كان الله في عون مبتعثينا ومبتعثاتنا في أمريكا، فالأوقات التي يعيشونها الآن صعبة بلا شك بعد أحداث بوسطن الإرهابية الجبانة، أنا أشعر بما يشعرون به الآن، فقد تغربت في بريطانيا أكثر من سبعة أعوام تخللها الحادث الإرهابي الفظيع لمترو لندن، كنت أرى في عيون البريطانيين مزيجا من التوجس والشك والحيرة والغضب والحزن لما أصابهم.. هم بالمناسبة مثلهم مثل الأمريكان شعب عملي ومسالم لا يهتم بالسياسة في الغالب، وجل اهتماماته تتمحور في الأوضاع الداخلية والاقتصادية المعيشية، لكن يغذي هذه المشاعر السلبية ضدنا وضد الإسلام كما هو معروف، إرث تاريخي تسبب به بعض المحسوبين علينا بالجنسية وليس بالانتماء الوطني، والمتطرفون دينيا الذين حصلوا على صكوك جاهزة لهم تدخلهم الجنة بلا حساب إن هم قتلوا الأبرياء واستحلوا دماءهم، ويغذيها أيضا بعض المحطات والوسائل الإعلامية الحاقدة التي تمول من مؤسسات صهيونية معروفة. لم أدهش عندما قرأت تغريدة الإعلامي الأمريكي الأرعن الذي ينادي فيها بالويل والثبور وعظائم الأمور للسعوديين، فهو وأمثاله من السطحيين أجزم أنهم لا يعرفون أين تقع السعودية، ولا ما يشكله ثقلها الإسلامي والعالمي، وماذا تعنيه عاصمتها الإسلامية لأكثر من مليار ونصف مسلم موحد.
إلى متى يجب أن نتحمل تبعات أخطاء ثلة بسيطة تقدر بالعشرات، هل يا ترى مكتوب على جباهنا إرهابيون!، ألا يوجد إرهابيون من مختلف الأديان والأجناس والطوائف، لماذا التركيز علينا نحن السعوديين في إعلامهم في هذه الأوقات الصعبة، ويتم استجواب مصابين مبتعثين وقعوا ضحايا في هذه الحادثة بشكل مستفز، ألم يبلغهم أن المرحلة الأخيرة من سباق الماراثون، كانت مخصصة في الأساس تأبينا لذكرى ضحايا مجزرة مدرسة «نيوتاون» (2012) والتي فتح فيها شاب مسلح منهم النار على العشرات وقتل ما يقارب ثلاثين شخصا من الأبرياء قبل أن ينتحر، لماذا لم تطرح فرضية أن يكون الهجوم من الداخل الأمريكي لبعض الإرهابيين المتعصبين والناقمين على المجتمع، ثم حتى ولو كان المنفذون من القاعدة فما علاقتنا بهم!، ألم نذق جحيم القاعدة في هجمات جبانة في مواقع مختلفة من المملكة أدت إلى استشهاد إخوة أبطال ومغاوير من رجال قوات الأمن، ومن أفراد الشعب السعودي الأبي الكريم. ألم يكفهم تصريحات القادة الأمريكان المتوالية التي ذكروا فيها أن التعاون الأمني السعودي الأمريكي قد وقى وحمى أمريكا من هجمات محتملة كثيرة.
لمصلحة من محاولة دق أسفين العلاقة السعودية الأمريكية؟، إنه وبوضوح لمصلحة من لم يعجبهم تعاظم الدور السعودي العالمي وتبوء السعودية مراكز متقدمة اقتصاديا وتجاريا وحضاريا، لم ترق لهم الدبلوماسية السعودية ووقوفها الصلب مع الشعب السوري الحر، الذي يعاني ويلات الحرب من قتل وتعذيب وتشريد من طغاة قد نزعت الرحمة من أفئدتهم والعقول من رؤوسهم، وصاروا ينتهجون مجازر في مواطنيهم لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، هؤلاء أيضا لم يستسيغوا أن عشرات الآلاف من الشباب والشابات السعوديين يتلقون مختلف العلوم وفي تخصصات دقيقة وفي أرقى جامعات الدنيا وقد عاد بعضهم وشرعوا في مسيرة البناء والتقدم العلمي ليسيروا بمشيئة الله، على نهج أسلافهم من فطاحلة العلم الذين أبهروا البشرية بما وهبهم الله من علم وفطنة..
جميلة تلك المبادرات الإنسانية التي يقوم بها أبناؤنا وبناتنا في أمريكا من حملات التبرع بالدم ومساعدة المصابين، وجميل أيضا أن نظل معتزين بأصلنا وهويتنا الوطنية وديننا الحنيف، فالإرهاب لا دين له ولا وطن ولا ملة.
tobagi@hotmail.com
إلى متى يجب أن نتحمل تبعات أخطاء ثلة بسيطة تقدر بالعشرات، هل يا ترى مكتوب على جباهنا إرهابيون!، ألا يوجد إرهابيون من مختلف الأديان والأجناس والطوائف، لماذا التركيز علينا نحن السعوديين في إعلامهم في هذه الأوقات الصعبة، ويتم استجواب مصابين مبتعثين وقعوا ضحايا في هذه الحادثة بشكل مستفز، ألم يبلغهم أن المرحلة الأخيرة من سباق الماراثون، كانت مخصصة في الأساس تأبينا لذكرى ضحايا مجزرة مدرسة «نيوتاون» (2012) والتي فتح فيها شاب مسلح منهم النار على العشرات وقتل ما يقارب ثلاثين شخصا من الأبرياء قبل أن ينتحر، لماذا لم تطرح فرضية أن يكون الهجوم من الداخل الأمريكي لبعض الإرهابيين المتعصبين والناقمين على المجتمع، ثم حتى ولو كان المنفذون من القاعدة فما علاقتنا بهم!، ألم نذق جحيم القاعدة في هجمات جبانة في مواقع مختلفة من المملكة أدت إلى استشهاد إخوة أبطال ومغاوير من رجال قوات الأمن، ومن أفراد الشعب السعودي الأبي الكريم. ألم يكفهم تصريحات القادة الأمريكان المتوالية التي ذكروا فيها أن التعاون الأمني السعودي الأمريكي قد وقى وحمى أمريكا من هجمات محتملة كثيرة.
لمصلحة من محاولة دق أسفين العلاقة السعودية الأمريكية؟، إنه وبوضوح لمصلحة من لم يعجبهم تعاظم الدور السعودي العالمي وتبوء السعودية مراكز متقدمة اقتصاديا وتجاريا وحضاريا، لم ترق لهم الدبلوماسية السعودية ووقوفها الصلب مع الشعب السوري الحر، الذي يعاني ويلات الحرب من قتل وتعذيب وتشريد من طغاة قد نزعت الرحمة من أفئدتهم والعقول من رؤوسهم، وصاروا ينتهجون مجازر في مواطنيهم لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، هؤلاء أيضا لم يستسيغوا أن عشرات الآلاف من الشباب والشابات السعوديين يتلقون مختلف العلوم وفي تخصصات دقيقة وفي أرقى جامعات الدنيا وقد عاد بعضهم وشرعوا في مسيرة البناء والتقدم العلمي ليسيروا بمشيئة الله، على نهج أسلافهم من فطاحلة العلم الذين أبهروا البشرية بما وهبهم الله من علم وفطنة..
جميلة تلك المبادرات الإنسانية التي يقوم بها أبناؤنا وبناتنا في أمريكا من حملات التبرع بالدم ومساعدة المصابين، وجميل أيضا أن نظل معتزين بأصلنا وهويتنا الوطنية وديننا الحنيف، فالإرهاب لا دين له ولا وطن ولا ملة.
tobagi@hotmail.com