كيف يمكن لمن أقسم بالإخلاص أن يخون؟ وكيف لتلك الأصابع التي نذرت نفسها لمسح الدمع وإبعاد الألم أن تحمل خنجراً تطعن به الضعفاء؟ وكيف لعين عاهدت بأن تبحث دوماً عن الجديد في العلم أن تتقاعس وتغفو؟ وكيف لضمير وعد بأن يبذل كل شيء في سبيل إنقاذ الأرواح وحفظ الكرامة وستر العورة، أن يموت مختنقاً بالتغافل؟ هل من الطبيعي في هذا الزمن.. أن يتحول الملاك إلى مارد؟ للأسف أقولها.. نعم! ولكن كيف؟ سأخبرك.
هناك طرق كفيلة بتحويلك إلى مارد بطريقة عصرية ودون أعراض جانبية، وسأقدم لمحة مختصرة جداً لأهم الخطوات التي تضمن لك تحقيق ذلك، وأخص بالقول هنا الطبيب!
قبل كل شيء أيها الطبيب، احرص على ألا تبقي أي أثر لما يسمونه بالضمير، بأن تكفل له سكناً خاصاً في ثلاجة الموتى، ولا تتهاون أبداً في حرصك على أن يكون المكان مريحاً جداً له، كي لا يزعجك لاحقاً بتململه من طول بقائه هناك، فرحلة تحولك قد تستغرق وقتاً، وموته كذلك! من المهم بعد ذلك أن تجفف أنهار الإنسانية والأخلاق والمبادئ والقيم، كي لا تغرق فيها حين تتعرض لنوبة عطش قد تصيبك في منتصف الطريق! ثم اقتلع بطاقة الذكريات الجميلة الخاصة بالماضي، وتأكد من أن تمحو كل ما قد يذكرك أو يشعرك بالحنين لصورتك الملائكية الأولى! ولا تنس أن تحفر على جدار عقلك عبارة تحفيزية تشحذ همتك تقول «أنا فقط ولا مكان للآخر».
إن انتهيت من تطبيق التعليمات السابقة بدقة، فاعلم أنك قد اجتزت المرحلة الأولى للتحول بنجاح، وكل ما عليك فعله الآن هو الممارسة الفعلية لدورك كمارد حتى تعتاد تدريجياً على الأمر ويصبح جزءاً من ذاتك، كأن تصف أدوية لمريض لم تفحصه سريرياً أو مخبرياً أو حتى تصويرياً وبكميات كبيرة لا يحتاجها، خاصة إن كان يتمتع بتأمين طبي، أو أن تستثمر ضعفه أو جهله بمدى سوء حالته وتصر على تنويمه لأيام لتحقيق أرباح مادية، أو أن تستخدم أدوات غير معقمة فحصت بها من سبقوه رغم توفر أجهزة تعقيم وأدوات للاستعمال الواحد، أو ألا تدقق في تاريخه المرضي أو ملفه الطبي قبل أن تجري له عملية استئصال لأحد أعضائه السليمة، وأن تسعد قلبه بمنحه عينة طبية لدواء منتهي الصلاحية! ولا تنس أن تنسى غسل يدك ولبس القفازات قبل فحصه!
أخيراً أقول، إن أردت أن تصبح مارداً حقيقياً، كل ما عليك فعله هو أن تنسى الله، وتخون القسم!
Randa_sheikh@yahoo.com
هناك طرق كفيلة بتحويلك إلى مارد بطريقة عصرية ودون أعراض جانبية، وسأقدم لمحة مختصرة جداً لأهم الخطوات التي تضمن لك تحقيق ذلك، وأخص بالقول هنا الطبيب!
قبل كل شيء أيها الطبيب، احرص على ألا تبقي أي أثر لما يسمونه بالضمير، بأن تكفل له سكناً خاصاً في ثلاجة الموتى، ولا تتهاون أبداً في حرصك على أن يكون المكان مريحاً جداً له، كي لا يزعجك لاحقاً بتململه من طول بقائه هناك، فرحلة تحولك قد تستغرق وقتاً، وموته كذلك! من المهم بعد ذلك أن تجفف أنهار الإنسانية والأخلاق والمبادئ والقيم، كي لا تغرق فيها حين تتعرض لنوبة عطش قد تصيبك في منتصف الطريق! ثم اقتلع بطاقة الذكريات الجميلة الخاصة بالماضي، وتأكد من أن تمحو كل ما قد يذكرك أو يشعرك بالحنين لصورتك الملائكية الأولى! ولا تنس أن تحفر على جدار عقلك عبارة تحفيزية تشحذ همتك تقول «أنا فقط ولا مكان للآخر».
إن انتهيت من تطبيق التعليمات السابقة بدقة، فاعلم أنك قد اجتزت المرحلة الأولى للتحول بنجاح، وكل ما عليك فعله الآن هو الممارسة الفعلية لدورك كمارد حتى تعتاد تدريجياً على الأمر ويصبح جزءاً من ذاتك، كأن تصف أدوية لمريض لم تفحصه سريرياً أو مخبرياً أو حتى تصويرياً وبكميات كبيرة لا يحتاجها، خاصة إن كان يتمتع بتأمين طبي، أو أن تستثمر ضعفه أو جهله بمدى سوء حالته وتصر على تنويمه لأيام لتحقيق أرباح مادية، أو أن تستخدم أدوات غير معقمة فحصت بها من سبقوه رغم توفر أجهزة تعقيم وأدوات للاستعمال الواحد، أو ألا تدقق في تاريخه المرضي أو ملفه الطبي قبل أن تجري له عملية استئصال لأحد أعضائه السليمة، وأن تسعد قلبه بمنحه عينة طبية لدواء منتهي الصلاحية! ولا تنس أن تنسى غسل يدك ولبس القفازات قبل فحصه!
أخيراً أقول، إن أردت أن تصبح مارداً حقيقياً، كل ما عليك فعله هو أن تنسى الله، وتخون القسم!
Randa_sheikh@yahoo.com