-A +A
زهير كتبي
أجزم أن كل أمناء المدن ورؤساء البلديات ومعظم المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية ببلادنا قد قاموا بزيارة إحدى المدن الأوروبية وشاهدوا مستوى النظافة العالي بها، وشاهدوا أن نفس الآليات والسيارات والأجهزة التي تنظف شوارع المدن الأوروبية هي نفس الآليات والسيارات والأجهزة التي يستخدمها مقاولو نظافة مدن بلادنا. بيد أن شوارعنا سيئة النظافة، وكأن ملايين الريالات التي تنفق على النظافة قد ذهبت إلى نفس صناديق القمامة. هناك عامل النظافة مجهز وفي يده جهاز على شكل عصا بها ملاقط يحمل بها أي شيء من النفايات ملقى على الأرض مثل الورقة أو غطاء علبة أو منديل سقط خطأ ويضعها في كيس يحمله معه في برميل متحرك معه. وذلك العامل يلبس ملابس تقيه من الأمراض والبرد والمياه. وبحكم خبرتي السابقة في أمانة العاصمة المقدسة أعرف أن الأمانة هي التي تضع شروط ومواصفات عقود النظافة، وهذا حال كل مدن بلادنا. سؤالي: لماذا لا نصنع مثل هذه الشروط والمواصفات باستخدام بعض تلك الآليات لتنظيف مدن بلادنا. لأن وضع ومنظر عامل النظافة لدينا سيئ للغاية. وفي بعض المدن تكاد تنعدم الرقابة من مراقبي النظافة، فكل ما تفعله الشركة المنفذة هو نقل وتجميع العمالة وتركهم في الشوارع. ولضعف وتدني مستواهم المعيشي نجدهم يتسولون في الشوارع أو يقومون بنظافة المنازل والفلل من الداخل لتكوين دخل مادي يساعدهم على العيش لضعف مرتبم الشهري.
إن أوضاع النظافة في بلادنا سيئة للغاية لا تتفق ومليارات الريالات التي تنفق عليها، ويفترض أن يكون مستوى النظافة لدينا من أرقى المستويات العالمية.

الموضوع يحتاج إلى أدوات وآليات رقابة ومتابعة ومحاسبة من قبل عدة جهات حكومية رقابية أهمها هيئة مكافحة الفساد.
إن الأموال التي تدفع لدينا لنظافة المدن أعلى بكثير من غيرنا في مدن تحمل نفس المساحات والأوضاع.
ولكن هناك تقام على عدة أبعاد منها المحافظة على صحة المواطن وسلامته وصحة وسلامة عامل النظافة. وأرى ضرورة أن يشارك في شروط صفات ومواصفات نظافة المدن بعض المختصين من الجامعات، وذلك في علم الاجتماع وعلم النفس وكليات الطب والجغرافيا لمواجهة كل الرهانات والتحديات التي تواجه كل مدينة على حدة.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.