بصفرة الموت ونظرات زائغة، وذهول صادم وعيون تحجرت فيها الدموع. وقفت على أبواب الإصلاحية أقدامها التي لم تعد تحتملها بعيد سماعها لكلمات القاضي التي انطلقت إليها كالرصاص المدمي اخترق كيانها وتضاءلت معها كل أسرار الاحتساب والإيمان والرضا والثقة ببراءتها . كيف لا ، وهي المتأكدة من نفسها، وأن خروجها في ذلك المشوار مع زوجها لم يكن إلا بدافع الحب والطاعة الزوجية، ولم تكن لتدرك ماذا كان يخطط له زوجها، من استلام تلك الحمولة الشيطانية المسممة للحياة.
حاولت جاهدة أمام القاضي أن تشرح فلم تسعفها الكلمات والتعابير، وهي ترى تلك الملامح الغاضبة في انتهاك زوجها لحرمات الله وتخريبه وإفساده للمجتمع، وأنها، وبخروجها معه، قد أصبحت في دائرة الذنب من حيث إعانته وتسترها عليه.
حاول كل من حولها أن يخففوا وطأة الحكم عليها، وأن لها حق الاستئناف وغيره من الإجراءات، ولكن ماذا سيقنع أم تركت خلفها ستة أطفال صغارا وابنتين في سن المراهقة دون أب أو أم. من لهم ومن سيرعاهم، وكيف سيكون وضعهم في مجتمع، الرحمة فيه لها تصنيفات، والصدقات لها مراتب وتوزيعات حسب فئات البشر.. كيف يمكنها إثبات براءتها، وهي لم تحمل من الشهادات إلا ابتدائية لم تكملها لضيق حال أهلها. كل سؤال كان يزيد حبل القهر والخوف حول رقبتها حتى سقطت فاقدة للوعي خلف القضبان. حينها لم أتذكر كم في السجن من مظاليم، بل أدركت كم في السجن من مغفلات بالقانون، وعلى شاكلتها كثيرات تورطن في كفالات والتزامات مالية أوهمهن أزواجهن وأهاليهن بأنهن نساء لن يطبق عليهن القانون كما أنه لن يتم توقيفهن أو سجنهن.
للجميع نقول : احذرن فالقانون لا يستثني المغفلات.
حاولت جاهدة أمام القاضي أن تشرح فلم تسعفها الكلمات والتعابير، وهي ترى تلك الملامح الغاضبة في انتهاك زوجها لحرمات الله وتخريبه وإفساده للمجتمع، وأنها، وبخروجها معه، قد أصبحت في دائرة الذنب من حيث إعانته وتسترها عليه.
حاول كل من حولها أن يخففوا وطأة الحكم عليها، وأن لها حق الاستئناف وغيره من الإجراءات، ولكن ماذا سيقنع أم تركت خلفها ستة أطفال صغارا وابنتين في سن المراهقة دون أب أو أم. من لهم ومن سيرعاهم، وكيف سيكون وضعهم في مجتمع، الرحمة فيه لها تصنيفات، والصدقات لها مراتب وتوزيعات حسب فئات البشر.. كيف يمكنها إثبات براءتها، وهي لم تحمل من الشهادات إلا ابتدائية لم تكملها لضيق حال أهلها. كل سؤال كان يزيد حبل القهر والخوف حول رقبتها حتى سقطت فاقدة للوعي خلف القضبان. حينها لم أتذكر كم في السجن من مظاليم، بل أدركت كم في السجن من مغفلات بالقانون، وعلى شاكلتها كثيرات تورطن في كفالات والتزامات مالية أوهمهن أزواجهن وأهاليهن بأنهن نساء لن يطبق عليهن القانون كما أنه لن يتم توقيفهن أو سجنهن.
للجميع نقول : احذرن فالقانون لا يستثني المغفلات.