-A +A
تمر الأزمة السورية التي تجاوزت السنتين بالكثير من الطرق الوعرة والتسويف وكسب الوقت من أجل المزيد من القتل والمجازر والتشريد والتخريب والتدمير المستمر للمنشآت والمباني والبنية التحتية فضلا عن تزايد اللاجئين السورين ومن يحتاج إلى مساعدات إنسانية إلى ثمانية ملايين. ومع كل هذا نرى كل يوم تصريحات لعبة التسليح من عدمه لقوى المعارضة السورية من قبل الدول الغربية وأيضا الكثير من الاجتماعات المعلنة والسرية والمناورات والتي لم تسفر إلى حل جذري وإيجابي، وكلنا يعرف أن حلبة الصراع وأداء الأدوار وصناعة القرار بدأت تتسع، فمن أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية وتركيا وإيران وحزب الله إلى مغامرات قد تكون غير محسوبة بدقة من إسرائيل في شن هجمات على سورية وحزب الله وإلى رد من النظام السوري بفتح الجولان كجبهة قتال ضد إسرائيل، وهذه الإرهاصات قد تقود إلى الإنذار بتوسيع دائرة الحرب الداخلية في سورية إلى أرجاء المنطقة ككل.
ووسط هذه الأجواء السوداوية والتعنت الروسي لحلول يتفق عليها المجتمع الدولي والسعي الروسي المستمر لدعم النظام السوري الحليف المتبقي لروسيا في المنطقة، يأتي المؤتمر الدولي المقترح لحل الأزمة السورية وسط ارتياح مشوش من كثير من الخبراء والمراقبين السياسيين والذي ربما يكون مصيره الفشل كغيره من المحاولات والمفاوضات السابقة.