-A +A
عادل المالكي
حين كنا أطفالا كان أهلنا يستخدمون أساليب عدة لتخويفنا وإرغامنا على تأدية ما يطلبون تحت وقع التهديد، وأذكر أنهم كانوا حين يقترب موعد العشاء ينهونا عن النوم بحجة أن الموت سيمر ويأخذنا إن بتنا جوعى، فكنا ننتظر ونظل نحارب اللقمة والنعاس في آن واحد، ومن بين تقليعات الخوف «نمنم».. ذلك المخلوق الذي أبدع المجتمع في وصفه، والكل رسمه في مخيلة الأطفال بشكل موغل في الرعب فكان وسيلة تهديد جعلتنا نقضي وقتا من طفولتنا نفكر في «النمنم» ونخشى أن تلتهمنا فيما لو خالفنا التعليمات.
ما جعلني أسترجع شيئا من أشباح الطفولة، أحداث نسمع عنها ولا نراها، تبدأ ذرة رمل وينفخ فيها الناس حتى تصبح حدثا كبيرا يسيطر على المجالس، ومن كثر «الحواتيت» وتواترها عبر وسائل التواصل الذكية تجد نفسك صدقا «مش قادر تغمض عينيك»، ولعلي أستشهد بملاحقة «الأثيوبيين» وما صاحب ذلك من أخبار وقصص تناقلتها الأسر فأصبح هاجس هذه الفئة مخيفا للأطفال ومسببا الرعب للكبار، وهذا لا يعني مطلقا أن الحدث كما صوره الناس، كما أن ذلك لا يعني أنه لا يوجد بيننا مخالفون لنظام الإقامة والعمل ويستخدمون المناطق البعيدة عن أعين الناس ملاذا لهم.

كثيرة هي الشواهد والحوادث التي مرت والتي كانت في أولها فقاعة لا تحمل في أحشائها إلا الهواء، وبمجرد وخزها تعود كما كانت، ومن هذا المنطلق فإن الواجب علينا ألا نخلق أزمات، وأن نعطي الأمور النصاب الذي تستحق بعيدا عن التهويل والتأويل.
adelmalk498@hotmail.com