-A +A
أنور ماجد عشقي
ثلاثة انفجارات هزت مدينة بوسطن مساء الاثنين الماضي، اثنان منها عند خط النهاية لماراثون بوسطن والثاني بمكتبة جون كندي. وشددت الأجهزة الأمريكية إجراءاتها الأمنية على ضوء هذه التفجيرات في جميع أنحاء أمريكا، وهو إجراء عادي في مثل هذه الظروف. وشرعت أجهزة الأمن الأمريكية في متابعة ما التقطته كاميرات المراقبة المنتشرة في المنطقة، وأيضا متابعتها مع كاميرات المدينة لكي يصبح ميسورا معرفة كيف تحرك الجناة ومن أي مكان انطلقوا.. وكيف نفذوا هجماتهم.
إن من يتابع الحدث لا يمكنه أن يؤكد من وراء هذا العمل، وقد يستبعد أن يكون لتنظيمات إرهابية أي دور فيه وهذه فرضية أولية، لكن وبكل المقاييس العملية إرهابية وستتضح الرؤية كاملة من خلال التحقيقات التي يجريها الجانب الأمريكي.

ومن يتابع الإجراءات الأمنية يجد أن الشرطة لم تلق القبض على أي من المشتبه بهم في منطقة الحدث، بل عمدت إلى الملاحقة الإلكترونية عبر الكاميرات، والجوالات، والأقمار الصناعية، وغيرها مما لم يكشف عنه حتى اليوم.
لقد تركز الحدث على بوسطن.. والسؤال لماذا استهدفت هذه المدينة؟ لقد تزامن الحدث مع اليوم الوطني للولاية، والاحتفال بالمارثون في المدينة، فالذين وراء هذا الحدث يرغبون أن يصفر اليوم الوطني باللون الأحمر، وهذا ينفي أن يكون العمل سياسيا وإلا كانت واشنطن هي الهدف.
المعروف أن الولايات الأمريكية بحسب تقرير (FBI) عن الإرهاب عام 1983م هو أن الإرهابيين في أمريكا هم البورتربيكيون، ثم الكوبيون، ثم اليهود.
أما اليمين المتطرف الذي يتخذ من مونتانا مقرا لميليشياته فقد عودنا على إنذارات خفية إلى الحكومة الأمريكية بعدم المساس بهم، فكان أن ضرب مبنى إكلاهوما وأدين فيه ماكافاي ونفذ فيهم الحكم، كذلك المظاريف التي تحمل الجمرة الخبيثة التي أرسلت إلى الكونجرس والحكومة الأمريكية في ظروف بريدية.
إن تفجير بوسطن يعتبر اختراقا أمنيا للولايات المتحدة في الداخل، وهذا الاختراق لم يتم إلا لتراخي القبضة الأمنية بسبب قطع نسبة كبيرة من ميزانيتها، وهذه المسؤولية تقع على الكونجرس الذي اقتطعت ذلك من ميزانيتها، لكننا على كل حال نقف جميعا ضد الإرهاب وضد كل ما يمس أصدقاءنا.