-A +A
منصور الشهري (الرياض)

كشف لـ «عكاظ» نائب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان أن المملكة أبرمت صفة لشراء 8 طائرات للاستخدام العسكري تعد من أفضل وأحدث الطائرات على مستوى العالم.

وقال سموه خلال تدشينه وصول أول طائرتين من نوع (A330 MRTT) أمس في مطار قاعدة الرياض الجوية أن صفة الطائرات تضم ما بين 6 إلى 8 طائرات ستصل للمملكة، ونعمل دائما على دعم القوات الجوية بأفضل الطائرات سوى من هذه النوع أو نوع آخر وهذا وفق تخطيطاتنا المستقبلية.

وأكد سمو نائب وزير الدفاع أن صفقة الطائرات هذه من أفضل وأحدث ما وصلت له الطائرات الخاصة بالتزود بالوقود في العالم، وهذا يدل على اهتمام خادم الحرمين الشريفين لقواتنا المسلحة والمتابعة من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

وشرح سموه قصة فكرة عقد صفقة شراء طائرات (A330 MRTT) قائلا: «التفكير في شراء هذه الطائرات نبع من تمرين في عام 2004م نفذ داخل المملكة، وكما هو معروف أن تماريننا مستمرة، ونستقصي منها كل مناطق القوة وننميها ونقاط الضعف ونحاول أن نتجنبها، وبعد ذلك التمرين اتضحت نقاط ضعف في كيفية زيادة القدرة القتالية للقوات الجوية، حيث قمت بشرح ذلك لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وطلب منا جميعا إجراء دراسة مكثفة، وبعد ستة أشهر عرضنا عليه -رحمه الله- ما وصلت له الدراسة من نتائج، فقرر تغيير أولويات التسلح بأن تكون الأولوية الأولى لرفع القدرة الأفضل لهذا النوع من الطائرات، ولله الحمد بهذا القرار الحكيم من سموه -يرحمه الله- وبالتقديرات والدراسات المستمرة من كفاءات القوات المسلحة الجوية وصلنا لهذا النوع الذي ندشن منه طائرات اليوم (أمس) واعتقد أن ذلك رفع كفاءات وقدرات القوات الجوية، وإن شاء الله وبتصميم دائم من خادم الحرمين الشريفين بأن نكون من أفضل وأقوى القوات الجوية في المنطقة».



8 طائرات

وفي رده على سؤال «عكاظ» حول عدد الطائرات التي ضمتها الصفة قال سموه: «الطائرات ما بين 6 إلى 8 طائرات وإن شاء الله نعمل دائما بدعمها وتجديدها بأفضل الأنواع سواء بهذا النوع من الطائرة أو نوع آخر وهذا في تخطيطنا المستقبلي».

وقال سموه إن هذه الطائرات وصلت بطيارين ومهندسين سعوديين، حيث مكثوا يتدربون ويعملون مع المصانع هناك لمدة أربع سنوات، حيث جاءت بكامل جهازها السعودي من الطيارين والفنيين، مضيفا أن كل قطع الغيار العسكرية ضمن استراتيجية القوات المسلحة من خلال لجنة توطين قطع الغيار وإن شاء الله خلال السنة الحالية نحصل على القطع من القطاع الخاص السعودي ونشتريها من داخل المملكة.

وحول التوسع في إنشاء القواعد العسكرية في المملكة أكد نائب وزير الدفاع أن قواتنا تعمل بخطط مستمرة ونعمل ليل ونهار لتنمية قدراتنا للحفاظ على أمن وأمان المملكة برا وجوا وبحرا.

وقد استقبلت طائرات ( A330 MRTT) الخاصة بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود، بالعرضة السعودية في مدرج مطار القاعدة الجوية بالرياض مرددين «ما شرينا سلاح الجو للنتباها به».



صفقة استراتيجية

وقد وصفت صفقة طائرات إيرباص (A330 MRTT) التي تقوم بعدة وظائف منها الشحن وتزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو، بأنها صفقة استراتيجية يمكنها تغيير موازين القوى في المنطقة الإقليمية.

وتتميز الطائرات بأنها ستعمل كصهريج طائر وطائرة نقل في وقت واحد، وهي تستوعب 111 طنا من الوقود وتنحدر ضمن طائرات الركاب التجارية من طراز إيرباص 200 - أ330، ويمكنها تزويد الطائرات الأخرى بالوقود دون الحاجة إلى تركيب خزانات وقود إضافية.

وتستطيع هذه الطائرات التحليق للمسافات الطويلة لامتلاكها المحرك المزدوج مع مساحة 111 طن وقود بخزانات في أجنحتها، وبالتالي لاحاجة إلى تركيب خزانات إضافية وهو ما يترك مساحة للطائرة لحمل 45 طنا إضافيا من العتاد و300 جندي.

ومن ضمن مزايا تلك الطائرة أن صيانتها تتم بواسطة قطع الغيار الجاهزة للتوريد المعززة بالتطوير المستمر ما يجعلها تبقى طويلا في الخدمة.

وتمتلك السعودية الخبرة الواسعة في تشغيل طائرات التزود بالوقود في الجو إلا أن طائراتها الحالية بدأت في التقادم، لذا بدأت في عام 2005 بتطوير وتحديث أسطول طائراتها بإدخال هذا النوع من الطائرات الحديثة.

وتمثل طائرة ( A330 MRTT) جيلا جديدا من أنظمة إعادة التزويد بالوقود من طائرة إلى أخرى في الجو، بحيث جعلت عمليات تزويد الطائرات بالوقود في الجو أسرع وأكثر أمنا وكفاءة عما كان من قبل، وقد أحدثت فارقا مهما في الطيران الحربي نظرا لما تتمتع به من مواصفات مثل التخفيف الآلي للحمل ونظام الفصل الآلي والأنظمة الرئوية المعززة الثلاثية الأبعاد، وصممت مقدمتها بشكل يحقق إمكانية تواجد مشغلي إعادة التزويد بالوقود والطيارين الذين يعملون عن قرب للعمل كفريق واحد والمشاركة في البيانات ومراقبة العمليات من خلال أحدث نظم العرض ومعدلات نقل وقود بمقدار 1200 جالون في الدقيقة وهو ما يجعل الطائرة ذات أداء مميز.

يذكر أن المملكة تمتلك طائرات التورنيدو والتايفون التي تصنف كثالث أفضل مقاتلة متعددة المهام في العالم.