توجه فعلي للبحث العلمي بدأت تظهر وقائعه: مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعاهدها البحثية وبرنامج الواحات التقنية الكبرى، وزارة التعليم العالي وإنشاء 14 مركز تميز بحثي في الجامعات ومعهد ومراكز تقنية النانو ومبادرة مراكز الأبحاث الواعدة، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ذات التوجه البحثي، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. توجه يعكس قناعة بأهمية البحث والتطوير في استشراف مستقبل واعد مبني على المعرفة كما كانت أمتنا في عصرها الذهبي.
توجه يجعل الطموحات تكبر بأن يكون لنا دور فعلي في إنجازات الحضارة العلمية بعد أن بقينا لمئات السنين على مقاعد المتفرجين والمنبهرين. لكن السباق العلمي مع بقية الأمم ما زال يتطلب الكثير وما زلنا في البداية. أبحاث العلوم الأساسية التي تهدف إلى تعميق المعرفة وفهم أسرار الطبيعة هي استثمار تقوم به وبسخاء وسرف محمود الدول وهي تدرك أن التطبيقات التقنية والعملية والتي تقوم بها الشركات والكيانات الاقتصادية والعسكرية بعد أن تضيء هذه الأبحاث الطريق، سترد بعد زمن هذا الاستثمار مضاعفا (كأمثلة: أبحاث أشباه الموصلات، محطة الفضاء الدولية والتي أدت إلى 1600 تطوير تقني). ففي مجال العلوم الفيزيائية الأساسية فقط، فإن الصين بدأت عام 2004 سبعة مشاريع علمية عملاقة في مجال الفيزياء النووية ورصدت لها ميزانية 470 مليون دولار. أمريكا بعد إغلاقها في عام 2012 مسارع الذرات الثقيلة (الذي أنشئ عام 2000) تطور مشروعين عملاقين لعلوم الفيزياء النووية ومسارع الجزئيات. ومع الحاجة إلى العقول وتزايد حجم الأنفاق على أبحاث العلوم الأساسية وجدت الدول أن استمرار البحث يتطلب التكاتف بينها. اجتمعت 12 دولة أوروبية وأنشأت المنظمة الأوروبية للبحوث النووية في عام 1954 وبدأت تتوالى من عام 1973 مخرجات علمية في علم الجسيمات ومضادات المادة ونفق مسارع الجزئيات قرب جنيف والذي بلغت تكلفته 4.75 مليار دولار ويتطلب تشغيله مليار دولار سنويا. روسيا أعلنت عن برنامج طموح لستة مشاريع علمية عملاقة للعلوم الفيزيائية الأساسية ورصدت لها ميزانية 4.5 بليون دولار وتسعى بأن تشاركها دول أخرى في تحمل هذه النفقات وبدأت فعليا مشاركة الدول في مشروعين منها. بدأ في ألمانيا مشروع علمي عملاق «تجهيزات أبحاث مضاد البروتون والأيونات الثقيلة بميزانية 2 بليون دولار بمشاركة 10 دول أوروبية وروسيا والهند.
هل نكتفي بأننا قد قمنا قبل مئات السنين بدورنا في تطوير العلوم والتحسر على تأخر عالمنا الإسلامي العلمي، بالرغم من وجود الكثير من عقولنا يساهمون وبفعالية من خلال مؤسسات العالم العلمية والبحثية، أم هناك استطاعة أن تتشارك الدول الإسلامية في إنشاء مؤسسة بحثية كبرى عملاقة للعلوم الأساسية. تتضافر جهود الدول الإسلامية كلها في هذه المؤسسة مثلما تتضافر جهود دول العالم الأخرى. مؤسسة تجذب العقول المهاجرة في شرق الأرض ومغربها، ويخصص لها موارد مادية ضخمة تساهم فيها الدول حسب إمكانياتها، ويكون لها استقلالية فعلية عن عالم السياسة. مؤسسة يكون هدفها المشاريع العلمية العملاقة في مجالات العلوم الأساسية ولا تستعجل منها النتائج فمخرجات الأبحاث الأساسية لا يمكن تحجيمها بعامل الزمن. أما التطبيقات التقنية لمخرجات هذه المؤسسة فيمكن تطويرها من خلال المؤسسات الاقتصادية في الدول الإسلامية حسب ملائمتها لموارد وإمكانيات الدول.
حلم قد يمكن تحقيقه من خلال منظمة التعاون الإسلامي، ثاني أكبر المنظمات الدولية بعد الأمم المتحدة والتي تضم في عضويتها 57 دولة من أربع قارات.
توجه يجعل الطموحات تكبر بأن يكون لنا دور فعلي في إنجازات الحضارة العلمية بعد أن بقينا لمئات السنين على مقاعد المتفرجين والمنبهرين. لكن السباق العلمي مع بقية الأمم ما زال يتطلب الكثير وما زلنا في البداية. أبحاث العلوم الأساسية التي تهدف إلى تعميق المعرفة وفهم أسرار الطبيعة هي استثمار تقوم به وبسخاء وسرف محمود الدول وهي تدرك أن التطبيقات التقنية والعملية والتي تقوم بها الشركات والكيانات الاقتصادية والعسكرية بعد أن تضيء هذه الأبحاث الطريق، سترد بعد زمن هذا الاستثمار مضاعفا (كأمثلة: أبحاث أشباه الموصلات، محطة الفضاء الدولية والتي أدت إلى 1600 تطوير تقني). ففي مجال العلوم الفيزيائية الأساسية فقط، فإن الصين بدأت عام 2004 سبعة مشاريع علمية عملاقة في مجال الفيزياء النووية ورصدت لها ميزانية 470 مليون دولار. أمريكا بعد إغلاقها في عام 2012 مسارع الذرات الثقيلة (الذي أنشئ عام 2000) تطور مشروعين عملاقين لعلوم الفيزياء النووية ومسارع الجزئيات. ومع الحاجة إلى العقول وتزايد حجم الأنفاق على أبحاث العلوم الأساسية وجدت الدول أن استمرار البحث يتطلب التكاتف بينها. اجتمعت 12 دولة أوروبية وأنشأت المنظمة الأوروبية للبحوث النووية في عام 1954 وبدأت تتوالى من عام 1973 مخرجات علمية في علم الجسيمات ومضادات المادة ونفق مسارع الجزئيات قرب جنيف والذي بلغت تكلفته 4.75 مليار دولار ويتطلب تشغيله مليار دولار سنويا. روسيا أعلنت عن برنامج طموح لستة مشاريع علمية عملاقة للعلوم الفيزيائية الأساسية ورصدت لها ميزانية 4.5 بليون دولار وتسعى بأن تشاركها دول أخرى في تحمل هذه النفقات وبدأت فعليا مشاركة الدول في مشروعين منها. بدأ في ألمانيا مشروع علمي عملاق «تجهيزات أبحاث مضاد البروتون والأيونات الثقيلة بميزانية 2 بليون دولار بمشاركة 10 دول أوروبية وروسيا والهند.
هل نكتفي بأننا قد قمنا قبل مئات السنين بدورنا في تطوير العلوم والتحسر على تأخر عالمنا الإسلامي العلمي، بالرغم من وجود الكثير من عقولنا يساهمون وبفعالية من خلال مؤسسات العالم العلمية والبحثية، أم هناك استطاعة أن تتشارك الدول الإسلامية في إنشاء مؤسسة بحثية كبرى عملاقة للعلوم الأساسية. تتضافر جهود الدول الإسلامية كلها في هذه المؤسسة مثلما تتضافر جهود دول العالم الأخرى. مؤسسة تجذب العقول المهاجرة في شرق الأرض ومغربها، ويخصص لها موارد مادية ضخمة تساهم فيها الدول حسب إمكانياتها، ويكون لها استقلالية فعلية عن عالم السياسة. مؤسسة يكون هدفها المشاريع العلمية العملاقة في مجالات العلوم الأساسية ولا تستعجل منها النتائج فمخرجات الأبحاث الأساسية لا يمكن تحجيمها بعامل الزمن. أما التطبيقات التقنية لمخرجات هذه المؤسسة فيمكن تطويرها من خلال المؤسسات الاقتصادية في الدول الإسلامية حسب ملائمتها لموارد وإمكانيات الدول.
حلم قد يمكن تحقيقه من خلال منظمة التعاون الإسلامي، ثاني أكبر المنظمات الدولية بعد الأمم المتحدة والتي تضم في عضويتها 57 دولة من أربع قارات.