد أبو هشيمة، والفنان مصطفى فهمي عن الفنانة رانيا فريد شوقي، والفنانة شيرين عن الموزع الموسيقي محمد مصطفى وعشرات الحالات الأخرى، وهذا يتطلب دراسة اجتماعية وثقافية ماعنة لتشخيص المشكلة ووضع الحلول العلمية بعيدا عن التندر والسخرية التي يزفها لنا الطائر الأزرق عبر تغريداته التي لا تخلو من التعصب.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 406 مسافة ثم الرسالة