-A +A
عبدالخالق الغامدي (الباحة)
تعد منطقة الباحة بما تمتلكه من بانوراما في التنوع المناخي من أفضل مناطق المملكة بيئيا، إذ تخلو من وجود الغازات المنبعثة من المصانع وآلات الحرق المحرمة دوليا، فضلا عن عدم معاناتها من الازدحام المتكرر الذي تشهده المناطق الأخرى، يضاف إلى تمتعها ببيئات مختلفة تتراوح بين البيئة الجبلية والصحراوية الممتدة إلى شرق المنطقة وأيضا البيئة الساحلية المحاذية بالقرب من الساحل وسهول تهامة مما يسهم وبشكل مباشر في تنوع جغرافي يتزامن بشكل فصلي مع مناخها المتغير تباعا لفصول السنة.


وأجمع عدد من أهالي المنطقة أن هناك من يلوث البيئة بالمخالفات ويشوه جماليات قرى ومدن المنطقة، داعين إلى تعزيز العقوبات تجاه ملوثي بيئة درة السروات.
وكشف عبدالله سعيد مكني المنسق العام للجنة أصدقاء البيئة بالباحة بأنه من خلال تلك البيئة الإيجابية التي تحظى بها الباحة من المولى سبحانه أسست الجهات المعنية والمسؤولة بالمنطقة بقرار سمو أميرها لجنة أصدقاءالبيئة التي بدورها راهنت على استمرار البيئة بالمنطقة في صدارة مناطق المملكة لتدفع بدورها ذلك الشأن البالغ الأهمية إلى تطور يضمن للباحة بيئة سليمة وخالية من عناصر التلوث عموما بكافة معالمه.
وعن الأضرار البيئية قال: «مما تعانيه المنطقة من حيث سلبيات محاور الأضرار بالبيئة هو الرمي العشوائي من قبل الأهالي وقاطني وزوار المنطقة لبعض المخلفات المستهلكة والمنتهية والتي يقوم بها بكل أسف بعض المتطفلين على البيئة كرمي بقايا مصانع الألمنيوم والمناجر ومحلات صناعة الجبس والحدادة إضافة إلى ورش الصيانة والمشاحم المنتشرة بالمنطقة والتي تتخلص من نفاتها بطرق غير نظامية ومشروعة، حيث شكلت للأسف في الأوان الأخيرة بعض من تلك السلبيات بؤر تجمعات لمرام مصغرة اعتاد البعض على الرمي بها بشكل غير مسؤول مما ينتج عنه في المستقبل القريب مناطق تلوث لا يستهان بها بجوار القرى ومشارفها وإضافة إلى أضرارها الخطرة ما تشكله من تشوه بصري لا يليق بسمعة المنطقة سياحيا وحيويا.
وعن دور اللجنة أشار إلى أن اللجنة ستقوم بملاحظة ذلك مع الجهات المعنية بالمنطقة للحيلولة دون تكرار مثل تلك التصرفات الغير مسؤولة، كما أن الدور التوعوي الذي أسند إلى اللجنة سيضاعف من زيادة نسبة الوعي بين مختلف شرائح المنطقة لضمان تعزيز التثقيف البيئي والوعي بذلك من حيث المحاضرات والندوات وعمل المطويات الخاصة بذلك في عامة المدارس والكليات والمحلات التجارية التي تزايدت بالمنطقة تباعا للتطور الذي تشهده الباحة مؤخرا. كما أن اللجنة تسعى إلى تطبيق المعايير الدولية والنظم التي تتبع لجهات الاختصاص الدولي وفق منهجية مخطط لها بما أن المنطقة تعد مزارا للسياحة ووجهة جميلة ومقصدا للزائرين من مختلف الأماكن المحلية والمجاورة، مما يجعلها مرجعا لذلك في القريب العاجل وهي أهل لذلك بحكم موقعها ودورها المناخي والجغرافي الذي يميزها عن غيرها.
وإضافة إلى ما تم ذكره سابقا فإن التوعية بخطورة استخدام المبيدات لها الدور الفاعل لهذه اللجنة بما أن الباحة منطقة زراعية منتجة ومصدرة في الوقت نفسه لذلك نهيب بحسن استخدام مثل تلك المواد الكيماوية الخطرة على بيئة المنطقة من حيث التربة أو تلوث الهواء وكذلك الأضرار بمصادر المياه من آبار وخلافه وهي المصدر الأول بالباحة لجلب المياه ولاعتمادها على ذلك المصدر بالشكل الأكبر، نعم تلك السلبيات والمخالفت تكاد تكون هي الأقل ولله الحمد مقارنة مع بقية مناطق المملكة ولكن سرعة التخلص منها تجعل من الباحة المكان المميز والأمثل الذي عرفه الجميع عن تلك المنطقة الحالمة والوادعة بشتى مجالاتها ومقاييسها.
وعن الجهات المستهدفة أوضح بأنه تكون بالدرجة الأولى كافة الجهات الحكومية الخدمية والتعليمية بوجه عام.
وعن المواقع المتضررة قال: «أما بالنسبة لعدد المواقع المتضررة فبلا شك هي التي بجوار المرامي بالأخص، وأيضا الأماكن البعيدة عن الأنظار لأنه في الأصل المخالفات البيئية عادة بعيدة عن مواقع الكثرة والتجمهر».
وشدد منسق لجنة أصدقاء البيئة بالمنطقة على ضرورة محاسبة المتطفلين الذين يلوثون البيئة وغابات المنطقة، وناشد الجميع بضرورة التعاون مع الجهات ذات العلاقة بالبيئة وعلى رأسها أمانة المنطقة والتي جندت إمكانياتها للحيلولة من تمادي ضعاف النفوس بالتهور على الرمي الجائر في بعض الأماكن التي أسهمت ضمن سياحة المنطقة وموروثها الاجتماعي والسياحي.


التقيد بالرمي



منسق لجنة أصدقاء البيئة بالمنطقة عبدالله مكني دعا إلى ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية والأمانة وأفرع البلديات بالأشخاص الذين يشوهون البيئة ويخلون بها عبر عمليات التخلص من النفايات وخاصة مستثمري القطاع الخاص. كما أهاب منسق البيئة بالمحلات التجارية والمؤسسات بكافة أنشطتها بالتقيد بالرمي المشروع والالتزام بذلك وفق لوائح وأنظمة الأمانة وفروعها وعدم التهميش لما يخل ببيئة المنطقة.