قد لا تصدق عزيزي القارئ بأني أنهيت كتابة هذا المقال في سيارتي، وتحديدا في طريق عودتي إلى المنزل بعد يوم طويل. ولم يكن السبب سوى أني وددت اللحاق بتلك الفكرة التي أعلنت حضورها في وقت لم أحدده لها، فقط لأني نظرت إلى وجه الشمس قبل دقائق من الزوال. بدا وجهها هزيلا وهي تميل إلى جهة الغروب، بعد أن رأيتها رقيقة ودافئة في الصباح الباكر، ثم متوهجة وحارقة في النهار. فذكرتني بأحدهم. كان شابا عذب الملامح، ومتعدد المواهب، يخطو خطواته الأولى في الإعلام المرئي، ويتميز بحضور لافت ونبرات صوت تأسر السامعين من الوهلة الأولى، وكتابات شعرية أنيقة. نجح هذا الفتى، وسطع نجمه سطوعا يحسد عليه، فلم تبق صحيفة أو قناة تلفزيونية أو إذاعية إلا وتحدثت عن إمكاناته واستعداده الفطري لإتقان ما عجز عنه الكثير، وعن جمعه لأكثر من موهبة وقدرة في نفس الوقت. وفي فترة لم تتجاوز عامين كان يتربع على عرش الألق، ويدير إحدى المؤسسات الإعلامية. لكن عاما آخر كان كفيلا بأن ينهي كل شيء! كيف؟ سأخبرك.
تحول الفتى من شمس صباح دافئة إلى أخرى حارقة، ففلاشات الشهرة غرته ووجاهة المنصب أغوته! أما داء الكبرياء فلم يتوان عن الفتك بروحه، حتى تضخم رأسه وتجبر لسانه! فأصبح يزدري من فوقه، ويؤذي من حوله، ويدهس أي يد تمتد إليه لطلب مساعدته، وكأن عقله قد اختل، فتعثر وطويت صفحته! لكني أتساءل، كيف غفل عن حقيقة أن زوال الأشياء في حياتنا وفي أقل من لمح البصر أمر وارد الحدوث؟ صدقا لا أعلم!
أخيرا أقول، نحن كبشر في حرب دائمة، وجهاد لا يتوقف ضد الشر الذي يحاول التغلغل في أنفسنا. بعضنا يتحسس بين حين وآخر على قلبه ليتأكد من بقاء ذلك النقاء الذي خلق فيه، والبعض الآخر يمضي حياته مأخوذا بكل زائل، ومتناسيا أنه كان في يوم ما صفرا في عالم الأعداد، ولا قيمة له في ذاته. لكن ماذا عنك؟ هل ستغدو كالقبة الزرقاء التي تحتضن ما دونها، أم كوجه الشمس المنكسر لحظة الغروب؟
تحول الفتى من شمس صباح دافئة إلى أخرى حارقة، ففلاشات الشهرة غرته ووجاهة المنصب أغوته! أما داء الكبرياء فلم يتوان عن الفتك بروحه، حتى تضخم رأسه وتجبر لسانه! فأصبح يزدري من فوقه، ويؤذي من حوله، ويدهس أي يد تمتد إليه لطلب مساعدته، وكأن عقله قد اختل، فتعثر وطويت صفحته! لكني أتساءل، كيف غفل عن حقيقة أن زوال الأشياء في حياتنا وفي أقل من لمح البصر أمر وارد الحدوث؟ صدقا لا أعلم!
أخيرا أقول، نحن كبشر في حرب دائمة، وجهاد لا يتوقف ضد الشر الذي يحاول التغلغل في أنفسنا. بعضنا يتحسس بين حين وآخر على قلبه ليتأكد من بقاء ذلك النقاء الذي خلق فيه، والبعض الآخر يمضي حياته مأخوذا بكل زائل، ومتناسيا أنه كان في يوم ما صفرا في عالم الأعداد، ولا قيمة له في ذاته. لكن ماذا عنك؟ هل ستغدو كالقبة الزرقاء التي تحتضن ما دونها، أم كوجه الشمس المنكسر لحظة الغروب؟