وضع عبد الرحمن سبابته على قارئ البصمة لتفتح أمامه بوابة الدخول إلى عالم العلوم والرياضيات. بوابة الأكاديمية ليلج إلى عالم فسيح من التحدي والمتعة، والتعلم الشيق. كم انتظر هذه اللحظة! وها هو بعد مسيرة من التنافس الشديد مع أمثاله من صفوة الطلاب، اختير ضمن العدد القليل الذي قبل.
كانت البداية عندما تلقى رسالة على هاتفه المحمول تعلمه بترشحه للتقدم للدراسة في الأكاديمية، ليعلم فيما بعد أن عدد الذين تلقوا نفس الرسالة لم يتجاوز الأربعمائة، قسمت مناصفة بين البنين والبنات، ولما دخل على موقع الأكاديمية على الشبكة العنكبوتية، علم أن عليه التنافس مع هذا العدد على مائة مقعد فقط، وتساءل حينها في نفسه: يا ترى ما معايير التنافس؟ وجد الجواب ماثلا أمامه على الشاشة، القبول لأفضل مائة متقدم من الجنسين في الرياضيات، والعلوم الطبيعية بأفرعها الثلاثة، واللغتين العربية والإنجليزية، والعلوم الإنسانية. لن يكون الأمر سهلا ــ هكذا ظن ــ لأن المرشحين يمثلون أفضل طلاب المملكة جرى اختيارهم بحسب نتائج معيارية، وضعت خصيصا للترشح للأكاديمية، ثم عليه كتابة مقال من خمسمئة وألف كلمة يبين فيها رؤيته، ورسالته، وأهدافه في الحياة، ثم اجتياز المقابلة الشخصية، ومع أن التنافس كان شديدا ومرهقا إلا أن الاختلاط بأقرانه ومن هم في مستوى قدراته العقلية كان ممتعا، خصوصا تلك الفقرات التي نظمتها لجنة القبول والتي اشتملت على مناظرات ونقاش بين المتقدمين حول مشاكل المجتمع المحلي، والوضع الإقليمي والدولي.
أفاق عبد الرحمن من شريط ذكرياته على صوت النداء الداخلي يوجه الطلاب المستجدين إلى المسرح الرئيسي في مبنى الأكاديمية. لما انتظم جلوس الطلاب باشرهم القائد التربوي للأكاديمية بكلمة ترحيبية قصيرة، تلاه المشرف الأكاديمي الذي وضح النظام الدراسي، واشتماله في السنة الأولى على التركيز على اللغتين العربية والإنجليزية، ومبادئ العلوم الطبيعية والإنسانية والرياضيات باللغة الإنجليزية.
في بداية العام الثاني من الدراسة سوف يتقدم جميع المنتسبين للأكاديمية لاختبار مستوى في العلوم الطبيعية والرياضيات، تحدد بناء على نتائجه نقطة البداية للطالب في تلك المواد، مما يعني أن بإمكان الطالب المتميز في أي من هذه المواد اختصار فترة دراسته لها. كما ركز المشرف الأكاديمي على أهمية التطبيق العملي للمعارف والمهارات المكتسبة؛ وذلك من خلال البحوث المعملية والتطبيقية على عينات من المجتمع المحلي والصناعات الوطنية، وعرض نتائجها في المؤتمرات المتخصصة ونشرها في الدوريات العلمية، ولما كان من ضمن شروط الانتساب للأكاديمية المبيت في سكنها الداخلي طوال أيام الأسبوع الدراسي الذي يمتد من السبت إلى نهاية يوم الخميس، فإن قاعة مصادر المعلومات في الطابق الأوسط الذي يقع بين طوابق الفصول الدراسية وطوابق السكن الداخلي، مفتوحة من السابعة صباحا حتى منتصف الليل طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك القاعات الجانبية المخصصة للمذاكرة، وحلقات النقاش التي يكثر حدوثها بين الطلاب أثناء مراجعتهم، وتحضيرهم لدروسهم، وأبحاثهم، و واجباتهم.
أوضح المشرف الأكاديمي أن بقاء الطالب في الأكاديمية مرهون بالمحافظة على مستوى مرتفع من التحصيل والإنجاز، والمشاركة في كل المجالات الأكاديمية والاجتماعية والرياضية، أعقب ذلك توجيه للمشرف الاجتماعي الذي شرح بإسهاب نظام السكن الداخلي، وبين أن الهدف الرئيس من اشتراط سكن الطلاب في الأكاديمية هو توفير البيئة المناسبة لتطوير قدرات طلابها؛ لما وجد أن البيئة المنزلية لا تلبي احتياجات هذه الشريحة الأكثر أهمية في المجتمع، وبين أن هيئة الإشراف الاجتماعي تراقب عن كثب أثر البيئة الداخلية في الأكاديمية على أداء الطلاب فيها، وتعايرها لتكون البيئة المثلى لتلبية احتياجات طلابها.
ولما انفضت جميع التوجيهات الأساسية مع قرب انتهاء اليوم الأول في الأكاديمية وزع الطلاب على أماكن إقامتهم، وفي الجولة على مرافق الأكاديمية التي تلت ذلك، تبين لعبد الرحمن أن الصور المعروضة على موقع الأكاديمية لم توف المكان حقه، فما بين جمال التنسيق، واختيار الألوان المناسبة بدقة، وجودة المواد المستخدمة، والإضاءة الطبيعية، يقبل الطالب بصدر منشرح على العمل الجاد، أما المرافق الرياضية فكلها في مبنى واحد، منفذ بموجب قياسات أولمبية.
شرد عبد الرحمن بمخيلته في المستقبل البعيد، وحدث نفسه بصوت مرتفع: الآن بإمكاني أن أبدأ تحقيق حلمي لأكون أحد الفائزين بجائزة نوبل.
a-batterjee@althikr.edu.sa
كانت البداية عندما تلقى رسالة على هاتفه المحمول تعلمه بترشحه للتقدم للدراسة في الأكاديمية، ليعلم فيما بعد أن عدد الذين تلقوا نفس الرسالة لم يتجاوز الأربعمائة، قسمت مناصفة بين البنين والبنات، ولما دخل على موقع الأكاديمية على الشبكة العنكبوتية، علم أن عليه التنافس مع هذا العدد على مائة مقعد فقط، وتساءل حينها في نفسه: يا ترى ما معايير التنافس؟ وجد الجواب ماثلا أمامه على الشاشة، القبول لأفضل مائة متقدم من الجنسين في الرياضيات، والعلوم الطبيعية بأفرعها الثلاثة، واللغتين العربية والإنجليزية، والعلوم الإنسانية. لن يكون الأمر سهلا ــ هكذا ظن ــ لأن المرشحين يمثلون أفضل طلاب المملكة جرى اختيارهم بحسب نتائج معيارية، وضعت خصيصا للترشح للأكاديمية، ثم عليه كتابة مقال من خمسمئة وألف كلمة يبين فيها رؤيته، ورسالته، وأهدافه في الحياة، ثم اجتياز المقابلة الشخصية، ومع أن التنافس كان شديدا ومرهقا إلا أن الاختلاط بأقرانه ومن هم في مستوى قدراته العقلية كان ممتعا، خصوصا تلك الفقرات التي نظمتها لجنة القبول والتي اشتملت على مناظرات ونقاش بين المتقدمين حول مشاكل المجتمع المحلي، والوضع الإقليمي والدولي.
أفاق عبد الرحمن من شريط ذكرياته على صوت النداء الداخلي يوجه الطلاب المستجدين إلى المسرح الرئيسي في مبنى الأكاديمية. لما انتظم جلوس الطلاب باشرهم القائد التربوي للأكاديمية بكلمة ترحيبية قصيرة، تلاه المشرف الأكاديمي الذي وضح النظام الدراسي، واشتماله في السنة الأولى على التركيز على اللغتين العربية والإنجليزية، ومبادئ العلوم الطبيعية والإنسانية والرياضيات باللغة الإنجليزية.
في بداية العام الثاني من الدراسة سوف يتقدم جميع المنتسبين للأكاديمية لاختبار مستوى في العلوم الطبيعية والرياضيات، تحدد بناء على نتائجه نقطة البداية للطالب في تلك المواد، مما يعني أن بإمكان الطالب المتميز في أي من هذه المواد اختصار فترة دراسته لها. كما ركز المشرف الأكاديمي على أهمية التطبيق العملي للمعارف والمهارات المكتسبة؛ وذلك من خلال البحوث المعملية والتطبيقية على عينات من المجتمع المحلي والصناعات الوطنية، وعرض نتائجها في المؤتمرات المتخصصة ونشرها في الدوريات العلمية، ولما كان من ضمن شروط الانتساب للأكاديمية المبيت في سكنها الداخلي طوال أيام الأسبوع الدراسي الذي يمتد من السبت إلى نهاية يوم الخميس، فإن قاعة مصادر المعلومات في الطابق الأوسط الذي يقع بين طوابق الفصول الدراسية وطوابق السكن الداخلي، مفتوحة من السابعة صباحا حتى منتصف الليل طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك القاعات الجانبية المخصصة للمذاكرة، وحلقات النقاش التي يكثر حدوثها بين الطلاب أثناء مراجعتهم، وتحضيرهم لدروسهم، وأبحاثهم، و واجباتهم.
أوضح المشرف الأكاديمي أن بقاء الطالب في الأكاديمية مرهون بالمحافظة على مستوى مرتفع من التحصيل والإنجاز، والمشاركة في كل المجالات الأكاديمية والاجتماعية والرياضية، أعقب ذلك توجيه للمشرف الاجتماعي الذي شرح بإسهاب نظام السكن الداخلي، وبين أن الهدف الرئيس من اشتراط سكن الطلاب في الأكاديمية هو توفير البيئة المناسبة لتطوير قدرات طلابها؛ لما وجد أن البيئة المنزلية لا تلبي احتياجات هذه الشريحة الأكثر أهمية في المجتمع، وبين أن هيئة الإشراف الاجتماعي تراقب عن كثب أثر البيئة الداخلية في الأكاديمية على أداء الطلاب فيها، وتعايرها لتكون البيئة المثلى لتلبية احتياجات طلابها.
ولما انفضت جميع التوجيهات الأساسية مع قرب انتهاء اليوم الأول في الأكاديمية وزع الطلاب على أماكن إقامتهم، وفي الجولة على مرافق الأكاديمية التي تلت ذلك، تبين لعبد الرحمن أن الصور المعروضة على موقع الأكاديمية لم توف المكان حقه، فما بين جمال التنسيق، واختيار الألوان المناسبة بدقة، وجودة المواد المستخدمة، والإضاءة الطبيعية، يقبل الطالب بصدر منشرح على العمل الجاد، أما المرافق الرياضية فكلها في مبنى واحد، منفذ بموجب قياسات أولمبية.
شرد عبد الرحمن بمخيلته في المستقبل البعيد، وحدث نفسه بصوت مرتفع: الآن بإمكاني أن أبدأ تحقيق حلمي لأكون أحد الفائزين بجائزة نوبل.
a-batterjee@althikr.edu.sa