كان المشهد قاتما.. مؤلما.. يبعث على شعور بغيض بالذل والمهانة.. ونحن نشاهد الصواريخ الإسرائيلية تسقط على دمشق، في تحد سافر لكل القوانين والأعراف الدولية.. وتحد سافر لكرامة الأمتين العربية والإسلامية.
ولكن المشهد الأكثر سوداوي، هو منظر أولئك المحسوبين على ثورة الأحرار في سورية، ممن ظهروا على بعض القنوات الفضائية وعلى مقاطع اليوتيوب وهم يشكرون العدو الصهيوني على قصف دمشق ويهللون ويكبرون على أن صواريخ الصهاينة ــ عدوهم التاريخي ــ كما كنا نتوهم ــ تدك أقدم عاصمة في الدنيا ومعقلا من معاقل التاريخ الإسلامي العريق.
نعم.. نزيف الدم المراق في سورية لا بد له أن يتوقف.
نعم.. تدخل المتطرفين والأدعياء الجهاديين وأعضاء تنظيم القاعدة، من العرب ومن الجنسيات الأخرى التي ملأت كل جنبات سورية، وأعضاء حزب الله في القصير، كل هؤلاء استباحوا سيادة سورية وحرمة أهلها، وكل هؤلاء يتاجرون في الموت ويتاجرون به، ولا بد لهم أن يتوقفوا أو يوقفوا، فهؤلاء ليسوا ولن يكونوا شرفاء سورية الذين ثاروا في وجه الديكتاتور بحثا عن حقوقهم وطلبا لمستحقاتهم في وطنهم وإنسانيتهم.
نعم .. الديكتاتور بشار الأسد لا بد أن يتنحى أو ينحى؛ لأنه لن يحكم سورية بعد الآن، وإن تمسكت به روسيا ودافعت عنه، ليس حبا في سواد عينيه، ولكن الدب الروسي لن يجد فرصة مواتية أكثر من هذه لينهض مارد الشيوعية بدعم الصين من قمقمه ويرد الصفعة لأمريكا، وعودة الثنائية القطبية لحكم العالم كما كانت قبل أن تستأثر بها أمريكا في ثمانينيات القرن الماضي، وبشار لا يمكن أن يحكم سورية وإن أجهض مشروع الثورة أو أوشك، ليس بعد كل هذا الدم الذي أريق على ترابها وجاوز الـ150 ألف قتيل.
ولكن أن يقصف العدو الصهيوني دمشق العروبة والإباء، ونسمع من يهلل ويكبر لحظة قصف الكرامة والكبرياء العربي ــ إن تبقى منهما شيء ــ فذلك والله عار لن تمحوه الأيام ولن يغفره التاريخ، ولا يمكن أن أجد في قاموس الكلمات وصفا لهؤلاء إلا أنهم عملاء وخونة لأمتهم ولأوطانهم ولشعوبهم ولثورتهم ــ إن كانوا جزءا من هذه الثورة ــ وكلمة «الله أكبر» أجل وأعظم من أن تقال في موقع كهذا.
ولكن وعلى الضفة الأخرى من النهر، ضوء يشع من كل هذا الظلام المقيت، لأحرار وقفوا ضد هؤلاء الخونة لأوطانهم وأمتهم ورفعوا أصواتهم عبر الوسائل الرسمية، كموقف المملكة المناهض لهذا العدوان السافر على دمشق، وأحرار آخرين رفعوا أصواتهم عاليا عبر وسائلهم المتاحة أيضا وعبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك، تويتر، اليوتيوب»، رافضين لهذا العدوان ونابذين لأولئك الخونة الذين كبروا وهللوا له.
ذكرتني الزميلة الإعلامية السعودية الفاضلة الأستاذة بثينة النصر كيف أنه في العام 1956م، عندما قصفت قوات العدوان الثلاثي على مصر مبنى الإذاعة المصرية، لم ينقطع صوت مصر عن العالم، وجاء الرد بعد دقائق: «هنا القاهرة»، صادحا من الإذاعة السورية من قلب دمشق.
واليوم.. أطلقت من على صفحات الفيسبوك ليلة العدوان الإسرائيلي على دمشق، حملة عربية شعبية: «هنا دمشق»، تصدح من كل بيت عربي حر لا عمالة فيه ولا خونة، فشكرا بثينة، وشكرا لكل الأحرار.
«هنا دمشق» محدثكم محمد الحربي.
m_harbi999@hotmail.com
ولكن المشهد الأكثر سوداوي، هو منظر أولئك المحسوبين على ثورة الأحرار في سورية، ممن ظهروا على بعض القنوات الفضائية وعلى مقاطع اليوتيوب وهم يشكرون العدو الصهيوني على قصف دمشق ويهللون ويكبرون على أن صواريخ الصهاينة ــ عدوهم التاريخي ــ كما كنا نتوهم ــ تدك أقدم عاصمة في الدنيا ومعقلا من معاقل التاريخ الإسلامي العريق.
نعم.. نزيف الدم المراق في سورية لا بد له أن يتوقف.
نعم.. تدخل المتطرفين والأدعياء الجهاديين وأعضاء تنظيم القاعدة، من العرب ومن الجنسيات الأخرى التي ملأت كل جنبات سورية، وأعضاء حزب الله في القصير، كل هؤلاء استباحوا سيادة سورية وحرمة أهلها، وكل هؤلاء يتاجرون في الموت ويتاجرون به، ولا بد لهم أن يتوقفوا أو يوقفوا، فهؤلاء ليسوا ولن يكونوا شرفاء سورية الذين ثاروا في وجه الديكتاتور بحثا عن حقوقهم وطلبا لمستحقاتهم في وطنهم وإنسانيتهم.
نعم .. الديكتاتور بشار الأسد لا بد أن يتنحى أو ينحى؛ لأنه لن يحكم سورية بعد الآن، وإن تمسكت به روسيا ودافعت عنه، ليس حبا في سواد عينيه، ولكن الدب الروسي لن يجد فرصة مواتية أكثر من هذه لينهض مارد الشيوعية بدعم الصين من قمقمه ويرد الصفعة لأمريكا، وعودة الثنائية القطبية لحكم العالم كما كانت قبل أن تستأثر بها أمريكا في ثمانينيات القرن الماضي، وبشار لا يمكن أن يحكم سورية وإن أجهض مشروع الثورة أو أوشك، ليس بعد كل هذا الدم الذي أريق على ترابها وجاوز الـ150 ألف قتيل.
ولكن أن يقصف العدو الصهيوني دمشق العروبة والإباء، ونسمع من يهلل ويكبر لحظة قصف الكرامة والكبرياء العربي ــ إن تبقى منهما شيء ــ فذلك والله عار لن تمحوه الأيام ولن يغفره التاريخ، ولا يمكن أن أجد في قاموس الكلمات وصفا لهؤلاء إلا أنهم عملاء وخونة لأمتهم ولأوطانهم ولشعوبهم ولثورتهم ــ إن كانوا جزءا من هذه الثورة ــ وكلمة «الله أكبر» أجل وأعظم من أن تقال في موقع كهذا.
ولكن وعلى الضفة الأخرى من النهر، ضوء يشع من كل هذا الظلام المقيت، لأحرار وقفوا ضد هؤلاء الخونة لأوطانهم وأمتهم ورفعوا أصواتهم عبر الوسائل الرسمية، كموقف المملكة المناهض لهذا العدوان السافر على دمشق، وأحرار آخرين رفعوا أصواتهم عاليا عبر وسائلهم المتاحة أيضا وعبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك، تويتر، اليوتيوب»، رافضين لهذا العدوان ونابذين لأولئك الخونة الذين كبروا وهللوا له.
ذكرتني الزميلة الإعلامية السعودية الفاضلة الأستاذة بثينة النصر كيف أنه في العام 1956م، عندما قصفت قوات العدوان الثلاثي على مصر مبنى الإذاعة المصرية، لم ينقطع صوت مصر عن العالم، وجاء الرد بعد دقائق: «هنا القاهرة»، صادحا من الإذاعة السورية من قلب دمشق.
واليوم.. أطلقت من على صفحات الفيسبوك ليلة العدوان الإسرائيلي على دمشق، حملة عربية شعبية: «هنا دمشق»، تصدح من كل بيت عربي حر لا عمالة فيه ولا خونة، فشكرا بثينة، وشكرا لكل الأحرار.
«هنا دمشق» محدثكم محمد الحربي.
m_harbi999@hotmail.com