مرت الثمانينات وأوائل التسعينات الميلادية على شاشات التلفزيونات العربية مسلسلات وأفلام مصرية تئن شكوى من افتقاد الساعين لحيازة شقة سكنية تتوافق مع مدخراتهم المالية، كانت قائمة الانتظار تمتد من عدة سنوات إلى مشهد يقف فيه البائع والشاري في أرض فضاء، لا يوجد فيها بناء ثم يرفع (السمسار) أصابعه مشيرا إلى كبد السماء، قائلا بثقة (بوص يا بيه، أهي شئتك في الدور السابع).
توشك الدراما السعودية أن ترمينا بمشهد مماثل لسمسار سعودي يقف في منتصف بيداء خاوية ثم يمد إصبعه نحو مزيد من عمقها الصحراوي ويقول لرجل ينشد مسكنا (شوف يا طويل العمر، بيتك بيكون هنااااااك).
تورمت كثيرا معضلة الإسكان في السعودية، تكاد كل أدوات الدولة غير قادرة على إيجاد حلول عاجلة، بينما للتو غادر مدينة جدة منتداها الاقتصادي حاملا معه أوراق عمل ومناقشات مطولة ارتكت لأزمة السكن، وجعلته عنوانا للمنتدى الذي زرع نظريات يحتاج قطافها إلى تشريعات غير موجودة حاليا، وتطبيقات مفقودة.
أصبحت الحلول تبحث عن مسكن في حين أن اللغة تمنح تفريقا واضحا بين كلمتي (مسكن وسكن) فالأول لا يوجد فيه سكينة يتيحها الثاني، يعرف ذلك كل من أجبرته تصاعد فواتير الإيجار على الترحال بمعدل يكاد يكون سنويا، يستلزم ذلك رمي بعض الأثاث القديم وإضافة ثقب أكبر في محفظته تتساقط منه نقوده.
أكاد أجزم أن العنوسة صدى غير مرئي بوضوح لمأزق الإسكان سعوديا، فبينما حيازة شقة سكنية (تقصم ظهر) المشتري بما يزيد على خمسمائة ألف ريال، وهو يعادل مهر تكلفة زواج ثلاث فتيات، نامت البنوك وجيوب سادة العقار بمسؤولية إضافية عن ارتفاع معدلات العنوسة في بلد كانت بعض حفلات الزفاف فيها تقام لشباب في سن البلوغ.
تلوح في الأفق مؤشرات على أن اتساع الفجوة القائمة حاليا بين الإسكان والنمو السكاني تتوافق مع ارتفاع معدلات العنوسة، فتيسير حيازة شاب على مسكن يدفعه على تعجيل حيازة عروس ويسبقها تجميع أثاث منزله وفق مدخراته الشهرية.
يصعب إيجاد حل سكني شامل سعوديا، في حين تزيد نسبة النجاح فيما لو تم بحث حلول مناطقية، بمعنى انبراء كل منطقة لتأطير معضلة الإسكان خاصتها ورسم خارطة طريق تتوافق مع تركيبتها السكانية خاصة الشريحة الشبابية، بما فيها مؤشر العنوسة.
يلعق كثير من شبابنا وفتياتنا علقم العنوسة انصياعا لمعوقات تتكاثر وتمنع امتلاك الذكور منازل، مما يعني أن أزمة الإسكان (حامل) بالعنوسة ونتائجها بما فيها إرهاق الآباء بامتداد زمن الإنفاق على بناته وكذلك قلقه على استقرارهن النفسي بعد دخولهن دائرة عانس بالإكراه.
Sultan_aldosary@hotmail.com
توشك الدراما السعودية أن ترمينا بمشهد مماثل لسمسار سعودي يقف في منتصف بيداء خاوية ثم يمد إصبعه نحو مزيد من عمقها الصحراوي ويقول لرجل ينشد مسكنا (شوف يا طويل العمر، بيتك بيكون هنااااااك).
تورمت كثيرا معضلة الإسكان في السعودية، تكاد كل أدوات الدولة غير قادرة على إيجاد حلول عاجلة، بينما للتو غادر مدينة جدة منتداها الاقتصادي حاملا معه أوراق عمل ومناقشات مطولة ارتكت لأزمة السكن، وجعلته عنوانا للمنتدى الذي زرع نظريات يحتاج قطافها إلى تشريعات غير موجودة حاليا، وتطبيقات مفقودة.
أصبحت الحلول تبحث عن مسكن في حين أن اللغة تمنح تفريقا واضحا بين كلمتي (مسكن وسكن) فالأول لا يوجد فيه سكينة يتيحها الثاني، يعرف ذلك كل من أجبرته تصاعد فواتير الإيجار على الترحال بمعدل يكاد يكون سنويا، يستلزم ذلك رمي بعض الأثاث القديم وإضافة ثقب أكبر في محفظته تتساقط منه نقوده.
أكاد أجزم أن العنوسة صدى غير مرئي بوضوح لمأزق الإسكان سعوديا، فبينما حيازة شقة سكنية (تقصم ظهر) المشتري بما يزيد على خمسمائة ألف ريال، وهو يعادل مهر تكلفة زواج ثلاث فتيات، نامت البنوك وجيوب سادة العقار بمسؤولية إضافية عن ارتفاع معدلات العنوسة في بلد كانت بعض حفلات الزفاف فيها تقام لشباب في سن البلوغ.
تلوح في الأفق مؤشرات على أن اتساع الفجوة القائمة حاليا بين الإسكان والنمو السكاني تتوافق مع ارتفاع معدلات العنوسة، فتيسير حيازة شاب على مسكن يدفعه على تعجيل حيازة عروس ويسبقها تجميع أثاث منزله وفق مدخراته الشهرية.
يصعب إيجاد حل سكني شامل سعوديا، في حين تزيد نسبة النجاح فيما لو تم بحث حلول مناطقية، بمعنى انبراء كل منطقة لتأطير معضلة الإسكان خاصتها ورسم خارطة طريق تتوافق مع تركيبتها السكانية خاصة الشريحة الشبابية، بما فيها مؤشر العنوسة.
يلعق كثير من شبابنا وفتياتنا علقم العنوسة انصياعا لمعوقات تتكاثر وتمنع امتلاك الذكور منازل، مما يعني أن أزمة الإسكان (حامل) بالعنوسة ونتائجها بما فيها إرهاق الآباء بامتداد زمن الإنفاق على بناته وكذلك قلقه على استقرارهن النفسي بعد دخولهن دائرة عانس بالإكراه.
Sultan_aldosary@hotmail.com