معظمنا نبدأ يومنا باستخدام الفقاعات بشكل أو آخر. ومعظمنا لا نعطيها حقها من التأمل لأنها قد تبدو وكأنها من التفاهات في الحياة. ولكن فكر في الآتي: يبدأ نهارك بالنظافة بمشيئة الله، ويلعب الصابون أحد أهم الأدوار في توفير ذلك. وفقاعات الصابون هي عبارة عن مجموعة معجزات تتبلور أمامنا يوميا. كل منها لوحدها تجسد نعمة الاقتصاد في التكوين، فهي كروية لأن ذلك الشكل يجسد إحدى روائع علم الاقتصاد وهو ترشيد استخدام طاقة التكوين، ويوفر أيضا أقل كمية من الصابون المستخدم على أسطحها. وهناك المزيد: فعندما تتحد الفقاعات تتغير أشكالها وتتكون زوايا الاتحاد بينها لتصل إلى حوالى 120 درجة، وهي درجات الزوايا الداخلية للشكل السداسي. ولنتأمل لحظة في ذلك فالشكل السداسي ستجده في العديد من الأماكن ومنها في خلايا النحل، وتستخدمه هذه الحشرات الرائعة بمشيئة الله بهدف الاقتصاد في البناء لأن تشييد الخلية من الأنشطة المكلفة جدا، وكأنما تبني هذه الحشرات بيوتها من الذهب. وماذا عن علاقة هذا بموضوعنا؟ ليس من الصدف أن تكون هناك عناصر مشتركة بين سداسيات خلايا النحل وفقاقيع الصابون، فكلاهما يعكسان الاقتصاد في التكوين في أرقى انعكاساته الطبيعية. وهناك المزيد، فمن الطرائف أن في عالم الغذاء تلعب الفقاعات أحد الأدوار الأساسية ومنها في صناعات بعض الحلوى مثل «بيض الكوكو» المكية التي تعتمد على السكر والهيل وبياض البيض والكثير من الهواء ليمنحها خفة وزن عجيبة. وهي موجودة بشكل آخر في الغرب باسم «مورانج» Meringue. وتستخدم تقنيات مختلفة لتثبيت آلاف الفقاعات الهوائية بداخلها لتمنحها الخفة. ومع الحلوى نتناول عادة القهوة، وإن شربت فنجان «كابوتشينو»، أو «اسبريسو»، أو حتى القهوة التركية الطازجة، فستلاحظ أن سطح المشروب مغطى بمئات أو ربما آلاف الفقاعات الصغيرة التي تضفي الشكل المميز باللون الأبيض أو اللؤلؤي. ومصدر تركيبة سطح المشروب هو عصارة الزيوت المختلفة التي تنبع من بذور القهوة التي تصدر نكهتها الفواحة بإذن الله عز وجل.
ولكن عجائب تلك الكور الهوائية العجيبة لا تقتصر على عالم المأكولات فحسب، فبعض من أهم التطبيقات الطبية تستخدم تقنية الفقاعات ومنها تفتيت حصى الكلى. وقد أنقذت هذه التقنية ملايين البشر من المخاطر والآلام الشديدة المصاحبة لتلك الحصوات الخبيثة. وتستخدم أيضا في تقنيات تنظيف الأسنان، وفي تحسين صور الأشعة فوق الصوتية. وعندما نكثر في الأكل ونصاب بمشكلات سوء الهضم، فالغالب أن تكون على هيئة فقاعات. ولها قصص كثيرة بداخل أجسامنا بسبب علاقتها بالسوائل بشكل عام، وفي عالم المياه بشكل خاص. وعلى سيرة المياه، فستجد معظم الأصوات الجميلة الصادرة من مصادر المياه الطبيعية سواء كان صوت الأمواج، أو الشلالات تكون بسببها. ولو كنت من الملتزمين بترشيد الماء، ومن مستخدمي تقنيات الترشيد فستجد الآلاف منها: تأمل مثلا في الماء الخارج من «البزبوز» لا مؤاخذه، فستجد أن جزءا منه لونه أبيض. وذلك بسبب خلط ذلك الماء بالهواء وإضافة آلاف الفقاعات. لاحظ أيضا أن إحدى تقنيات معالجة المياه تعتمد على خلطها بالهواء، ولذا فستجد في محطات معالجة الصرف الصحي طبقات من الفقاعات في شكل الرغوة المحتوية على القاذورات أعزكم الله، والتي تتم إزالتها بسهولة من على السطح أولا بأول. ولكن من أغرب الظواهر الطبيعية في هذا الشأن هي «الرفاسات» وهذا المصطلح يطلقه هواة الصيد في البحر في جدة على مراوح القوارب البخارية. الغريب هنا هو أن المراوح تتأثر بفقاعات الهواء تأثيرا بالغا يجعلها تتآكل وذلك بسبب ارتطام الملايين منها بسطح المروحة. تخيل أنها تزيل طبقات المعادن الصلبة مع مرور الزمن. وأخيرا، فجدير بالذكر أن تقنية حماية المركبات الفضائية من التغيرات الحرارية الهائلة اعتمدت على تقنية استخدام الرغوة. وتحديدا فقد استخدمت رقائق و «بلاطات» مصنوعة من عنصر السليكون ومعبأة بالفقاعات لتغطية سطح المركبات.
أمنـيـــــة
كل عالم الفقاعات في وادٍ، وعالم الفقاعات السياسية في وادٍ آخر. وقد رأينا بعض الأنظمة العربية التي وفرت الجيوش، والأناشيد، والشعارات، والوزارات، و «الدنيا المقلوبة»، ولكنها لم تستطع أن تحمي الأساسيات وفي مقدمتها كرامة الإنسان فانفجرت وكأنها فقاعات هشة.. أتمنى أن نتذكر أن بعضا من أروع عجائب الخلق هي أمامنا كل يوم. وستكون حياتنا أجمل وأفضل لو رأيناها واستفدنا منها بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.
ولكن عجائب تلك الكور الهوائية العجيبة لا تقتصر على عالم المأكولات فحسب، فبعض من أهم التطبيقات الطبية تستخدم تقنية الفقاعات ومنها تفتيت حصى الكلى. وقد أنقذت هذه التقنية ملايين البشر من المخاطر والآلام الشديدة المصاحبة لتلك الحصوات الخبيثة. وتستخدم أيضا في تقنيات تنظيف الأسنان، وفي تحسين صور الأشعة فوق الصوتية. وعندما نكثر في الأكل ونصاب بمشكلات سوء الهضم، فالغالب أن تكون على هيئة فقاعات. ولها قصص كثيرة بداخل أجسامنا بسبب علاقتها بالسوائل بشكل عام، وفي عالم المياه بشكل خاص. وعلى سيرة المياه، فستجد معظم الأصوات الجميلة الصادرة من مصادر المياه الطبيعية سواء كان صوت الأمواج، أو الشلالات تكون بسببها. ولو كنت من الملتزمين بترشيد الماء، ومن مستخدمي تقنيات الترشيد فستجد الآلاف منها: تأمل مثلا في الماء الخارج من «البزبوز» لا مؤاخذه، فستجد أن جزءا منه لونه أبيض. وذلك بسبب خلط ذلك الماء بالهواء وإضافة آلاف الفقاعات. لاحظ أيضا أن إحدى تقنيات معالجة المياه تعتمد على خلطها بالهواء، ولذا فستجد في محطات معالجة الصرف الصحي طبقات من الفقاعات في شكل الرغوة المحتوية على القاذورات أعزكم الله، والتي تتم إزالتها بسهولة من على السطح أولا بأول. ولكن من أغرب الظواهر الطبيعية في هذا الشأن هي «الرفاسات» وهذا المصطلح يطلقه هواة الصيد في البحر في جدة على مراوح القوارب البخارية. الغريب هنا هو أن المراوح تتأثر بفقاعات الهواء تأثيرا بالغا يجعلها تتآكل وذلك بسبب ارتطام الملايين منها بسطح المروحة. تخيل أنها تزيل طبقات المعادن الصلبة مع مرور الزمن. وأخيرا، فجدير بالذكر أن تقنية حماية المركبات الفضائية من التغيرات الحرارية الهائلة اعتمدت على تقنية استخدام الرغوة. وتحديدا فقد استخدمت رقائق و «بلاطات» مصنوعة من عنصر السليكون ومعبأة بالفقاعات لتغطية سطح المركبات.
أمنـيـــــة
كل عالم الفقاعات في وادٍ، وعالم الفقاعات السياسية في وادٍ آخر. وقد رأينا بعض الأنظمة العربية التي وفرت الجيوش، والأناشيد، والشعارات، والوزارات، و «الدنيا المقلوبة»، ولكنها لم تستطع أن تحمي الأساسيات وفي مقدمتها كرامة الإنسان فانفجرت وكأنها فقاعات هشة.. أتمنى أن نتذكر أن بعضا من أروع عجائب الخلق هي أمامنا كل يوم. وستكون حياتنا أجمل وأفضل لو رأيناها واستفدنا منها بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.