الاسم المذكور في العنوان هو الاسم الجديد لفيروس الكورونا الذي تم اكتشافه لأول مرة منذ سبعة أشهر بمستشفى سليمان فقيه في جدة بواسطة أخصائي الفيروسات هناك، الدكتور علي زكي، بالتعاون مع مركز إراسماس الطبي في هولندا. وقد سبب هذا الفيروس مؤخرا 15 حالة وتسعة وفيات في منطقة الأحساء ليصل العدد الإجمالي في بلادنا إلى 24 حالة و15 وفاة. حتى الآن وصل إجمالي عدد الحالات المثبتة التي سببها هذا الفيروس في العالم إلى 34 حالة وثمانية عشر وفاة، أغلب الحالات في أشخاص من دول الشرق الأوسط
(السعودية، قطر، والأردن، الإمارات العربية) أو في أشخاص زاروا إحدى دول الشرق الأوسط. الارتفاع الأخير والمفاجئ في عدد الحالات يذكرنا بفيروس السارس الذي ينتمي إلى نفس عائلة الكورونا (الفيروسات التاجية) والذي ظهر فجأة في جنوب الصين وهونج كونج في عام 2003م. وخلال أربعة أشهر فقط تسبب في حدوث حوالى 8000 حالة و774 وفاة في 26 دولة حول العالم. انتماء الفيروسين إلى نفس العائلة وتشابه الأعراض التي تنتج عن العدوى بهما يحثاننا على العودة إلى مرض السارس وفيروسه للاستفادة من الدروس التي تعلمها العالم من ذلك الوباء، وهي كثيرة. من أين أتت هذه الفيروسات ؟، عائلة الكورونا تحتوي على فيروسات كثيرة معروفة سابقا تصيب الإنسان وعددا كبيرا من الحيوانات، ولكن هاذين الفيروسين يعتبران فيروسان جديدان بالنسبة للإنسان. المصدر الحيواني تأكد بالنسبة لفيروس السارس بعد عزله من الخفاش. انتقال السارس من الخفاش إلى الإنسان لم يكن مباشرا وإنما عبر حيوانات أخرى منها حيوان السيفيت الذي يشبه القط وهو حيوان يأكله الصينيون، ومن السيفيت انتقل السارس إلى الإنسان. نمط المادة الوراثية يشير إلى انتماء فيروس كورونا الشرق الأوسط إلى نفس المجموعة التي ينتمي إليها سارس ضمن عائلة كورونا، وإن كان الفيروسان ينتميان إلى فرعين مختلفين ويختلفان عن بعضهما في بعض الخواص. حيث إن هذه المجموعة تحتوي أيضا على فيروسات تصيب الخفاش فإن ذلك يرجح أن يكون الخفاش أيضا هو المستودع لفيروس كورونا الشرق الأوسط في الطبيعة. هل انتقل الفيروس من الخفاش إلى الإنسان مباشرة أم عبر حيوان آخر ؟، وما هو هذا الحيوان ؟، لازالت الإجابة على هذا السؤال غير معروفة. التعرف على المصدر الحيواني وإزالته مهم في البداية. لكن دور الحيوانات يتلاشى بعد أن يتمكن الفيروس من الانتقال مباشرة من شخص إلى آخر، وهو ما حدث مع فيروس السارس الذي كان انتشاره الأوسع بين الناس عبر الرذاذ والجهاز التنفسي. قد يتطلب انتقال المرض الاتصال الوثيق (وجها لوجه) بين الأشخاص، مثل الاختلاط بين أفراد عائلة المصاب، وهي طريقة الانتقال في الحالات المثبتة حتى الآن لفيروس كورونا الشرق الأوسط. رغم ذلك استطاع السارس الانتقال إلى أشخاص تواجدوا مع المصابين في نفس المكان مثل الفنادق والطائرات وإلى أفراد الطاقم الصحي الذين كانوا على اتصال وثيق مع المرضى مما استدعى فرض إجراءات وقائية أوسع. من الضروري تحديد كافة طرق انتقال فيروس كورونا الشرق الأوسط الأخرى بسرعة إن وجدت. الصورة المرضية الناتجة عن فيروس كورونا الشرق الأوسط مشابهة إلى حد كبير مع الصورة المرضية لفيروس السارس وكلاهما يسبب عدوى تنفسية حادة قد تؤدي إلى فشل في بعض أجهزة الجسم مثل الفشل الكلوي. في أغلب حالات سارس كانت الإصابة قوية وغالبا ما تستدعي زيارة الطبيب أو التنويم في المستشفى. وإذا كان الأمر شبيها بالنسبة لحالات كورونا الشرق الأوسط فإن ذلك سيسهل مراقبة الوباء ومحاصرته بعكس ما يمكن أن يحدث إذا كانت نسبة كبيرة من الحالات خفيفة أو مبهمة. مكافحة السارس تركزت على سرعة التعرف على المصابين وعزلهم حتى يشفوا. تأخرت الصين في الإعلان عن الوباء لعدة أشهر مما أدى إلى زيادة الحالات وانتشار المرض على مستوى العالم. رغم ذلك فقد تمكن العالم من احتواء وباء السارس بالاعتماد على سرعة التعرف على الحالات وعزل المرضى ومنعهم من السفر، دون حاجة لوجود علاج أو لقاح للفيروس. اختفت حالات السارس بين البشر منذ عام 2004م أي بعد أشهر قليلة من اكتشاف الفيروس الجديد وهو إنجاز جيد رغم ماسببه الوباء من أضرار كبيرة وذعر عالمي. السرعة التي تم بها اكتشاف فيروس كورونا الشرق الأوسط تتيح الفرصة لاحتوائه قبل أن يتحول، لا قدر الله، إلى سارس آخر.. أهم درس يمكن أن نتعلمه هو أهمية التجاوب السريع مع المرض وذلك بمتابعة الوباء لتشخيصه بسرعة والتعرف على كافة طرق انتقال العدوى ومن ثم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بدقة وحزم لوقفها. الحالات التي حدثت حتى الآن تدعونا إلى دق ناقوس الخطر وعدم التقليل من خطره. من المهم توفير كافة وسائل التشخيص السريع للمرض، وأماكن العزل للمصابين. الشفافية المطلقة في الإعلان عن الحالات الجديدة ضرورية جدا. كذلك التعاون بين كافة الجهات الرسمية شيء أساسي. مثلا التعاون بين الجهات الصحية العامة والخاصة والجهات التعليمية ووزارة الداخلية والجهات المسؤولة عن الصحة الحيوانية. التعاون الدولي، خاصة مع منظمة الصحة العالمية والجهات العلمية المرموقة وتشجيع الأبحاث للكشف عن مصدر الفيروس وطرق انتقاله مهم للغاية. الاحتواء السريع لفيروس كورونا الشرق الأوسط الذي ظهر فجأة في منطقتنا وتم اكتشافه في بلادنا يمثل اختبارا حقيقيا لأجهزتنا المسؤولة عن الصحة العامة وقدراتنا جميعا على التعامل مع الأوبئة الجديدة كما أنه يبين مدى استفادتنا من الدروس التي تعلمها العالم من وباء السارس المشابه.
(السعودية، قطر، والأردن، الإمارات العربية) أو في أشخاص زاروا إحدى دول الشرق الأوسط. الارتفاع الأخير والمفاجئ في عدد الحالات يذكرنا بفيروس السارس الذي ينتمي إلى نفس عائلة الكورونا (الفيروسات التاجية) والذي ظهر فجأة في جنوب الصين وهونج كونج في عام 2003م. وخلال أربعة أشهر فقط تسبب في حدوث حوالى 8000 حالة و774 وفاة في 26 دولة حول العالم. انتماء الفيروسين إلى نفس العائلة وتشابه الأعراض التي تنتج عن العدوى بهما يحثاننا على العودة إلى مرض السارس وفيروسه للاستفادة من الدروس التي تعلمها العالم من ذلك الوباء، وهي كثيرة. من أين أتت هذه الفيروسات ؟، عائلة الكورونا تحتوي على فيروسات كثيرة معروفة سابقا تصيب الإنسان وعددا كبيرا من الحيوانات، ولكن هاذين الفيروسين يعتبران فيروسان جديدان بالنسبة للإنسان. المصدر الحيواني تأكد بالنسبة لفيروس السارس بعد عزله من الخفاش. انتقال السارس من الخفاش إلى الإنسان لم يكن مباشرا وإنما عبر حيوانات أخرى منها حيوان السيفيت الذي يشبه القط وهو حيوان يأكله الصينيون، ومن السيفيت انتقل السارس إلى الإنسان. نمط المادة الوراثية يشير إلى انتماء فيروس كورونا الشرق الأوسط إلى نفس المجموعة التي ينتمي إليها سارس ضمن عائلة كورونا، وإن كان الفيروسان ينتميان إلى فرعين مختلفين ويختلفان عن بعضهما في بعض الخواص. حيث إن هذه المجموعة تحتوي أيضا على فيروسات تصيب الخفاش فإن ذلك يرجح أن يكون الخفاش أيضا هو المستودع لفيروس كورونا الشرق الأوسط في الطبيعة. هل انتقل الفيروس من الخفاش إلى الإنسان مباشرة أم عبر حيوان آخر ؟، وما هو هذا الحيوان ؟، لازالت الإجابة على هذا السؤال غير معروفة. التعرف على المصدر الحيواني وإزالته مهم في البداية. لكن دور الحيوانات يتلاشى بعد أن يتمكن الفيروس من الانتقال مباشرة من شخص إلى آخر، وهو ما حدث مع فيروس السارس الذي كان انتشاره الأوسع بين الناس عبر الرذاذ والجهاز التنفسي. قد يتطلب انتقال المرض الاتصال الوثيق (وجها لوجه) بين الأشخاص، مثل الاختلاط بين أفراد عائلة المصاب، وهي طريقة الانتقال في الحالات المثبتة حتى الآن لفيروس كورونا الشرق الأوسط. رغم ذلك استطاع السارس الانتقال إلى أشخاص تواجدوا مع المصابين في نفس المكان مثل الفنادق والطائرات وإلى أفراد الطاقم الصحي الذين كانوا على اتصال وثيق مع المرضى مما استدعى فرض إجراءات وقائية أوسع. من الضروري تحديد كافة طرق انتقال فيروس كورونا الشرق الأوسط الأخرى بسرعة إن وجدت. الصورة المرضية الناتجة عن فيروس كورونا الشرق الأوسط مشابهة إلى حد كبير مع الصورة المرضية لفيروس السارس وكلاهما يسبب عدوى تنفسية حادة قد تؤدي إلى فشل في بعض أجهزة الجسم مثل الفشل الكلوي. في أغلب حالات سارس كانت الإصابة قوية وغالبا ما تستدعي زيارة الطبيب أو التنويم في المستشفى. وإذا كان الأمر شبيها بالنسبة لحالات كورونا الشرق الأوسط فإن ذلك سيسهل مراقبة الوباء ومحاصرته بعكس ما يمكن أن يحدث إذا كانت نسبة كبيرة من الحالات خفيفة أو مبهمة. مكافحة السارس تركزت على سرعة التعرف على المصابين وعزلهم حتى يشفوا. تأخرت الصين في الإعلان عن الوباء لعدة أشهر مما أدى إلى زيادة الحالات وانتشار المرض على مستوى العالم. رغم ذلك فقد تمكن العالم من احتواء وباء السارس بالاعتماد على سرعة التعرف على الحالات وعزل المرضى ومنعهم من السفر، دون حاجة لوجود علاج أو لقاح للفيروس. اختفت حالات السارس بين البشر منذ عام 2004م أي بعد أشهر قليلة من اكتشاف الفيروس الجديد وهو إنجاز جيد رغم ماسببه الوباء من أضرار كبيرة وذعر عالمي. السرعة التي تم بها اكتشاف فيروس كورونا الشرق الأوسط تتيح الفرصة لاحتوائه قبل أن يتحول، لا قدر الله، إلى سارس آخر.. أهم درس يمكن أن نتعلمه هو أهمية التجاوب السريع مع المرض وذلك بمتابعة الوباء لتشخيصه بسرعة والتعرف على كافة طرق انتقال العدوى ومن ثم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بدقة وحزم لوقفها. الحالات التي حدثت حتى الآن تدعونا إلى دق ناقوس الخطر وعدم التقليل من خطره. من المهم توفير كافة وسائل التشخيص السريع للمرض، وأماكن العزل للمصابين. الشفافية المطلقة في الإعلان عن الحالات الجديدة ضرورية جدا. كذلك التعاون بين كافة الجهات الرسمية شيء أساسي. مثلا التعاون بين الجهات الصحية العامة والخاصة والجهات التعليمية ووزارة الداخلية والجهات المسؤولة عن الصحة الحيوانية. التعاون الدولي، خاصة مع منظمة الصحة العالمية والجهات العلمية المرموقة وتشجيع الأبحاث للكشف عن مصدر الفيروس وطرق انتقاله مهم للغاية. الاحتواء السريع لفيروس كورونا الشرق الأوسط الذي ظهر فجأة في منطقتنا وتم اكتشافه في بلادنا يمثل اختبارا حقيقيا لأجهزتنا المسؤولة عن الصحة العامة وقدراتنا جميعا على التعامل مع الأوبئة الجديدة كما أنه يبين مدى استفادتنا من الدروس التي تعلمها العالم من وباء السارس المشابه.