-A +A
منصور الطبيقي
يا سمو الأمير ربما لا تعرفني، ولكنني أعرفك جيدا ويعرفك كل سعودي، وأعمالك الخيرة وإنجازاتك الرائعة تدل عليك وتشهد لك في وطني، وخصوصا في منطقتي عسير ومكة المكرمة، عرفتك على المستوى الشخصي قبل سبعة عشر عاما عندما شرفت بتسلم شهادة ودرع جائزة أبها للتفوق العلمي للتعليم الجامعي ــ المركز الأول ــ من يدي سموكم الكريم. كنتم يحفظكم الله من أوائل من شجع ودعم المتفوقين والمبدعين في الوطن بجوائز وتكريم لن يفارق أبدا ذاكرتهم، وكان هذا التكريم من سموكم دافعا لي وموقدا لحماسي حتى ابتعثت وحصلت على شهادة الدكتوراه من أرقى الجامعات العالمية، فلكم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى.
وأنا أكتب هذا المقال غمرتني الفرحة وأنا أقرأ خبر انتهاء أعمال مشاريع الحلول الدائمة لمعالجة أضرار السيول والأمطار بمحافظة جدة، لينتهي بذلك بإذن الله مسلسل رعب وترقب من أهالي جدة لأي زخات من أمطار تسقط هنا وهناك. وكنت أيضا قد كتبت يوم الأحد الماضي مقالا عن معاناة أخرى لأهل جدة مع النقل ووسائل المواصلات العامة، لأطالع بعدها في اليوم التالي مفاجأة سارة وهي إقرار مجلس الوزراء الموقر مشروع النقل العام بالمحافظة والذي أسعدني جدا، فلوالدنا خادم الحرمين الشريفين قائد التنمية في الوطن ولولي عهده الأمين ولكم يا سمو الأمير ولكل مخلص في الوطن كل الشكر والتقدير والعرفان.
ولكن دعني يا صاحب السمو أهمس لكم وأصارحكم بما خالجني من شعور عندما عرفت الفترة المتوقعة لإنجاز هذا المشروع وهي سبعة أعوام، وهي بلا شك طويلة في عمر الشعوب، ولا أتوقع أبدا أن مشروعا بهذا الحجم والاتساع، سوف لن يزيد حدة الازدحام في جدة وقد شهدت شوارعنا حالة غريبة من ازدحام السير تزامنا مع مشاريع الأنفاق والكباري التي أتمنى أنها قاربت على الانتهاء في المدينة.
سوف يصبر أهالي جدة على هذا المشروع كما صبرنا على المشاريع السابقة، وسوف نتحمل أخطاء ضعف التخطيط الاستراتيجي وأداء الأمناء في العقود السابقة للمدينة، ومنها عدم توفير البنية التحتية والأساسية.
ولكن بودي لو تعامل جدة كمدينة استثنائية، وذلك بوضع حلول مبتكرة وآنية لمشكلة الازدحام الحالية والمتوقعة من هذه المشاريع العملاقة ومنها:
ــ التفكير في استقطاب شركات عالمية ذات سمعة جيدة بعمالتها ولتكن من كوريا الجنوبية التي كانت لها إنجازات جيدة في مدينة جدة قديما، حتى نتفادى تعثر المشاريع لمقاولي الباطن، والتسريع في إنجاز هذه المشاريع.
ــ تشكيل لجنة تنفيذية على مستوى المحافظة لتنسيق ساعات الدوام الرسمي والدراسة للكليات والمدارس لتفادي الازدحام والاختناقات المرورية.
ــ مراجعة أعداد سيارات الأجرة الرسمية والخاصة وحافلات المدارس والاحتياجات الفعلية لها وتنظيمها.
وفي الختام.. جدة استثنائية يا سمو الأمير بهذه المشاريع العملاقة، وتحتاج لجهود استثنائية، وأنتم نعم القائد الاستثنائي للمنطقة ولها.

tobagi@hotmail.com