-A +A
ماجد محمد العنزي
البعض صنفها مفاجأة، وآخرون قالوا بأنها ضربة حظ !. لكن الحقيقة هي أن الفتح بطل الدوري قبل انتهائه بمباراتين وهذا بالنسبة لي ــ على الأقل ــ ينفي وجود ضربة الحظ التي ضربوها جهلا. وعطفا على أداء الفريق وإمكانياته المادية مقارنة بالأندية الثرية، أستطيع القول إن الفتح قدم دروسا بالمجان في عالم المستديرة، وأثبت أن الأموال مهمة للعبة لكنها ليست مهمة للحصول على بطولة. لأن البطولة روح و إصرار وقتال، وهي أمور لا تشترى، مهما امتلأت خزينة إدارتك بالنقود وقائمتك بأعضاء الشرف الداعمين.
الدرس المجاني المهم الذي قدمه الأبطال هو أن الكرة الجميلة تصنع المجد للفريق، وأنه لا علاقة للإعلام بأي انتصار مهما مجد الكتاب أنديتهم وتغنوا بتاريخها وبالغوا في مديحهم، لأن التاريخ لا علاقة له بالنجاحات الحاضرة، وهل للماضي دور في حاضرنا حتى نردده مع كل نجاح أو إخفاق؟ التاريخ مجرد تسطير وأرشفة لمجهودات قديمة لا ترتبط بجديدنا من الإنجازات.

استطاع الفتح أن يتجاوز ضغوطات التحدي، وقارع الأندية المتمرسة بفضل الاستقرار الفني والإداري اللذين انعكسا على أداء اللاعبين في أرض الملعب. الجدير بالذكر أن أغلب الأندية لدينا لا تفهم معنى ذلك الاستقرار لأنها تملك مالا يفسخ عقد مدرب وتملك مالا أكثر لجلب آخر. ولو كان (الفتح) ناديا ثريا لانضم إلى تلك الأندية!، ربما كان لقلة الموارد المالية دور في الاستقرار الذي عاشوه لذلك أقول لهم: «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم» !.
مبروك للفتح ما حققه، وإن ما فعلوه مدعاة للفخر والاعتزاز.. جميع الأندية تبارك انتصار الفريق النموذجي الأفضل لهذا العام. فهو نموذجي بمصروفاته المعقولة وبإدارته وبانضباط لاعبيه وبالروح التي تشعل الملعب حماسا. وما أرجوه من الأندية المتوسطة أن تتحمس بالطريقة التي أقدم عليها أبناء الأحساء، وهذا بدوره يزيد من إثارة الدوري التي ــ أرجو ــ بأن تعود على المنتخب بشكل إيجابي لكي نتأهل إلى كأس العالم المقبلة بعد سلسلة من الإخفاقات الوطنية على مستوى كرة القدم.