معرض الكتاب في الرياض أهم حدث ثقافي بالنسبة لنا ــ كسعوديين ــ خلال السنوات السبع الماضية، بل إنه يوازي في قوته مهرجان الجنادرية، إضافة إلى كونه أقوى معرض للكتاب على مستوى العالم العربي كاملا بشهادة الناشرين العرب من ناحية القوة الشرائية، بغض النظر عن نوعية المعروض من ناحية القيمة الأدبية أو الفكرية والعلمية.
على مدى هذه السنوات السبع والقوة الشرائية للكتب نتساءل: إلى أي مدى أثرت القراءة على السعوديين؟، هل هناك تأثير حقيقي للكتاب على تفكيك البنى الثقافية المتكلسة؟، أم أن الأمر لا يعدو حالة استهلاكية كما هي حالاتنا في كل مهرجان تسوقي؟
برأيي أن ما يحدد هذا التأثير أمران: الأول هو في نوعية المعروض من الكتب الأكثر إقبالا عليه من القراء. الثاني مدى التحولات الفكرية التي حصلت خلال هذه السنوات. وإذا نحن أعدنا النظر في ما هو أكثر قراءة سنجد أن الأعمال الأدبية أو تلك الكتب التي تعتمد في نقدها على المجتمع السعودي هي الأكثر مبيعا، هذا غير أن بعض الدور تمارس تسويقا خالصا بعرض عناوين مثيرة دون مضمون ثري من الناحية الفكرية كنوع من التسطيح الثقافي. هذه الكتب باستثناء نقد المجتمع لا يمكن أن تشكل عاملا كبيرا في التأثير على المجتمع إلا قليلا، بمعنى أن نوعية هذه الكتب لا يمكن أن تعيد مساءلة البنى الفكرية التي يتكئ عليها المجتمع في تشكيل هويته الثقافية والاجتماعية. هذا ما تفعله الكتب الفكرية والجادة أكثر من غيرها مع عدة عوامل مادية أخرى مساعدة. وإذا ما نظرنا إلى الكتب الفكرية، فهي بالتأكيد أقل مقروئية من الكتب الأخرى، لكن هذا ليس على إطلاقه، إذ نرى قابلية شرائية على نوعية هذه الكتب، ما يجعلنا نتفاءل كثيرا في تأثيرها على المجتمع، لكن يحتاج ذلك إلى سنوات حتى يمكن الحديث عن تأثيرها العميق مع بروز نتاج مادي أو فكري يوازي تلك المقروئية الفكرية المعمقة.
أما من ناحية تحولات السنوات الماضية، فإننا ــ بالفعل ــ نلمس شيئا من التحول لدى عدد كبير من الشباب حتى من داخل الخطاب الديني، وهذه على الرغم من أسباب سياسية ودينية مرت على المجتمع إلا أنه لا يمكن إغفال جانب القراءة، وخصوصا أن بعض الشباب ألقى بثقله الفكري في نقد المجتمع من خلال نقد المقولات التراثية ومساءلتها من خلال الفكر الحديث، فضلا عن حضور المرأة المثقفة القوي في معرض الكتاب، ما يعطي دلالة أوسع في مدى تحولات المجتمع، إضافة إلى كم الإنتاج الفكري والأدبي السعودي الذي ينم عن خلله في بنى التحول العميقة.
ومع كل هذه الإيجابيات التي ذكرتها هنا، فإنني ما زلت أنظر إلى مسألة الإقبال الكبير على المعرض على أنه نوع من السوق الاستهلاكية التي كانت ولا تزال صفة ملازمة لنا ــ كسعوديين، لكن هذا يمكن له أن يفرز شيئا ذا قيمة معرفية لاحقة مع الوقت، وهو فعلا ما بدأنا نلمسه بشكل ملحوظ وواضح.
على مدى هذه السنوات السبع والقوة الشرائية للكتب نتساءل: إلى أي مدى أثرت القراءة على السعوديين؟، هل هناك تأثير حقيقي للكتاب على تفكيك البنى الثقافية المتكلسة؟، أم أن الأمر لا يعدو حالة استهلاكية كما هي حالاتنا في كل مهرجان تسوقي؟
برأيي أن ما يحدد هذا التأثير أمران: الأول هو في نوعية المعروض من الكتب الأكثر إقبالا عليه من القراء. الثاني مدى التحولات الفكرية التي حصلت خلال هذه السنوات. وإذا نحن أعدنا النظر في ما هو أكثر قراءة سنجد أن الأعمال الأدبية أو تلك الكتب التي تعتمد في نقدها على المجتمع السعودي هي الأكثر مبيعا، هذا غير أن بعض الدور تمارس تسويقا خالصا بعرض عناوين مثيرة دون مضمون ثري من الناحية الفكرية كنوع من التسطيح الثقافي. هذه الكتب باستثناء نقد المجتمع لا يمكن أن تشكل عاملا كبيرا في التأثير على المجتمع إلا قليلا، بمعنى أن نوعية هذه الكتب لا يمكن أن تعيد مساءلة البنى الفكرية التي يتكئ عليها المجتمع في تشكيل هويته الثقافية والاجتماعية. هذا ما تفعله الكتب الفكرية والجادة أكثر من غيرها مع عدة عوامل مادية أخرى مساعدة. وإذا ما نظرنا إلى الكتب الفكرية، فهي بالتأكيد أقل مقروئية من الكتب الأخرى، لكن هذا ليس على إطلاقه، إذ نرى قابلية شرائية على نوعية هذه الكتب، ما يجعلنا نتفاءل كثيرا في تأثيرها على المجتمع، لكن يحتاج ذلك إلى سنوات حتى يمكن الحديث عن تأثيرها العميق مع بروز نتاج مادي أو فكري يوازي تلك المقروئية الفكرية المعمقة.
أما من ناحية تحولات السنوات الماضية، فإننا ــ بالفعل ــ نلمس شيئا من التحول لدى عدد كبير من الشباب حتى من داخل الخطاب الديني، وهذه على الرغم من أسباب سياسية ودينية مرت على المجتمع إلا أنه لا يمكن إغفال جانب القراءة، وخصوصا أن بعض الشباب ألقى بثقله الفكري في نقد المجتمع من خلال نقد المقولات التراثية ومساءلتها من خلال الفكر الحديث، فضلا عن حضور المرأة المثقفة القوي في معرض الكتاب، ما يعطي دلالة أوسع في مدى تحولات المجتمع، إضافة إلى كم الإنتاج الفكري والأدبي السعودي الذي ينم عن خلله في بنى التحول العميقة.
ومع كل هذه الإيجابيات التي ذكرتها هنا، فإنني ما زلت أنظر إلى مسألة الإقبال الكبير على المعرض على أنه نوع من السوق الاستهلاكية التي كانت ولا تزال صفة ملازمة لنا ــ كسعوديين، لكن هذا يمكن له أن يفرز شيئا ذا قيمة معرفية لاحقة مع الوقت، وهو فعلا ما بدأنا نلمسه بشكل ملحوظ وواضح.