غريب أمر وزارة الصحة، رغم كل ما تعرفه من عدم رضى المواطنين وتذمرهم المستمر من خدماتها، إلا أنها أرادت أن تجابه هذا الأمر على طريقة المثل الشعبي الشهير «ناطح الصياح بالصياح تسلم»، فذهبت إلى السماح لبعض المستثمرين بوضع رسوم على مواقف السيارات المحيطة لبعض مستشفياتها، هذا الأمر المضحك لم تتجرأ عليه حتى المستشفيات الخاصة التي تسرح وتمرح على كيفها، لم تجرؤ على استفزاز المواطنين وملاحقتهم حتى في مواقف السيارات، وهي التي تستولي، ليل نهار، على ما في جيوبهم عبر إجراء تحاليل وأشعة لا يحتاجون إليها، استغلالا لثقافتنا التي ترخص الغالي والنفيس عندما يتعلق الأمر بالصحة. قرار تأجير مواقف المستشفيات لا يكشف أبدا أن وزارة الصحة تبحث عن الوصول إلى إرضاء المواطن وخدمته، بل هو قرار يكشف عن العقلية التي تدير الخدمات الصحية ومدى اهتمامها برضا المواطنين. هذه آخرتها يا وزارة الصحة، تفرضين علينا رسوما على المواقف، وأكثر ما نخافه أن يظهر علينا مسؤول يقول إن هذه الرسوم وضعت من أجل صحة المواطن، كما يحاول «ساهر» أن يقنعنا بأن سياراته المتخفية بالشوارع الفرعية هي لسلامة المواطن في الوقت نفسه يهمل طرقا يموت فيها الناس بشكل أسبوعي جراء السرعة، تسوير مواقف سيارات المواطنين المرضى وتأجيرها عليهم ليس له هدف سوى الربح المادي والمتاجرة بظروف الناس واستغلال واضح لحاجتهم، لم نكن ننتظره من جهات تعرف آلام المرضى وظروف الكثير منهم، هذا القرار يجبرنا على أن ننادي بتخصيص المستشفيات ومنح المواطنين تأمينا صحيا شاملا، حتى لا نبقى تحت رحمة من يفكر بهذه الطريقة.