-A +A
عادل المالكي
يبدو أن مشكلة بعضنا مع التقنية أزلية، وتعاطينا مع كل جديد ينطبق عليه أن نحمل الجمل بما حمل، فمنذ البدايات الأولى للإنترنت، والهواتف المزودة بالكاميرا وصولا إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتعاطينا معها نكتشف أننا بحاجة ماسة إلى مراجعة آلية العلاقة التي تربطنا بتلك الوسائل.
وبعد أن وصلنا إلى الكِيِك «keek» وامتلأ بالغث وطغى عليه الزبد الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يذهب غثاء لأنه مرجع وأرشيف لكل تصرفاتنا وإن كانت خاطئة فإن ذلك أصبح دليلا دامغا أن علاقتنا بالتقنية الجديدة بحاجة إلى إعادة نظر.
وفي ذات السياق فإن تعاملنا مع كل جديد يعطي انطباعا عن طريقة تفكيرنا والتي بالتأكيد تستخدم أدلة ضدنا ولربما يرى العالم الآخر المصدر لها أننا متخلفون مستدلين بطريقة تعاطينا مع كل ما نستورده منهم.
بالأمس القريب تعامل أحدهم مع شريحة ذكية لتحديد المواقع مرتبطة بالبريد السعودي بطريقة غريبة فعبر مواقع التواصل الاجتماعي أشيع أنها للتجسس، وأخونا صدق الأقاويل فهب وانتزع الشريحة وحطهما، والسؤال «على إيه يا حسرة» سيكون التجسس علينا على «صحن الكبسة» أم على الملابس المنشورة على حبل الغسيل..!!. إن الشريحة المرتبطة بالعنوان المثبت على جدار المنازل حل لأزمة العناوين التي طالما عانا المواطن منها، وسئم من التوصيف التقليدي «لف يمين» و«ديور شمال» و«ثالث تقاطع العمارة البرتقالية».
ولعلي هنا أجدها مناسبة لأستشهد باستراتيجية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الداعية لبناء الإنسان وتنمية المكان والتي يشدد فيها دوما على أنه لا فائدة من تنمية للمكان دون أن يكون هناك بناء للإنسان الواعي الذي يستثمر الواقع الملموس والمشاريع خير استخدام، وعليه فإنه يتوجب على مواقع التواصل الاجتماعي أن تؤدي دورها الحقيقي في بث الوعي والبعد عن الترويج للإشاعة والمعلومة المغلوطة.