-A +A
عبدالرحمن العكيمي
في مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي الذي أقيم قبل أكثر من شهر تقريبا في تبوك كان الشاعر والأديب السعودي عبدالله الزيد يتحدث بحرقة عن عدم حضور الشعر السعودي الحديث إلى مناهج اللغة العربية، وطالب في ورقة نقدية له عن تجربة الشاعر محمد الثبيتي بضرورة أن تدرس نصوص الشاعر محمد الثبيتي ــ يرحمه الله ــ وغيره من الشعراء المبدعين، وكانت ورقة أديبنا الزيد حافلة بالعديد من الرؤى حول تجربة (سيد البيد)، وكانت مليئة بالتطلعات والرؤى، وأذكر أنني علقت على هذا الرأي بأن الثبيتي وغيره من أبناء مرحلته يتواجدون في مناهج الأدب للمرحلة الثانوية في نظام المقررات، والتي تحمل اسم الدراسات الأدبية والكفايات اللغوية والدراسات البلاغية والنقدية، ويأتي الشعراء محمد الثبيتي وعبدالله الصيخان وحسين العروي وعدنان العوامي وعبدالله سليم الرشيد وعلي محمد صيقل وغيرهم بنصوص حديثة في هذه المناهج الجديدة، كما تحضر بعض النماذج القصصية القصيرة المميزة للقاص جبير الملحان والقاص حسن النعمي والقاص حسن حجاب الحازمي والقاصة وفاء الطيب والقاصة سلطانة السديري والقاص عبدالعزيز الحسين.. وغيرهم من كتاب القصة القصيرة. ولم تغفل تلك المناهج الجديدة الرواية وعوالمها، بل غاصت في هذا الفن الذي يعتبره البعض ديوان العرب الجديد، كذلك نعثر على مقطع من قراءة نقدية للناقد الدكتور عبدالعزيز السبيل، بعنوان (مفهوم القصة القصيرة بين آراء النقاد ورؤى المبدعين)، ثم نقرأ أيضا من ذاكرة الراوي مقطعا من كتاب (القصيدة والنص المضاد) للدكتور عبدالله الغذامي، كما احتوت المناهج الحديثة على شمولية في تناولها للغة العربية والأدب والدراسات الحديثة، إضافة إلى أنها احتفت بفن المقالة الأدبية وبداياتها وكتاب المقالة في كل مرحلة وتطورها منذ العام 1370هـ، وقدمت بعض النماذج المهمة في فن المقالة الأدبية الحديثة على وجه التحديد وتسرد أسماء من برزوا في كتابة المقالة، مثل: هاشم عبده هاشم، علوي طه الصافي، عبدالله مناع، حمد القاضي، عبدالله الماجد، فهد العرابي الحارثي، مرزوق بن تنباك، محمد رضا نصرالله، سعد الحميدين، عبدالله الشهيل، راشد الحمدان، عبدالله نور، تركي السديري، حسين علي حسين، خيرية السقاف، محمد بن حسين، وأحمد الضبيب.
وتطالب مناهج الكفايات اللغوية الجديدة في العديد من موضوعاتها بدراسة الأدب دراسة تحليلية تشمل البنية الفنية وبنية المعنى والبنية الثقافية والبنية البلاغية في أسلوب عرض جميل ومشوق، فالنماذج القصصية جاءت حديثة، والنماذج الشعرية أيضا جاءت حديثة وليست تقليدية لعدد من الشعراء المعاصرين، فيجيء الشاعر الراحل محمد الثبيتي في منهج الكفايات اللغوية (نظام المقررات) للمرحلة الثانوية بنص موقف الرمال موقف الجناس حيث يقول:

أمضي إلى المعنى
وأمتص الرحيق من الرحيق
فأرتوي، وأعل من ماء الملام
وأمر ما بين المسالك والمهالك
إلى أن يقول :
وأجوب بيداء الدجى
حتى تباكرني صباحات الحجا
أرقا، وظامي
يا بدرها، وهدى البصيرة
يا فخرها، وهوى السريرة
يا مهرها، وحمى العشيرة
يا شعرها، ومدى الضفيرة
إلى أن يقول:
فمضيت للمعنى، أحدق في أسارير الحبيبة
كي أسميها
فضاقت عن سجاياها الأسامي
وليس من شك أن تلك المناهج حين تأتي مواكبة لمتغيرات المرحلة وغير منفصلة عن واقع الحركة الأدبية اليوم، فإنها تكون ملبية لمتطلبات هذه المرحلة المهمة ومتماهية مع تفاصيلها. ولطالما تم توجيه النقد للمناهج الدراسية بوصفها مناهج تقليدية، لكن من نافلة القول أن نشيد اليوم بالتطوير الإيجابي الذي طال مناهج اللغة والأدب في المرحلة الثانوية.
ورقة أخيرة:
وقال لي اكتب حكمة الجاهل كما تكتب حكمة العالم.
alokeme@hotmail.com