-A +A
سلطان الدوسري
استطاعت وزارة العمل ومن خلال اللون والرقم إثبات أن البطالة ليست ذنبا حكوميا بحتا، بل هي جريمة ومع سبق الإصرار والترصد -معلقة في عنق القطاع الخاص تنظيرا وتنفيذا، وكذلك وقاحة- فبرنامج نطاقات صبغ لونيه الأحمر والأصفر على مائة ألف شركة، (هكذا قالت وزارة العمل) بينها عشرات الشركات العملاقة، ومئات من الشركات الكبرى، إذن المشكلة ليست في صغريات المؤسسات الفردية، بل في كبريات الشركات، التي بدأت صغيرة ومن خيرات هذا البلد أصحبت عملاقة وأرباحها بالمليارات، ثم تتنكر لمشكلة تؤرق البلد.
عقوق ضد الوطن والناس يرتكبه القطاع الخاص، ولا خجل في التبرير، بل هاجموا وزارة العمل وقالوا إنها (قطاعة أرزاق) وإنها (خسرت الناس)، بينما واقع الحال، يقول إن الوزارة أعادت للحياة موروثا قبليا كان موجودا ويتخصص في صبغ وجه كل من يعمل عيبا بلون لا يذهب بسهولة.
يجب أن نقف مع وزارة العمل حتى لو كره أصحاب الشركات (الشماغ الأحمر) لأنه من ألوان نطاقات، وحتى لو خسر ناديا النصر والاتحاد جماهيرهما من رجال الأعمال بسبب عقدة اللون الأصفر، وليبدأ القطاع الخاص برؤية الحياة بلون غير الوردي الذي تعود عليه.
وكم أتمنى أن تفصح لنا وزارة العمل عن أسماء الشركات الكبرى المصبوغة باللونين الأحمر والأصفر، لأنني أكاد أجزم بأن جزءا كبيرا من هذه الشركات مملوكة لرجال أعمال لهم ضجيج و(صهللة وجلجلة) في وسائل الإعلام ينادون بأهمية إيجاد حلول للبطالة (يقتل القتيل ويمشي في جنازته).
المشكلة تزداد إذا عرفنا أن هذه العمالة الأجنبية التي تشغلها بعض الشركات ليست نظامية والدليل بعد الحملة التي نفذتها الحكومة ضد المخالفين فإن كثيرا من الشركات والقطاعات تأثرت لأن عمالتها ليست على كفالتها وهذا ذنب آخر لم تذكره نطاقات عن هذه الشركات.
قال السعوديون (حكومة وناس) كلام عابر في البطالة والتوظيف، وحدهما اللونان الأحمر والأصفر يفعلان، الفعل حتى وإن قل أكثر أهمية للوطن من القول حتى وإن زاد، لكن وجود مائة ألف شركة تحت اللون الأحمر والأصفر خلال أول سنة لتطبيق برنامج نطاقات يعني بكل تأكيد أن القطاع الخاص مارس، ومارس، ومارس تحايلا ضد الدولة.

Sultan_aldosary@hotmail.com