-A +A
عائشة زكري
لم يكن أكثر المتفائلين يرى أن المرأة سوف تنال تلك الحقوق، فكان التيار المحافظ بموروثه الاجتماعي يصنع قالب للمرأة من الصعب الخروج منه عدا الخروج عليه. حتى أتى خادم الحرمين الشريفين متسلحا بالإيمان فكانت محبته وتقديره للنساء، مستنيرا برأي كوكبة علماء الدين الأفاضل والمرجعية الحقيقية دون هوى أو تلبيس. سعى ليعيد للمرأة حقوقها التي كتبها الله وليس البشر. منحها الحق بأن تكون شريكة للرجل في إعمار الأرض مهتديا بتعامل خير المرسلين مع المرأة فلم يحرمها من بيعة ولم يمنعها من تعليم ولم يحجب عنها الشورى، فقد كانت في زمنه تبيع وتشتري وتعالج المرضى مساندة للجيوش التي تغزوا في سبيل الله.
لم تحرم امرأة في عهده من ميراث ولم تعضل طمعا وتسلطا.

من هذا القبس النبوي استنار أبو متعب ليضيء للمرأة طريقها في القرن الحادي والعشرين، زمن الانفتاح والعلم والتواصل الاجتماعي والحقوق الإنسانية، زمن القرية الكونية الواحدة. أخذ بيدها لتكون سفيرة لبلد النور والإيمان. أخذ بيدها لتتعلم وتعمل بكرامة وعزة كما تبوأت مناصب عليا في الدولة وشاركت برأيها في مجلس يضم نخبة من ذوي الرأي والمشورة من أبناء الوطن.
كرر وظل يكرر بعمله قبل قوله (النساء لم نر منهن إلا الخير )، (وأرى المرأة أمي، أختي، ابنتي) متمثلا بقول الرسول الكريم (لا يكرمهن إلا كريم).
هنيئا للمرأة السعودية بهذه الروح المثلى وبهذا التبني المخلص من لدن القائد الحكيم الساهر لقضيتها ليلا ونهارا حتى تنال كامل حقوقها المكفولة شرعا وقانونا. وكل حقوقها المسلوبة بدون وجه حق لتكون خير مثال للمرأة المسلمة المتعلمة المنتجة والمتمسكة بثوابت دينها القويم أولا وأخيرا.