-A +A
أنور ماجد عشقي
أحدثت الأدلة المؤكدة على استخدام جيش النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد الشعب المغلوب على أمره تحولا في الحرب الأهلية السورية، واعتبرته بريطانيا تحولا خطيرا في مسار الأزمة، وطالبت إسرائيل الولايات المتحدة بالتحرك العسكري السريع للسيطرة على الترسانة الكيماوية للنظام السوري القمعي.
إن ما حدث سوف يدفع الولايات المتحدة لعمل عسكري في سورية، خصوصا أنه تأكد لديها استخدام النظام السوري لهذا السلاح المحرم، كما أن فرنسا وبريطانيا أبلغتا الأمين العام للأمم المتحدة مون بأن عمليات التحقيق على الأرض من خلال فحص التربة وأقوال الشهود والمعارضين أشارت إلى أن عناصر سامة تصيب الأعصاب استخدمت في منطقة حلب وحمص وربما دمشق.

لقد سبق للرئيس الأمريكي أوباما أن حذر النظام السوري مرارا من استخدام مخزونه من الأسلحة الكيماوية، مؤكدا أن ذلك سيبدل قواعد اللعبة واعتبرها من الخطوط الحمراء التي يجب على النظام السوري أن لا يتخطاها، ووصفها الرئيس البريطاني ديفيد كاميرون بأنها جريمة حرب.
إن هذا الحدث قد يتسبب في تدخل عسكري في سورية من الولايات المتحدة وحلفائها، أو أن يتوصل طرفا الصراع في سورية إلى الحل المناسب، والغريب في الأمر أن رسائل متناقضة صدرت من النظام السوري حول هذا الموضوع.
فتصريح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في موسكو الذي يتهم فيه القاعدة باستخدام هذا السلاح وأنهم نفذوا ما هدد به ففيه مبالغة، ويؤكد في جميع الأحوال على أن السلاح الكيماوي قد استخدم فعليا، كما أنه زعم في تصريح لوكالة إنتر فاكس الروسية أن الجيش السوري لا يملك أسلحة كيماوية في الوقت الذي سبق أن اعترفت به سورية بأنها تملك السلاح الكيماوي، فهذا التضارب في التصريحات والمغالطات يهدفان لإرباك المجتمع الدولي الذي عليه مسؤولية كبيرة للجم النظام السوري ومنعه من استخدام هذه الاسلحة المحرمة وإنهاء ماساة الشعب السوري الذي يواجه آلة الحرب الأسدية التي أهلكت الحرث والنسل وشبيحته القمعية.