-A +A
عمرو جاري (جازان)
رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أمس الحفل الختامي لبرنامج (اكتشف) العلمي الذي أطلقته أرامكو السعودية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم؛ وذلك في جامعة جازان، واستهدف 400 طالب وطالبة و200 معلم ومعلمة، بهدف غرس ثقافة الإبداع والابتكار. ورحب نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية الدكتور محمد القحطاني في كلمته، بالأمير محمد بن ناصر والضيوف، مشيرا إلى أن لأرامكو السعودية دورا حيويا في المساهمة في بناء مستقبل جازان بعدد من المشاريع الصناعية العملاقة كـمصفاة جازان، ومحطة التوليد الكهربائي، وتنفيذ أعمال البنية التحتية التي تحتاجها مدينة جازان الاقتصادية في المرحلة الأولى والتي أسند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ مسؤولية تنفيذها لأرامكو السعودية، لتتبوأ هذه المدينة العريقة مكانتها الاقتصادية على الصعيد الوطني، ودور أرامكو السعودية لم يقتصر على التنمية الاقتصادية والصناعية، بل امتد ليكون لها دور في التنمية البشرية، وصناعة العقول المبدعة كي تساهم في نهضة وتطور هذه المنطقة الغالية على قلوبنا.
وأضاف أن المشاريع التنموية تأتي في وقت تخطو فيه بلادنا خطوات متتابعة نحو المستقبل. وتعتز أرامكو السعودية أن يكون لها إسهام مميز في صياغة مستقبل المملكة، وتحقيق رخائها الاقتصادي مستعرضا ما أعلنه رئيس الشركة، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس خالد الفالح في مؤتمر التعليم العالي الذي عقد في أبريل من العام الماضي 2012م، عن إطلاق مبادرة (إثراء الشباب) والتي تهدف إلى إلهام مليوني شاب وشابة بحلول عام 2020 م نحو حب العلوم والمعارف عن طريق تقديم برامج تعليمية عالية الجودة في مجالات العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية. واحتضن هذه المبادرة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في أرامكو السعودية، الذي هو قيد الإنشاء في الظهران، في نفس الموقع الذي اكتشف به البترول للمرة الأولى. وهذا المركز الذي يتشرف بحمل اسم القائد المؤسس لوطننا العزيز، هو مشروع فريد ذو رؤية مبتكرة في مبناه وبرامجه وتقنياته، ليس فقط في المملكة، بل على الصعيد العالمي. كما يمثل المركز المظلة الإبداعية الشاملة لمبادرات وبرامج الشركة التي تعكس قيمتي المواطنة، وتنمية المجتمع اللتين تؤمن بهما الشركة. وأبان أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي يهدف إلى إثراء الوطن عبر تقديم ملايين الساعات الإثرائية الملهمة لأفراد المجتمع، لا سيما أن واقعنا المعاصر يشهد أن الاستثمار في التعلم بكافة أنواعه هو سر نهضة المجتمعات، وتقدم الأمم، مشيدا بتجربة مشروع (اكتشف) في مدينة جازان، ملهمة ومحفزة لنا جميعا..جعلتنا (نكتشف) الكثير من العقول الناضجة، والطموحة التي يحتضنها وطننا والتي تنتظر من يهيئ لها البيئة المناسبة لتنطلق وتبدع و(تكتشف).
واختتم، إن النجاح الكبير الذي حققه هذا البرنامج، دافع لنا جميعا أن نستثمر إمكانات هذا الجيل، وأن نستمر في تهيئة البيئات التعليمية التي ترتقي بعقولهم. وأننا في شركة أرامكو السعودية، نعمل على تقديم المزيد من المشاريع التعليمية والإثرائية التي تليق بعقول وطموحات شباب هذا الوطن، ونتطلع لأبنائنا وبناتنا أن يكونوا علماء ومهندسي المستقبل، ويثروا البشرية بابتكاراتهم الخيرة.

تقدم علمي وتقني
وألقى الدكتور عبدالرحمن البراك وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية كلمه أشار فيها إلى أن العالم يشهد تسارعا كبيرا، ما يحتم علينا مواكبة هذه التطورات أولا بأول، والقوة اليوم هي قوة العلم والمعرفة والقيم، وفي ظل قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، الذي برؤيته الحكيمة تبنى الاستثمار المعرفي والبشري في أبناء الوطن، وانطلاقا من سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبتوجيه من سمو وزير التربية والتعليم تبنت وزارة التربية والتعليم هذه الرؤية وأطلقت عشرات المشاريع التي تحققها، ومنها مشروع « اكتشف» للعلوم والرياضيات، وبشراكة مع أرامكو السعودية التي تبنت في مسؤوليتها الاجتماعية أن تكون شركة رائدة ومؤثرة في توفير فرص اجتماعية واقتصادية من أجل تحقيق الرفاهية لمواطني المملكة، وفي مختلف المناطق التي تعمل بها الشركات التابعة لها فأطلقت مبادرة (إثراء الشباب) التي يندرج تحتها مشروع «اكتشف».
يقوم المشروع على تدريب الطلاب والطالبات على مفاهيم العلوم والرياضيات بأسلوب علمي وعملي مشوق، كما يقوم على تدريب المعلم والمعلمة على أحدث استراتيجيات التدريس والتعليم النشط، وكيف يحولون تعليم العلوم والرياضيات إلى رحلة اكتشاف ثرية وملهمة للإبداع والابتكار، وقد استهدف خمس مدن هي حائل، وجدة، وينبع، وجازان، والأحساء . أنجز في ثلاث منها واليوم نحن في الرابعة جازان، وسيرحل إلى الأحساء في المرحلة المقبلة، و استهدف في تلك المدن2000 طالب وطالبة بمعدل 400 طالب وطالبة في المدينة الواحدة، و1000 معلم ومعلمة بمعدل 200 معلم ومعلمة في المدينة الواحدة.
تأتي مثل هذه الشراكات النوعية في سياق الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي تشارك فيها وزارة التربية والتعليم مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وعدد من مؤسسات التعليم العالي، إذ يشكل التقدم في العلوم والرياضيات حجر الزاوية في كل تقدم علمي وتقني و نهضة حضارية فلغة الأرقام لا تقل أهمية عن لغة الحروف في صناعة الحضارة فمن الحروف و الأرقام تشكلت الحضارات، وارتقت الأمم. وأحدثت هذه المساعي نقلة نوعية تحقق على إثرها تميز المملكة في مجال التنافس الدولي، حيث حققت المملكة هذا العام المركز التاسع والعشرين في أولمبياد الرياضيات الدولي الذي أقيم في الأرجنتين بمشاركة طلاب من مئة ودولة واحدة، وتقدمت على دول عريقة مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ودول أوروبية عديدة، بالإضافة إلى جميع الدول العربية التي شاركت، وقفز ترتيب المملكة واحدا وأربعين مركزا عن العام الماضي . عقب ذلك، شاهد الجميع تجربة المعلمين الرواد، فيلم أقرب من أي وقت آخر ( فيلم يحكي تجربة 200 معلم ومعلمة شاركوا في البرنامج) وفيلم 400 أمل جديد ( يحكي تجربة 400 طالب وطالبة أنهوا البرنامج).
وسلم الدكتور محمد القحطاني هدية تذكارية لسمو الأمير محمد بن ناصر بهذه المناسبة . شهد اللقاء حضور الدكتور محمد القحطاني نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية، الدكتورعبدالرحمن البرك وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية، الأستاذ فؤاد الذرمان مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مدير شؤون أرامكو السعودية في المنطقة الغربية سمير نصر الدين، وعدد من المسؤولين في أرامكو السعودية، ووزارة التربية والتعليم، ومديري الجهات الحكومية.