-A +A
صالح إبراهيم الطريقي
يبدو أن المجتمع سيواجه في المستقبل قضايا جديدة بعد أن يعود المبتعثون من دراستهم بالخارج، أو هكذا أرى الأمر بعد قراءتي للمعلومات المقدمة من مساعد الملحق الثقافي السعودي في أمريكا الدكتور مساعد العساف، فقد كشف «العساف» عن زواج 513 مبتعثا ومبتعثة من أجانب، وهذا الرقم يؤكد على قدوم مشكلة اجتماعية، إن كان المبتعث السعودي لم ينتبه لما بعد عودته من بعثته، فزوجته التي تعودت على حياة مختلفة جدا، ستدخل في صراع بين حبها لزوجها وتخليها عن حقوق كان مجتمعها يعطيها إياها، أو النساء انتزعن من المجتمع ما يرونه حقوقا، كذلك ما بعد الانفصال والأطفال والصراع حولهما، وإن حصل الأطفال على الجنسية الأمريكية هل ستدخل وزارة الخارجية لدينا في صراع مع السفارة في حال طلبت الزوجة أخذ أطفالها والعودة إلى وطنها؟
بالتأكيد المبتعثة المتزوجة من أجنبي لن تدخل هذا الصراع، فالزوج وإن عاد معها لن يجد ما ستجده الزوجة الأجنبية، فالمجتمع لدينا ــ بغض النظر عن الصواب والخطأ ــ لا يعامل المرأة بالطريقة التي يعامل بها الرجل من حيث الحقوق، وهذا ما يجعلني أتساءل: هل تمت توعية الشباب عن تلك الصدامات التي ستحدث فيما بعد إن عادوا، وإن وجدت الزوجة أن الحياة ليست كما هي في أمريكا؟
أقول: التوعية وليس المنع؛ لأني مع حق المبتعث والمبتعثة أن يختارا شريكي حياتهما دون أن تفرض عليهما قوانين، وهذا ما يجعلني أسأل: لماذا أوقفت الملحقية الثقافية بعثة 9 طلاب، بحجة أنهم تزوجوا دون الحصول على موافقة وزارة الداخلية كما تقول مساعدة الملحق الثقافي الدكتورة «موضي الخلف»؟
من حق الملحقية ألا تدخل الزوجة ضمن البعثة ويصرف لها راتب، ما لم يكمل الأوراق النظامية لصرف راتب للزوجة، ولكن لا يحق للملحقية حرمانه من التعليم طالما هو لم يتقاعس في التعليم، وحتى عدم عودة زوجته معه لأنه لم يكمل الأوراق هذه قضيته مع الداخلية وليست قضية الملحقية.
مرة أخرى أقول: توعية المبتعث بما سيحدث بعد العودة وذاك الصدام، وليس إصدار قرار بالمنع، فالمنع لا يستطيع مجابهة الحب، فيتحطم وتخرج لنا مشكلة تسرب الكفاءات للخارج؛ لأننا منعناهم من الزواج ممن يحبون.


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ، 636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة



S_alturigee@yahoo.com