-A +A
منصور محمد مكين - جازان
اساليب استعراض القوة التي تتبعها الدول الكبرى لحل الخلافات تدعوني الى القول ان العالم يقترب من احداث خطيرة اذا لم يبادر عقلاؤه الى ضبط الاوضاع والتوجه الى حل الخلافات بالطرق السلمية خطورة الاوضاع تكمن في القوة التسليحية الحديثة فالصدام المسلح الذي يحوم في الافق مرشح لاستخدام اسلحة غير تقليدية.في اخر مراحل الحرب العالمية الثانية استخدمت امريكا السلاح غير التقليدي «النووي» ولم يكن معروفا وقتها وقد نتج عن استخدامه نتائج غير انسانية وقبل ان يقف العالم امام تلك النتائج البشعة بادرت الدول المستفيدة من نتائجه ان تنسب اليه ايقاف الحرب وسمي سلاح الردع.بعد توقف الحرب بدأ سباق الدول الكبرى لامتلاك هذا السلاح ونجحت في تصنيعه وانتجت منه كميات هائلة وعبأت مخازنها حتى اصبح خطرا على تلك الدول نفسها ودون ادراك لخطورة هذا السلاح ومحاذير استخدامه بدأت الدول محدودة الامكانات العلمية البحث لامتلاكه وبمساعدة الدول التي سبقت الى انتاجه تمكن بعضها من امتلاكه.ولا استبعد ان بعض الدول زودت بهذا السلاح من دول اخرى.ولهذا لم يعد السلاح النووي حكرا على الدول الكبرى وهذه حقيقة يجب ادراكها قبل ان تصل بنا الاحداث المتلاحقة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ومن يقف مؤيدا لها الى ما تخشى حدوثه.وحتى لاتذهب امريكا ابعد من ذلك نتيجة القدرات التي تمتلكها والتي اخذت تسلطها على الدول لتحقيق مصالحها تحت غطاء معالجة الاوضاع وهنا يأتي دور الدول القادرة لتتوجه الى القيادة الامريكية لتعيدها الى الاسلوب الصحيح لمعالجة الاوضاع بدلا من تسليط قدراتها المدمرة على الدول الا اذا رغبت الدول القادرة ان تدفع بأمريكا الى خلق الكارثة لتذكرنا بألمانيا التي خلقت الحرب العالمية الثانية والتي في النهاية كانت المانيا اكبر الخاسرين.
على اي حال الحرب اليوم مختلفة تماما عن الحروب السابقة فاذا كانت خسائر الحرب العالمية الثانية 50 مليون نسمة فأي حرب تصل لمستوى الحرب العالمية فسنفقد حضارة قرن كون اسلحة الدمار الشامل متوفرة في كثير من الدول فاذا وصلت الحرب الى المستوى العالمي فلن يعود هناك اي محاذير على اي نوع من الاسلحة.

والحقيقة التي يجب ادراكها ان العالم لم يعد به مساحة آمنة مع وجود السلاح النووي والخطأ الفادح هو توجيه قدرات العنصر النووي الى انتاج سلاح التدمير الشامل الذي اسكن الرعب في مختلف القارات حتى الدول المنتجة فهل يعاد التفكير في استغلال المنتج النووي في الاغراض السلمية كون فوائده متعددة وملموسة وجميع الدول بحاجة لقدراته الفائقة فهو وقود العصر المتطور وقد دخل في تطوير كثير من المجالات الانسانية.
واخيرا ادعو الدول التي جعلت من هذا المنتج سلاحا ينذر بكارثة تهدد العالم ان تظهر لنا بدلا من ذلك فوائده المتعددة التي توصلت اليها ولو فعلت لقدمت خدمة للانسانية والله من وراء القصد.