رأس صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية البشرية «الأجفند» والرئيس الفخري لجمعية «إبصار» للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية أمس، اجتماع الجمعية غير العادي بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد محمد علي وأكثر من 50 عضوا من رجال وسيدات الأعمال.
واعتبر الأمير طلال بن عبدالعزيز مشاركة الحضور مؤشرا طيبا لمستقبل الجمعية وباعثا على التفاؤل باستدامة نشاطها، مشيرا سموه إلى الدور الفعال الذي تضطلع به جمعيته لمكافحة العمى بالمملكة لتحقيق متطلبات المبادرة العالمية «الرؤية 2020: الحق في الإبصار» لخفض نسبة الإعاقة البصرية، مشيدا بسرعة تجاوب الأعضاء لمناقشة العديد من الأمور الهامة وعلى رأسها ضعف الموارد المالية، في الوقت الذي تتنامى فيه الحاجة إلى خدمات الجمعية مع تطور رؤيتها الاستراتيجية وأبعادها المستقبلية، وقال سموه «لحل مشكلة ضعف الموارد المالية تم طرح فكرة إنشاء مصنع يديره ويشغله مكفوفون ومبصرون معاً، ويغذى بموارد بشرية من خلال تأسيس أكاديمية للتدريب، وتوظيف 1200 معاق بصرياً تدريجياً بدءاً بالطاقم الذي سيعمل في المصنع على ان تعود هذه الفكرة بموارد مالية ثابتة كنموذج رائد للتنمية المستدامة في بلادنا لمكافحة البطالة وذلك يتطلب دعماً حكومياً ومن القطاع الخاص»، وأضاف سموه: «إن فكرة إنشاء المصنع في حد ذاتها تتطلب صبراً وجهداً لن يؤدي إلى تنمية موارد الجمعية في الوقت الحاضر، ونحن نبحث عن استمرارها في تقديم خدماتها وتطوير عملها، وطلب الأمير طلال من الجميع البحث عن حلول سريعة بالتوازي مع العمل على إنشاء هذا المصنع»، وقال «إننا لعلى ثقة من مقدرتكم جميعاً على ابتكار الحلول»، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة التعامل مع الإعاقة البصرية بصورة تكاملية، بدءاً بتفعيل المجلس الأعلى للإعاقة الذي سيسهم حسب رؤية سموه في حل كثير من القضايا والصعوبات التي تواجهها أمور ذوي الاحتياجات الخاصة والمؤسسات الاهلية القائمة على خدماتها. وأشاد سموه بالدور الذي تنفذه الجمعية في العمل التطوعي والخيري مستندة على الشفافية المالية والإعلامية، وقبول الرأي الآخر معتبرا ذلك من العوامل المهمة في تشكيل صورة الجمعية إيجابياً أمام الرأي العام، مشددا على الاستمرار على هذا النهج، وأشار الأمير طلال إلى أن «الجمعيات الأهلية وجمعيتنا من ضمنها هي من الأمور الأساسية والمهمة للمجتمع التي يجب أن تعطى الأهمية الضرورية لأن المجتمع المدني هو السند الأيمن الأساسي لأي حكومة من حكومات العالم الثالث، وعلى سبيل المثال جزء أصيل من المجتمع المدني قمنا نحن بتفعيله في ست دول منها أربع أو خمس دول عربية هو (بنك الفقراء) وخلال ست سنوات استطعنا أن نفعل هذه البنوك ليستفيد منها حوالي 243 ألف شخص أوجدنا لهم فرص عمل». من جهته ثمن رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد محمد علي لفتة الأمير طلال بن عبدالعزيز لمواصلة مسيرة والدهم طيب الله ثراه في رعاية الإحسان، والعناية بالضعفاء، وشد أزر عمال الخير، مقدما الشكر للأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية والعاملين بها، ووزارة الشؤون الاجتماعية. مستعرضاً للحضور ملامح أعمال الجمعية وأنشطتها للعام المنصرم.
من جهته استعرض عضو الجمعية رئيس اللجنة التنفيذية وأمين الصندوق المهندس عبدالعزيز حنفي مصروفات وإيرادات العام الفائت، مشيراً إلى أن إجمالي مصروفات الجمعية الفعلية للعام 1433هـ بلغت (6.190.209) ريال بارتفاع بنسبة 7% عن مصروفات العام الذي قبله وشملت المساعدات النقدية، والسلال الغذائية ومكافحة العمى الممكن تفاديه وحملة دعم وتعليم المعاقين بصرياً. متوقعاً في موازنة العام الحالي أن يبلغ إجمالي المصروفات (6.642.000)ريال بارتفاع بنسبة 7.3% عن المصروفات الفعلية للعام الماضي، مبينا أن ذلك نتاج الاستمرار في تنفيذ أنشطة العام السابق المتعلقة بتنفيذ برنامج التأهيل الوظيفي للمعاقين بصرياً، ودورة المختصين في العناية الإكلينيكية بضعف البصر وزيادة عدد المستفيدين، وشراء بعض الأجهزة والمعينات البصرية والعمل على الانتهاء من الدراسات الفنية والمالية لمشاريع إبصار المستقبلية، والتعاقد مع شركة نور لتشغيل البرامج الفنية بالجمعية. وتوقع كذلك أن يبلغ إجمالي الإيرادات خلال العام الحالي (6.975.000) ريال زيادة بنسبة 5% عن الإيرادات الفعلية لعام 1433هـ وذلك في حال تم سداد العجز النقدي المرحل من العام الماضي بمبلغ (373.542) ريالا.
بعد ذلك عرض أمين عام الجمعية الأستاذ محمد توفيق بلو أهم ملامح خطة عمل الجمعية للعام الحالي، حيث استمرت الجمعية في تنمية وتطوير حملة دعم تعليم وتأهيل المعاقين بصرياً التي يرعاها الأمير طلال بن عبدالعزيز واستئناف برنامج مكافحة العمى الممكن تفاديه ليستهدف 300 مستفيد من مرضى العيون غير القادرين على تحمل أجور عملياتهم الجراحية.