برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بوابة حضارية راقية، ونافذة تواصل مع علوم ومعارف وثقافات الآخر، هذه البوابة التي أغلقت فترة من الزمن بعدما كان لها دور ريادي في تزويد مفاصل الدولة الحديثة ــ آنذاك ــ بخيرة العقول السعودية التي أدارت بلادنا على مدى ثلاثة عقود مضت، كانت البداية من (مدرسة تحضير البعثات) والتي كان مقرها في حي المسفلة بمكة المكرمة، ثم انتقلت إلى القلعة بجبل هندي. كانت انطلاقة وبداية جادة في فتح قناة ضخ للدولة الوليدة بشباب يتزود بتعليم مميز يخدم به بلده، ويحقق التواصل مع من حوله من دول يتفاعل معها في تجاربها الحياتية ويحتك بخبرات مختلفة.
بدأ الملك عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ بإرسال الطلبة للدراسة في الخارج على حساب الدولة عام 1346هـ، أي بعد ثلاث سنوات فقط من دخوله مكة المكرمة، وبعد سنتين فقط من قيام مديرية المعارف، وهذا يعني أن الابتعاث قد بدأ في وقت مبكر بعد توحيد الجزيرة من قبل المؤسس، ما يدل على مقدار اهتمامه بالتعليم ورغبته الجادة في انتشاره على جميع مستوياته، وهذا ما يدل على العقل الإداري الواعي للمؤسس، والذي وضع لبناته الأساسية منذ البدء، وإشارة واضحة إلى أننا لسنا منعزلين عن الآخر فنستفيد ونفيد في وعي سبق عصره بمراحل، بينما نجد أننا ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين نناقش باب البلاء العظيم من هذا الابتعاث!!
عندما كانت الشمس الإسلامية تشرق في الأندلس كان الرهبان المسيحيون يتزودون بالعلوم من جامعات غرناطة وقرطبة ويجدونها حضارة عظيمة يتعلمون منها كيف يبنون حضارتهم وفكرهم وقد كان! حتى أن في طليطلة عندما سقطت كأول الممالك الأندلسية بدأ الجنود الفرنجة في حرق مقتنيات المكتبات، عندها وقف القساوسة في وجه هذا الفعل الهمجي، فقد كانت تلك المخطوطات كنزا ثمينا لهم حتى يعبروا به طوق نجاة من عصور الظلام الأوروبية لرسم مسارهم الفكري والثقافي! في حين أننا دائما ما نعيش في حالة توجس وخوف من كل قادم جديد، وكأننا نقف على أرض هشة، أو أن ما نختزنه عقولنا لا يكفي لحمايتنا من المخاطر المتخيلة!
الاحتكاك له فواتيره، ولا بد أن نوازن ونتقبل، مع الاهتمام بشخصيتنا المعتدلة المتسامحة مع كل ما هو جديد، فقد ثبت في أكثر من تجربة أن الرفض والتخندق خلف مقولات غير واقعية لا تناسب العصر وعقلية شبابنا الآن ثبت فشلها، ونحن نستقبل أولى دفعاتنا الرائدة من هذا البرنامج المميز، ونجني أولى ثمارنا منه، لا نجابههم بالرفض أو التوجس والخوف، فهم الوجه المشرق في السعودية الحديثة، فهل سنستمر بترديد مقولات البلاء العظيم والشر المستطير؟!.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250
موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة
بدأ الملك عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ بإرسال الطلبة للدراسة في الخارج على حساب الدولة عام 1346هـ، أي بعد ثلاث سنوات فقط من دخوله مكة المكرمة، وبعد سنتين فقط من قيام مديرية المعارف، وهذا يعني أن الابتعاث قد بدأ في وقت مبكر بعد توحيد الجزيرة من قبل المؤسس، ما يدل على مقدار اهتمامه بالتعليم ورغبته الجادة في انتشاره على جميع مستوياته، وهذا ما يدل على العقل الإداري الواعي للمؤسس، والذي وضع لبناته الأساسية منذ البدء، وإشارة واضحة إلى أننا لسنا منعزلين عن الآخر فنستفيد ونفيد في وعي سبق عصره بمراحل، بينما نجد أننا ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين نناقش باب البلاء العظيم من هذا الابتعاث!!
عندما كانت الشمس الإسلامية تشرق في الأندلس كان الرهبان المسيحيون يتزودون بالعلوم من جامعات غرناطة وقرطبة ويجدونها حضارة عظيمة يتعلمون منها كيف يبنون حضارتهم وفكرهم وقد كان! حتى أن في طليطلة عندما سقطت كأول الممالك الأندلسية بدأ الجنود الفرنجة في حرق مقتنيات المكتبات، عندها وقف القساوسة في وجه هذا الفعل الهمجي، فقد كانت تلك المخطوطات كنزا ثمينا لهم حتى يعبروا به طوق نجاة من عصور الظلام الأوروبية لرسم مسارهم الفكري والثقافي! في حين أننا دائما ما نعيش في حالة توجس وخوف من كل قادم جديد، وكأننا نقف على أرض هشة، أو أن ما نختزنه عقولنا لا يكفي لحمايتنا من المخاطر المتخيلة!
الاحتكاك له فواتيره، ولا بد أن نوازن ونتقبل، مع الاهتمام بشخصيتنا المعتدلة المتسامحة مع كل ما هو جديد، فقد ثبت في أكثر من تجربة أن الرفض والتخندق خلف مقولات غير واقعية لا تناسب العصر وعقلية شبابنا الآن ثبت فشلها، ونحن نستقبل أولى دفعاتنا الرائدة من هذا البرنامج المميز، ونجني أولى ثمارنا منه، لا نجابههم بالرفض أو التوجس والخوف، فهم الوجه المشرق في السعودية الحديثة، فهل سنستمر بترديد مقولات البلاء العظيم والشر المستطير؟!.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250
موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة