ثمة صلة وثيقة بين الداخلية اليمنية والحوار اليمني، فالملف الأمني مطروح بقوة في الحوار، خاصة أن اليمن شهد في مرحلة ما بعد الثورة ليس تدهورا، بل فراغا أمنيا أدى لتغلغل تنظيم القاعدة في مفاصل الحياة في اليمن وانتشر السلاح بشكل مكثف في الشارع وأصبحت القبيلة في وضع أكثر قوة من ناحية التسلح، فالحوار الوطني يعتبر لحظة فارقة في تاريخ اليمن، نظرا لما يمثله من فرصة ذهبية للخروج من فوضى الولاءات القبلية إلى أفق الدولة القائمة على المساواة وحكم القانون. وفي الحلقة الثالثة نتحدث مع وزير الداخلية اليمني اللواء ركن دكتور عبدالقادر قحطان الذي أكد أن الأجهزة الأمنية اتخذت كل التدابير لتأمين اجتماعات مؤتمر الحوار الوطني. وأفاد قحطان في حوار أجرته «عكاظ» أن مجرد انعقاد الحوار في هذه الظروف يعتبر انتصارا لليمن، مضيفا: «القضية الجنوبية المطروحة ضمن أجندة الحوار هي من أكثر القضايا تعقيدا. وزاد «يجب علينا الحفاظ على سقف الوحدة وعدم التفريط فيها.. وإلى نص الحوار:
• بداية، إلى أين يتجه الحوار اليمني بعد مضي فترة ثلاثة أسابيع على انعقاده؟.
أعتقد أن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في هذه الظروف وفي هذه الفترة التي يمر بها اليمن يعتبر انتصارا بحد ذاته لإرادة الشعب.
وهذا الحوار يمثل مخرجا وحيدا لمشاكل المجتمع اليمني بعد أن عاشت اليمن خلال المرحلة الماضية مرحلة حالة عدم الاستقرار على ضوء الانقسامات السياسية والعسكرية حيث جاءت المبادرة الخليجية بمثابة طوق نجاة للوصول لبر الأمان.
والحوار يعتبر فرصة تاريخية لكي تجتمع كافة الأطياف تحت مظلة واحدة في إطار حوار شامل لمدة ستة أشهر تستطيع من خلاله كل المكونات في المجتمع والفرقاء أن يطرحوا وجهات نظرهم بكل شفافية ويحددوا خارطة طريق ليمن جديد وتحديد متطلباته وشكل الدولة والدستور الذي ينبغي أن يسود حتى نصل إلى عام 2014م حيث تجري الانتخابات في ظل دستور يمني جديد تحدد فيه شكل الدولة.
توفير الأمن للمتحاورين
• الحوار عقد بعد مخاض سياسي وأمني عسير، كيف هيأتم للحوار من الناحية الأمنية؟.
ساهمنا في توفير المناخ الملائم لإنجاح الحوار وتهيئة مناخ أمني جيد للمتحاورين ونأمل أن يكون الحوار بعيدا عن الأنانية والشخصانية والحزبية وتغليب المصلحة الوطنية، خاصة وأن المتحاورين قد أدوا القسم بأن يعملوا كجنود للوطن ويصلوا بالحوار لمخرج لائق يحفظ للأطراف كيانها وكرامتها، وكل أملنا أن نخرج في نهاية الحوار من حالة التناقضات والاختلافات وبشكل يحفظ لليمن مكانته في المجتمع الدولي.
القضية الجنوبية معقدة
• كيف تنظرون للقضية الجنوبية المطروحة بقوة في الحوار؟ وهل ستحقق مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال؟.
القضية الجنوبية هي من أكثر القضايا تعقيدا، وإذا غلب الجميع المصلحة العليا للوطن ستجد طريقها للحل وعلى جميع المتحاورين أن يترفعوا عن المطالب الشخصية وأن يبتعدوا عن المناكفات للوصول لمخرج ملائم للجميع، وأعتقد أن المظالم موجودة، وفي تقديري ليس من مصلحة البلاد أن يحدث فيها أي انقسامات لأن مثل هذه الانقسامات ستؤثر على مستقبلها. وكل ما نسعى إليه أن تظل اليمن موحدة في أي إطار دستوري، كون أي محاولة للانقسام سيكون لها آثار كبرى على اليمن. وأعتقد أن طرح الآراء بحيادية في الحوار مطلوب وسيصل الجميع في النهاية لرؤى مشتركة وسليمة تحقق مصالح الجميع في إطار وضع المصلحة الوطنية في كل اعتبار.
لا يجوز التفريط في الوحدة
• لكن هناك بعض المطالب في الحوار وصلت إلى فك الارتباط وحق تقرير المصير، هل ممكن أن يكون هذا الطرح أحد مخرجات الحوار بنظركم؟.
أنا لست سياسيا ولكني رجل أمن ومهمتي توفير المناخ الأمني الملائم للفرقاء السياسيين. ولكني أرى أن قادة الأحزاب تحدثوا بواقعية ومنهجية وأعطوا السقف الأساسي لمطالبهم وأعتقد أنه لا يجوز التفريط في سقف الوحدة.
لا للحراك المسلح
• كرجل أمني.. هل ستسمحون للحراك الجنوبي باستخدام العنف للتعبير عن مطالبهم؟.
لا، الحديث يدور حول حراك سلمي بحت، ونحن حريصون أن يكون الحراك سلميا وبالتالي الممثلين في مؤتمر الحوار يمثلون الحراك الجنوبي السلمي، والحراك المسلح لا يخدم القضية ولا يخدم أيضا من يريد التعبير عن رأيه وفكره، لأن أي شيء يخرج عن إطاره السلمي يتحول إلى نقيضه، فما هو ذنب الذين يقتلون في المتاجر من الأبرياء نتيجة الحراك المسلح. إذا كان هناك مجموعة تريد أن تنتهك حقوق الآخرين لتقتل فإننا سنتعامل معها وفق القانون ولن نسمح بإحداث حالة عدم الاستقرار.
مستعدون لتأمين المدن
• هل لدى الأجهزة الأمنية قدرة على تأمين المدن الأخرى التي سينتقل إليها الحوار الوطني مستقبلا مثل عدن؟.
الترتيبات قائمة على أساس إيجاد المناخ المناسب للحوار في جميع المحافظات التي حدد فيها عقد المؤتمرات وفقا لخطة لجنة الحوار، وواجبنا توفير الأمن ونحن نراهن أبناء المجتمع لأنه مهما كانت قدراتنا الأمنية فإنها لا يمكن أن تغطي كل الاحتياجات ولهذا المراهنة على نضج أبنا اليمن.
ضربات ضد القاعدة
• هل يمكن أن نقول إن تنظيم القاعدة دخل في مرحلة السبات أو ما يسمى بالخلايا النائمة؟.
أستطيع أن أقول الآن إن اليمن في حالة هدوء أمني جيد، ولا شك أن تنظيم القاعدة واجه ضربات قوية وعنيفة في عدة مدن. ونحن نستطيع القول إن التطرف في اليمن منبوذ وبالتالي سيبقى المتطرفون محدودين ومهما قاموا بأعمال إرهابية سيبقى عملهم محدودا وفي نطاق ضيق. ونأمل من المجتمع اليمني أن يبقى دائما في صف الدولة ويكون متعقلا وينبذ التطرف والإرهاب.
التدخلات الإيرانية
• كيف تواجهون تدخلات إيران في اليمن بعد ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية؟.
عندما ضبطنا شحنة الأسلحة الإيرانية كان واضحا أن هذه السفينة خرجت من الموانئ الإيرانية والتحقيقات مازالت تجري وسيتم إحالة المضبوطين إلى القضاء والمعلومات الاستخباراتية تؤكد تورط إيران وهذا شيء يمثل خطورة على المجتمع اليمني. وأملنا أن تعي إيران جيدا أن الشعب اليمني مسالم ولا يرغب أن يتدخل أحد في شؤونه. وإدخال شحنات من المتفجرات والأسلحة داخل اليمن عمل مرفوض. نحن محتاجون إلى العون فشعبنا فقير وظروفنا صعبة ونحتاج أيضا إلى تعاون الأشقاء، فأي إخلال بأمن اليمن سيخل بأمن المجتمع الدولي بكامله نظرا للموقع الحساس الذي تحتله اليمن والذي يطل على مضيق باب المندب وأي خلل أمني سيؤثر على الملاحة الدولية وأمن الدول المجاورة ونأمل من الإيرانيين أن يرفعوا أياديهم من التدخل السلبي في شؤون اليمن وأن يتركونا وشأننا.
• تقصدون أنكم تنتظرون نتائج التحقيقات من اللجنة الدولية بعدها سوف يكون هناك موقف دبلوماسي ضد إيران؟.
ربما.
قانون عدم حمل السلاح
• إلى أين وصلتم في فرض قانون عدم حمل السلاح؟.
هناك قانون ينظم حيازة وحمل السلاح، وكان هناك قانون آخر أكثر صرامة مع أنه أجل كثيرا في البرلمان خلال الفترة الماضية وتعلمون أننا اليوم في وضع معقد جدا بعد ثورة 2011م والتي أدت إلى تسرب كمية كبيرة من الأسلحة إلى أيدي القبائل والمواطنين وهذه من المشكلات التي تواجهها الحكومة الحالية ونحاول أن نحد من انتشار السلاح ونزعه من القبائل.
وفي الواقع، نحن نحتاج لاستقرار أمني أولا، وقبل كل ذلك نحتاج إلى تحقيق العدل والمساواة وهذا سيساعد الأجهزة الأمنية على أداء دورها، فاليمني لا يرغب في حمل السلاح.
هيكلة الأجهزة الأمنية
• رئيس الجمهورية اتخذ سلسلة من الإجراءات فيما يتعلق بهيكلة الجيش ولم نسمع بهيكلة وزارة الداخلية.. إلى أين وصلت الهيكلة؟.
الإجراءات متزامنة مع الجيش والأمن والخبراء من أبناء الوطن ومن الأشقاء، والأصدقاء يعملون معنا وتمت فعلا هيكلة وزارة الداخلية واعتمدت من رئيس الجمهورية قبل فترة ويجري حاليا إعداد اللوائح المنظمة على ضوء الهيكلة الجديدة وتبقى المشكلة في الجانب الأمني التي تعتبر أقل بكثير من الجيش.
غير راض عن الأمن
• إلى أي مدى أنتم راضون عن الوضع الأمني؟.
أنا شخصيا كوزير غير راض عن الأداء الأمني الحالي، لكنه أفضل بكثير عما قبل نهاية 2011م وبداية 2012م فنحن حققنا ما نسبته 75% من الاستقرار الأمني بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت وتواجه رجال الأمن من الناحية المالية.
علاقات ممتازة مع المملكة
• كيف تنظرون إلى مستوى العلاقات السعودية ــ اليمنية وطبيعة التعاون وتبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب؟.
العلاقات مع المملكة قائمة سابقا وحاليا ومستقبلا كون ما يضر اليمن يضر المملكة والعكس.
فالمملكة تعد الدولة الأولى والداعم والراعي الكبير لليمن في كل الجوانب ومنها الجانب الأمني.
وقف التسلل
• هل أنتم متنبهون للمتسللين عبر الحدود اليمنية إلى المملكة؟.
لا أخفيك أن تهريب البشر المستهدف الرئيسي منه المملكة بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام، فهناك عصابات مختلطة من الجنسيات اليمنية والأفريقية تقوم بعملية التهريب من وإلى المملكة، ونحن نعمل للحد من هذه الظاهرة بالتنسيق مع جيبوتي، فهم يشكلون لنا خطرا وإرباكا في عملية استيعابهم وإعادتهم إلى إثيوبيا، وفي النواحي المالية والاجتماعية والأخلاقية، مع أن المنظمة الدولية للهجرة تساعدنا قليلا ولكن مساعدتها لاتزال محدودة والدول المانحة تقف موقفا مستغربا جراء التدفق المتواصل، فالشواطئ البحرية اليمنية طويلة وإمكاناتنا شحيحة في السيطرة على الحدود، وبالتالي يتم استغلال ذلك في دخول المهاجرين غير الشرعيين.
نحن بحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق مع المملكة بالذات والإمارات ودول القرن الأفريقي لوقف التسسلل والإجراءات متواصلة مع الدول المعنية.
•هل ناقشتم هذا الموضوع مع نظيركم سمو الأمير محمد بن نايف؟.
نعم، ناقشته بالتفصيل وبحثت الموضوع أيضا مع نظيري الجيبوتي وقلت له إن هؤلاء الأفارقة هم مصدر قلق لنا وللمملكة.
• إلى أين وصلت التحقيقات في قضية قتل الدبلوماسي السعودي ومن المتهم في تنفيذ الحادث؟.
الإجراءات مستمرة وكانت ظروف الحادثة غامضة وتم ضبط شخصين في محافظة الحديدة لهما علاقة بالسيارة التي رصدت في تنفيذ الحادث، والتحقيقات مازالت جارية معهما وهناك مؤشر بارتباط الحادثة بالقاعدة وهي ليست نهائية.
• بداية، إلى أين يتجه الحوار اليمني بعد مضي فترة ثلاثة أسابيع على انعقاده؟.
أعتقد أن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في هذه الظروف وفي هذه الفترة التي يمر بها اليمن يعتبر انتصارا بحد ذاته لإرادة الشعب.
وهذا الحوار يمثل مخرجا وحيدا لمشاكل المجتمع اليمني بعد أن عاشت اليمن خلال المرحلة الماضية مرحلة حالة عدم الاستقرار على ضوء الانقسامات السياسية والعسكرية حيث جاءت المبادرة الخليجية بمثابة طوق نجاة للوصول لبر الأمان.
والحوار يعتبر فرصة تاريخية لكي تجتمع كافة الأطياف تحت مظلة واحدة في إطار حوار شامل لمدة ستة أشهر تستطيع من خلاله كل المكونات في المجتمع والفرقاء أن يطرحوا وجهات نظرهم بكل شفافية ويحددوا خارطة طريق ليمن جديد وتحديد متطلباته وشكل الدولة والدستور الذي ينبغي أن يسود حتى نصل إلى عام 2014م حيث تجري الانتخابات في ظل دستور يمني جديد تحدد فيه شكل الدولة.
توفير الأمن للمتحاورين
• الحوار عقد بعد مخاض سياسي وأمني عسير، كيف هيأتم للحوار من الناحية الأمنية؟.
ساهمنا في توفير المناخ الملائم لإنجاح الحوار وتهيئة مناخ أمني جيد للمتحاورين ونأمل أن يكون الحوار بعيدا عن الأنانية والشخصانية والحزبية وتغليب المصلحة الوطنية، خاصة وأن المتحاورين قد أدوا القسم بأن يعملوا كجنود للوطن ويصلوا بالحوار لمخرج لائق يحفظ للأطراف كيانها وكرامتها، وكل أملنا أن نخرج في نهاية الحوار من حالة التناقضات والاختلافات وبشكل يحفظ لليمن مكانته في المجتمع الدولي.
القضية الجنوبية معقدة
• كيف تنظرون للقضية الجنوبية المطروحة بقوة في الحوار؟ وهل ستحقق مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال؟.
القضية الجنوبية هي من أكثر القضايا تعقيدا، وإذا غلب الجميع المصلحة العليا للوطن ستجد طريقها للحل وعلى جميع المتحاورين أن يترفعوا عن المطالب الشخصية وأن يبتعدوا عن المناكفات للوصول لمخرج ملائم للجميع، وأعتقد أن المظالم موجودة، وفي تقديري ليس من مصلحة البلاد أن يحدث فيها أي انقسامات لأن مثل هذه الانقسامات ستؤثر على مستقبلها. وكل ما نسعى إليه أن تظل اليمن موحدة في أي إطار دستوري، كون أي محاولة للانقسام سيكون لها آثار كبرى على اليمن. وأعتقد أن طرح الآراء بحيادية في الحوار مطلوب وسيصل الجميع في النهاية لرؤى مشتركة وسليمة تحقق مصالح الجميع في إطار وضع المصلحة الوطنية في كل اعتبار.
لا يجوز التفريط في الوحدة
• لكن هناك بعض المطالب في الحوار وصلت إلى فك الارتباط وحق تقرير المصير، هل ممكن أن يكون هذا الطرح أحد مخرجات الحوار بنظركم؟.
أنا لست سياسيا ولكني رجل أمن ومهمتي توفير المناخ الأمني الملائم للفرقاء السياسيين. ولكني أرى أن قادة الأحزاب تحدثوا بواقعية ومنهجية وأعطوا السقف الأساسي لمطالبهم وأعتقد أنه لا يجوز التفريط في سقف الوحدة.
لا للحراك المسلح
• كرجل أمني.. هل ستسمحون للحراك الجنوبي باستخدام العنف للتعبير عن مطالبهم؟.
لا، الحديث يدور حول حراك سلمي بحت، ونحن حريصون أن يكون الحراك سلميا وبالتالي الممثلين في مؤتمر الحوار يمثلون الحراك الجنوبي السلمي، والحراك المسلح لا يخدم القضية ولا يخدم أيضا من يريد التعبير عن رأيه وفكره، لأن أي شيء يخرج عن إطاره السلمي يتحول إلى نقيضه، فما هو ذنب الذين يقتلون في المتاجر من الأبرياء نتيجة الحراك المسلح. إذا كان هناك مجموعة تريد أن تنتهك حقوق الآخرين لتقتل فإننا سنتعامل معها وفق القانون ولن نسمح بإحداث حالة عدم الاستقرار.
مستعدون لتأمين المدن
• هل لدى الأجهزة الأمنية قدرة على تأمين المدن الأخرى التي سينتقل إليها الحوار الوطني مستقبلا مثل عدن؟.
الترتيبات قائمة على أساس إيجاد المناخ المناسب للحوار في جميع المحافظات التي حدد فيها عقد المؤتمرات وفقا لخطة لجنة الحوار، وواجبنا توفير الأمن ونحن نراهن أبناء المجتمع لأنه مهما كانت قدراتنا الأمنية فإنها لا يمكن أن تغطي كل الاحتياجات ولهذا المراهنة على نضج أبنا اليمن.
ضربات ضد القاعدة
• هل يمكن أن نقول إن تنظيم القاعدة دخل في مرحلة السبات أو ما يسمى بالخلايا النائمة؟.
أستطيع أن أقول الآن إن اليمن في حالة هدوء أمني جيد، ولا شك أن تنظيم القاعدة واجه ضربات قوية وعنيفة في عدة مدن. ونحن نستطيع القول إن التطرف في اليمن منبوذ وبالتالي سيبقى المتطرفون محدودين ومهما قاموا بأعمال إرهابية سيبقى عملهم محدودا وفي نطاق ضيق. ونأمل من المجتمع اليمني أن يبقى دائما في صف الدولة ويكون متعقلا وينبذ التطرف والإرهاب.
التدخلات الإيرانية
• كيف تواجهون تدخلات إيران في اليمن بعد ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية؟.
عندما ضبطنا شحنة الأسلحة الإيرانية كان واضحا أن هذه السفينة خرجت من الموانئ الإيرانية والتحقيقات مازالت تجري وسيتم إحالة المضبوطين إلى القضاء والمعلومات الاستخباراتية تؤكد تورط إيران وهذا شيء يمثل خطورة على المجتمع اليمني. وأملنا أن تعي إيران جيدا أن الشعب اليمني مسالم ولا يرغب أن يتدخل أحد في شؤونه. وإدخال شحنات من المتفجرات والأسلحة داخل اليمن عمل مرفوض. نحن محتاجون إلى العون فشعبنا فقير وظروفنا صعبة ونحتاج أيضا إلى تعاون الأشقاء، فأي إخلال بأمن اليمن سيخل بأمن المجتمع الدولي بكامله نظرا للموقع الحساس الذي تحتله اليمن والذي يطل على مضيق باب المندب وأي خلل أمني سيؤثر على الملاحة الدولية وأمن الدول المجاورة ونأمل من الإيرانيين أن يرفعوا أياديهم من التدخل السلبي في شؤون اليمن وأن يتركونا وشأننا.
• تقصدون أنكم تنتظرون نتائج التحقيقات من اللجنة الدولية بعدها سوف يكون هناك موقف دبلوماسي ضد إيران؟.
ربما.
قانون عدم حمل السلاح
• إلى أين وصلتم في فرض قانون عدم حمل السلاح؟.
هناك قانون ينظم حيازة وحمل السلاح، وكان هناك قانون آخر أكثر صرامة مع أنه أجل كثيرا في البرلمان خلال الفترة الماضية وتعلمون أننا اليوم في وضع معقد جدا بعد ثورة 2011م والتي أدت إلى تسرب كمية كبيرة من الأسلحة إلى أيدي القبائل والمواطنين وهذه من المشكلات التي تواجهها الحكومة الحالية ونحاول أن نحد من انتشار السلاح ونزعه من القبائل.
وفي الواقع، نحن نحتاج لاستقرار أمني أولا، وقبل كل ذلك نحتاج إلى تحقيق العدل والمساواة وهذا سيساعد الأجهزة الأمنية على أداء دورها، فاليمني لا يرغب في حمل السلاح.
هيكلة الأجهزة الأمنية
• رئيس الجمهورية اتخذ سلسلة من الإجراءات فيما يتعلق بهيكلة الجيش ولم نسمع بهيكلة وزارة الداخلية.. إلى أين وصلت الهيكلة؟.
الإجراءات متزامنة مع الجيش والأمن والخبراء من أبناء الوطن ومن الأشقاء، والأصدقاء يعملون معنا وتمت فعلا هيكلة وزارة الداخلية واعتمدت من رئيس الجمهورية قبل فترة ويجري حاليا إعداد اللوائح المنظمة على ضوء الهيكلة الجديدة وتبقى المشكلة في الجانب الأمني التي تعتبر أقل بكثير من الجيش.
غير راض عن الأمن
• إلى أي مدى أنتم راضون عن الوضع الأمني؟.
أنا شخصيا كوزير غير راض عن الأداء الأمني الحالي، لكنه أفضل بكثير عما قبل نهاية 2011م وبداية 2012م فنحن حققنا ما نسبته 75% من الاستقرار الأمني بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت وتواجه رجال الأمن من الناحية المالية.
علاقات ممتازة مع المملكة
• كيف تنظرون إلى مستوى العلاقات السعودية ــ اليمنية وطبيعة التعاون وتبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب؟.
العلاقات مع المملكة قائمة سابقا وحاليا ومستقبلا كون ما يضر اليمن يضر المملكة والعكس.
فالمملكة تعد الدولة الأولى والداعم والراعي الكبير لليمن في كل الجوانب ومنها الجانب الأمني.
وقف التسلل
• هل أنتم متنبهون للمتسللين عبر الحدود اليمنية إلى المملكة؟.
لا أخفيك أن تهريب البشر المستهدف الرئيسي منه المملكة بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام، فهناك عصابات مختلطة من الجنسيات اليمنية والأفريقية تقوم بعملية التهريب من وإلى المملكة، ونحن نعمل للحد من هذه الظاهرة بالتنسيق مع جيبوتي، فهم يشكلون لنا خطرا وإرباكا في عملية استيعابهم وإعادتهم إلى إثيوبيا، وفي النواحي المالية والاجتماعية والأخلاقية، مع أن المنظمة الدولية للهجرة تساعدنا قليلا ولكن مساعدتها لاتزال محدودة والدول المانحة تقف موقفا مستغربا جراء التدفق المتواصل، فالشواطئ البحرية اليمنية طويلة وإمكاناتنا شحيحة في السيطرة على الحدود، وبالتالي يتم استغلال ذلك في دخول المهاجرين غير الشرعيين.
نحن بحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق مع المملكة بالذات والإمارات ودول القرن الأفريقي لوقف التسسلل والإجراءات متواصلة مع الدول المعنية.
•هل ناقشتم هذا الموضوع مع نظيركم سمو الأمير محمد بن نايف؟.
نعم، ناقشته بالتفصيل وبحثت الموضوع أيضا مع نظيري الجيبوتي وقلت له إن هؤلاء الأفارقة هم مصدر قلق لنا وللمملكة.
• إلى أين وصلت التحقيقات في قضية قتل الدبلوماسي السعودي ومن المتهم في تنفيذ الحادث؟.
الإجراءات مستمرة وكانت ظروف الحادثة غامضة وتم ضبط شخصين في محافظة الحديدة لهما علاقة بالسيارة التي رصدت في تنفيذ الحادث، والتحقيقات مازالت جارية معهما وهناك مؤشر بارتباط الحادثة بالقاعدة وهي ليست نهائية.