-A +A
سعد الحربي (المدينة المنورة)
فوجئ المصلون في أحد مساجد المدينة المنورة بمريض مجهول الهوية يتخذ من القسم الخارجي للمسجد سكنا ومكانا آمنا للنوم بعد أن غادر مستشفى حكوميا منذ عدة أيام.
والمفاجأة أن «الضيف الغريب» في المسجد هو ذات المريض الذي تخلص منه المجمع الطبي الخاص قبل نحو 10 أيام في ساحة مستشفى الميقات هربا من مسؤوليته، إلا أن المستشفى كتب له خروجا بعد تلقيه العلاج، فلم يجد أمامه سوى المسجد الملحق بساحة المستشفى الخارجية وعلى بعد أمتار من الموقع.

«عكاظ» وقفت أمس على حالة المريض الذي ينام في القسم الخارجي للمسجد منذ أربعة أيام وهو يصرخ ألما وإلى جواره علب الدواء التي منحها له المستشفى عند إخراجه، ورصدت تحاشي المصلين الاقتراب منه خوفا من إصابتهم بالعدوى بعد تحذيرات أطلقها منسوبو المستشفى للمراجعين والمصلين بأن المريض مصاب بالدرن، فيما تولى فاعلو خير من مراجعين ومرضى تقديم وجبات خفيفة له.
وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن المصلين وإمام المسجد خاطبوا إدارة المستشفى لإعادة النظر في وضع المريض ومراعاة مرضه، حيث إن منظره العام وإزعاجه للمصلين لا يجوز، إلا أن المستشفى اكتفى بتقديم العلاج للمريض متعللا بأنه لا حاجة لبقائه على السرير رغم ما يعانيه من مرض.
المريض الذي يتكلم العربية بصعوبة تحدث لـ «عكاظ» موضحا أنه يعاني من ألم في الظهر ولا يستطيع الحركة، وأن المستشفى قال له (لا فائدة من علاجك وبقائك على السرير)، وأفاد أنه يعاني من ارتفاع درجة الحرارة في ساحة المسجد.
من جهته أوضح الدكتور عبدالله الطايفي مدير الشؤون الصحية بالمدينة المنورة أن المريض أحضر من قبل مجمع طبي خاص إلى مستشفى الميقات وتم علاجه، إلا أنهم أهملوا نقله وتركوه بهذه الطريقة، مضيفا أنه تم تحويل المجمع إلى لجنة المخالفات الطبية لاتخاذ الإجراء اللازم بحقهم.
وبين الدكتور الطائفي أن دور الصحة انتهى بمخاطبة الجهات المعنية لاستلامه، لأنه اتضح لنا أنه من العمالة المخالفة.
بدوره قال مدير مستشفى الميقات الدكتور ضيف الله السهلي: المريض أحضر من قبل المجمع الطبي وعالجناه وكتب له خروج وتمت مخاطبة الشرطة وإدارة الوافدين ولم يصلنا ردهم إلى الآن، مضيفا أن المدير العام لصحة المدينة الدكتور عبدالله الطائفي وجه بالاهتمام به، غير أنه لا يرغب في ذلك ويخرج من المستشفى للأماكن المجاورة وفناء المسجد.
يذكر أن «عكاظ» نشرت يوم الخميس 25/4/1434هـ عن تخلص المجمع الطبي من المريض في ساحة مستشفى الميقات، حيث ظل يصارع الألم أمام دورات المياه لمدة ساعة ونصف الساعة قبل نقله إلى داخل المستشفى، بعد أن أبلغ المواطنون الإدارة عن حالته.