-A +A
سحر رجب
أوصى الخليفة عمر بن عبدالعزيز باحترام الوقت وكيفية الاستفادة منه، حيث قال: إن الليل والنهار يعملان بك فاعمل فيهما.
بما أن لكل إنسان دوافع واحتياجات تلح عليه بالتعبير عنها وإشباعها، لذلك تجد المراهق في بعض الأحيان من الصعب عليه التعبير عن دوافعه واحتياجاته، لذلك ننوه دوما أن ينظم وقته ويستفيد من قدراته الإبداعية من خلال ممارسته للهوايات والأنشطة الاجتماعية مع أقرانه.
من وجهة نظري: تعريف وقت الفراغ: بأنه هو الوقت الذي لا يمارس به الفرد أي نشاطات علمية، أدبية، ثقافية، فنية.
حتى يستطيع أن يعيش بتفاعل مع مؤثرات الحياة المختلفة باختلاف أنشطتها.
من هنا وجب تحديد الفراغ من خلال نوعية الممارسة السلوكية التي تحدد إيجابيته أو سلبيته في ضوء الأمور والممارسات المقننة.
كلما حافظنا على عدم إهدار الوقت والاستفادة منه وتنظيمه بما يناسبنا تم القضاء والتغلب على الأمراض النفسية قبل الشعور بالملل والضجر.
السؤال: لماذا لا نخلص أجسادنا من التوتر العضلي؟! الجواب: بتنشيط الدورة الدموية وممارسة المهارات والنشاطات الحركية بدل الجلوس أمام التلفاز دون حراك، هذا بحد ذاته إشباع للحاجات الجسمية.
كلما تم التواصل بالنشاطات الاجتماعية، يكون الشعور بالمتعة والراحة لتواجده وتواصله مع الآخرين بالترويح، وهذا يتحقق عن طريق الخبرة في التعامل بشكل ناجح.
مما يساعد المراهق عند مزاولة نشاطاته المحببة بإدخال السرور والارتياح إلى نفسه ويكون متنفسا في إعادة التوازن الضروري لذاته.
من وجهة نظري: تبين أن سوء استخدام واستغلال وقت الفراغ لدى المراهق يكون بسبب إلحاح الوالدين على ممارسة شيء بعينه يرفضه المراهق، لأنه يفضل الاستقلالية وتأكيد الذات. لذلك على الآباء التحلي بالصبر وتقبل فكرة أن حركة المراهقين ليست سريعة كحركة الراشدين، هنا تكمن نقطة التوتر من الآباء للأبناء حينما لا يكون التفهم واضحة.
فلننتبه إلى أن العقاب المتكرر للمراهق سبب من أسباب التباطؤ وإهدار الوقت كأسلوب تمرد وتحد.
لنكن قدوة حسنة في الدقة وتنظيم الوقت، بتقسيم العمل الضخم إلى جزئيات للبدء بالإنجاز، من هنا يكون الدافع قويا لضبط الذات وتعزيزها عند النجاح كالقول: أنا سعيد حقا أني أنهيت عملي على أكمل وجه وفي مدة محدودة. لا تنس نفسك بتحفيزها ومكافأتها بمجرد الانتهاء من العمل المناط لك.
***
من الممكن أن يكون المعلم أحد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف قدرة الطالب على التركيز والانتباه، حين عدم مراعاة الفروقات الفردية في التعليم. عندما لا يستخدم أساليب جذابة في تعليمه، أو مثيرة للانتباه، ولا يراعي حاجات الطالب النفسية والتربوية، ولا يستخدم التعزيز والمكافأة حين نجاح الطالب في مهمته التعليمية، كل هذه الأسباب تضعف قدرة الطالب على التركيز وتؤدي إلى التشتت وعدم الانتباه.
****
يظن المدخن أن التدخين سمة من سمات الرجولة، مما يجعله يمارس هذه العادة المضرة. كما يلجأ المراهق إلى التدخين للتخلص من حالة التوتر والقلق والشعور بالنقص الذي يسيطر عليه، حيث يعمل القلق هنا كمنبه يحرك سلوك الشخص للبحث عن وسيلة للتخلص مما يعانيه، وكأنه يستجير من الرمضاء بالنار.
مما يوقعه بمزيد من القلق والتوتر.
* مدرب ومستشار معتمد من المجلس العربي عضو هيئة الأمم المتحدة.
مدرب ومستشار معتمد لإزالة المشاعر السلبية

dr.saharrajab1@hotmail.com